شكك الدبلوماسي الأمريكي السابق والخبير في شؤون الشرق الأوسط، «آرون دايفيد ميلر»، بقدرات الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» التفاوضية ومهارته في الوساطة بين دولة قطر وكل من السعودية والإمارات لحل الأزمة الخليجية.
وكان الرئيس الأمريكي عرض، خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع أمير الكويت، الشيخ «صباح الأحمد الصباح»، في البيت الأبيض، القيام هو شخصياً الوساطة لحل الأزمة الخليجية.
وتساءل «ميلر»، العضو السابق في الوفد الأمريكي إلى مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، في مقال نشره موقع «سي إن إن»، ما إذا كانت «الحكمة السياسية لدى رئيس الولايات المتحدة أم أنها أنانيته، ونظرته إلى نفسه على أنه ملك المفاوضين، هي التي جعلته يرمي نفسه وسط نزاع بين الدوحة، وكل من الرياض وأبوظبي».
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو/حزيران الماضي علاقاتها مع قطر وفرضت عليها إجراءات عقابية بدعوى «دعمها للإرهاب»، وهو ما نفته الدوحة بشدة.
ويرى «ميلر» أن «الأشهر الثمانية التي قضاها ترامب في البيت الأبيض، لا توحي بنجاح الرئيس في عقد الصفقات السياسية على غرار نجاحاته السابقة في عقد الصفقات في تجارة العقارات. فكل إنجازات ترامب، باستثناء الصفقة الأخيرة مع الأقلية الديمقراطية في الكونغرس حول الميزانية، لم يكن مصدرها مهاراته في التفاوض وعقد التسويات، بل كان معظمها عبر قرارات رئاسية تنفيذية».
ويشير الدبلوماسي الأمريكي إلى ما يصفه بـ«الوعد الوهمي، الذي أخذه ترامب على عاتقه بالتوصل إلى اتفاق سلام نهائي في الشرق الأوسط، ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي». معتبراً أنه لا يقدم على ذلك إلا «الهواة في السياسة».
وقال «ميلر» إن «الجميع يعلم، وخصوصاً الفلسطينيين والإسرائيليين، ووسيط السلام وصهر الرئيس، جاريد كوشنير، أنه من المستحيل تحقيق هذا الأمر».
واستشهد «ميلر» بنصيحة كان قد تلقاها من وزير الخارجية الأمريكي السابق «جيمس بيكر»، دعاه فيها إلى أن يخفض دائماً من التوقعات أمام الرأي العام.
واستعرض ما يعتبره «تخبطاً في سياسات ترامب الخارجية من الملف الكوري الشمالي، والتلويح بـالغضب والنار، والانتقال إلى الاستعداد للجلوس مع الزعيم الكوري الشمالي، والحديث عن مبيعات الأسلحة الأميركية لكوريا الجنوبية واليابان، إلى تقلبات مواقفه من العلاقة مع الصين».
ويخلص «ميلر» إلى القول «إن أحداً لا يتوقع أن يحل ترامب كل مشاكل أمريكا، لكن المطلوب منه بالتأكيد هو ألا يجعل هذه المشاكل أكثر سوءاً».
