«بلومبيرغ»: «بن سلمان» يخفض وتيرة الإصلاح الاقتصادي تمهيدا لاعتلاء العرش

الأحد 10 سبتمبر 2017 09:09 ص

غالبا ما نشاهد في الكون أشياء تبطئ من سرعتها لكي تحصل على دفعة للإسراع من جديد. وقد رأينا هذا يحدث في المملكة العربية السعودية هذه المرة، في العام 2017.

ويبدو أن خطة الإصلاح الطموحة للحكومة، التي خرجت على العالم مع ضجة كبيرة العام الماضي، كانت طموحة بشكل مبالغ فيه. وأظهرت التقارير هذا الأسبوع أن المملكة سوف تعمل على إعادة النظر في الخطة وتنقيحها لجعلها «أكثر تركيزا». وبالنظر إلى بعض المشاكل التي واجهت الإصلاح حتى الآن بالنسبة للسعوديين، بالإضافة إلى الحجم الهائل للإصلاح المقترح، فإن هذا التراجع كان متوقعا.

وعلى كل من يراقب سوق النفط أو الاكتتاب المقترح لشركة أرامكو السعودية للنفط، أن يأخذ في الاعتبار التوقيت.

وقد ثارت التكهنات حول استعداد الرجل الذي يقود الإصلاح، الأمير «محمد بن سلمان»، للصعود للعرش حرفيا، من خلال تخلي والده عن العرش، في أقرب وقت، وربما يكون هذا الشهر.

وهذا ما يمكن تسميته بتسريع المسار. وفي أقل من 3 أعوام، أصبح الأمير وزير الدفاع، وأدخل البلاد في حرب مكلفة في اليمن، وبرز كمهندس لبرنامج الإصلاح واسع النطاق تحت مسمى «رؤية 2030»، وأصبح وليا للعهد، من خلال مؤامرات كلاسيكية في القصر، وقاد الضغط على قطر.

ويبدو الآن مستعدا ليصبح الملك حين يصبح المنصب شاغرا. ويبلغ الأمير «محمد بن سلمان» 31 عاما، وهو أقل من نصف سن والده الملك.

وقد تكون هذه مجرد شائعة. وكان البيت الأبيض قد أعلن أن الملك «سلمان» سيزور الرئيس «دونالد ترامب» مطلع العام المقبل. ومن ناحية أخرى، يبدو أن «ترامب» و«محمد بن سلمان» على علاقة جيدة، لذا فإن التحول، على ما يبدو، من الصعب أن يمثل مشكلة في واشنطن.

أيام صعبة

لكن إذا أصبح «بن سلمان» ملك السعودية، فإنه سيواجه أعواما من النمو البطيء والعجز المالي.

وقالت «هيليما كروفت»، الرئيسة العالمية لاستراتيجية السلع الأساسية في آر بي سي كابيتال ماركتس، في تقرير يوم الخميس: «من الصعب المبالغة في حجم رأس المال الشخصي الذي استثمره بن سلمان في رؤية 2030، وقد تتوقف سمعته السياسية في نهاية المطاف على نتائج أجندة عمله الاقتصادية الطموح.وستزيد الضغوط على بن سلمان من أجل تحقيق نتائج إيجابية إذا وجد نفسه قريبا جالسا على عرش المملكة السعودية. وسيحتاج إلى تعزيز الدعم الجماهيري بسرعة وإسكات الأصوات المعارضة داخل العائلة المالكة».

وهذه هي القضية الجوهرية، فإذا كان هناك تسرع في صعود «بن سلمان» إلى العرش، فسيتطلب ذلك إظهار بعض النجاح في خطة الإصلاح.

وفي ضوء ذلك، يصبح تقليص بعض العناصر الأكثر مثالية من رؤية الأمير مفيدا من الناحية التكتيكية. وقد يساعد ذلك على علاج الصورة التي عرفت عنه كشخص متهور. وبشكل تلقائي، يصبح من الأسهل تنفيذ بنود الإصلاح إذا جعلها أقل حدة.

ومع ذلك، فقد تكون هناك حاجة إلى بعض الانتصارات السريعة. وأنا أتوقع هنا، أن يتمثل الفوز السريع والواضح في الاكتتاب العام لشركة أرامكو السعودية.

وقد يكون بيع حصة في عملاق النفط الوطني بعشرات المليارات من الدولارات لتكون بذرة صندوق استثماري عملاق هي الخطوة الأبرز في مبادرات الأمير. كما أنها ستكون أقل إثارة للجدل نسبيا من تخفيض رواتب الناس أو وظائفهم أو إعاناتهم. نعم، هناك قلق داخلي حول بيع جوهرة تاج المملكة. لكن تقييم الشركة في سوق الأسهم يتيح كثير من الشفافية قد تعالج مسألة تبديد أموال الشركة.

وعلى الرغم من ذلك، قد يكون تقييم الأمير لشركة أرامكو خياليا، بعد أن أعلن أن قيمتها تصل إلى 2 تريليون دولار. وإذا أصبح ملكا، فقد يشعر بضغوط أقل للوصول إلى هذا الرقم بدقة، لكنه لا يزال يطمح ألا يكون الرقم أقل من ذلك بكثير.

وقد يواصل الأمير محاولة دعم أسعار النفط قبل بيع الأسهم. وكما كتبت هنا من قبل، لم تساعد التخفيضات في العرض، المتفق عليها مع روسيا وبعض الدول الأخرى المصدرة للنفط، على ارتفاع مستمر للأسعار بعد، وقد تكون في الواقع النتائج عكسية بالنسبة للمملكة على المدى الطويل.

وعبارة «على المدى الطويل»، بطبيعة الحال، غير معبرة عن واقع المملكة، فالأمور تتحرك بسرعة كبيرة جدا هناك. وإذا كانت السعودية على وشك الحصول على ملك جديد بالفعل، فإن الاكتتاب العام لشركة أرامكو في سوق النفط قد ينتظر بعض الوقت.

ومع ذلك، فإن السعر الذي ستدفعه في نهاية المطاف مقابل نصيبك من الحلم السعودي، يجب أن يعتمد أيضا على مدى الحماس الذي تشعر به نحو هذا التغيير بهذه الوتيرة.

المصدر | ليام بينينغ - بلومبيرغ

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان الإصلاح الاقتصادي اكتتاب أرامكو السعودية بن سلمان