الاستخبارات الأمريكية تتجه للاعتماد على «الذكاء الاصطناعي»

الأحد 10 سبتمبر 2017 12:09 م

تتجه أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى «الذكاء الاصطناعي» لمساعدتها في تقييم أهمية مختلف البيانات وفهم الأحداث الجارية في العالم، وذلك ضمن جهود واشنطن لمواجهة أعباء مليارات المعطيات الأولية الواجب فرزها ومعالجتها.

وأوضحت مسؤولة التطوير التكنولوجي في وكالة الاستخبارات المركزية «دون ميريكس»، هذا الأسبوع خلال مؤتمر حول الأمن القومي والاستخبارات، أن وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه»، تدرس حاليًا عدد مشاريع بلغت 137 مشروع، يقوم على الذكاء الاصطناعي، وضع معظمها بالاشتراك مع مطورين من وادي السيليكون.

ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لـ«التكهن بأحداث هامة، سواء سياسية أو غير سياسية، من خلال إيجاد روابط بين التغييرات في دفق البيانات وغيرها من المعلومات».

ومن الاحتمالات الأخرى المطروحة استخدام الكمبيوتر للتعرف بدون تدخل بشري إلى أشياء أو أفراد على أشرطة فيديو لفتت انتباه محللي الـ«سي آي إيه».

الذكاء الاصطناعي يعمل أفضل من البشر

وقال «كريس هورست»، مدير العمليات في شركة «ستابيليتاس»، المتعاقدة مع أجهزة الاستخبارات الأميركية: «إن سلوك كائن بشري كناية عن بيانات، والذكاء الاصطناعي كناية عن نموذج قائم على بيانات». وتابع «حيث هناك أنماط سلوك، أعتقد أن الذكاء الاصطناعي قادر على إنجاز عمل أفضل من البشر».

وأفاد مسؤولون آخرون من وكالات استخبارات أمريكية مشاركون في المؤتمر، خاصة وكالة الأمن القومي المتخصصة في التنصت على الاتصالات، وأجهزة الاستخبارات التابعة للبنتاغون، أنهم يبحثون عن حلول تقوم على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحويل مليارات البيانات الجزئية المتوافرة لديهم إلى معلومات موثوقة يمكن استخدامها في عمل الإدارة أو في ساحة المعركة.

استهداف الشبكات الاجتماعية

من ناحية أخرى، ذكر أحد المسؤولين عدد من الاستخدامات الممكنة للذكاء الاصطناعي، وخاصة الاستعانة به لترميم أنظمة معلوماتية أو برامج تعرضت للقرصنة بصورة سريعة.

لكن ما يثير اهتمام وكالات الاستخبارات بصورة خاصةو وفقًا له، هو البحث عن أنماط متكررة لدى مصادر المعلومات مثل شبكات التواصل الاجتماعي.

وأوضح عميد معهد «كنت سكول» الذي يخرج محللي الـ«سي آي إيه»، «جوزف غارتين»، أن مسح شبكات التواصل الاجتماعي بشكل دقيق بحثًا عن معلومات ليس بالأمر الجديد، لكن «ما هو جديد هو حجم البيانات التي يتم جمعها من شبكات التواصل الاجتماعي وسرعة جمعها».

وفي هذه الحالة، فإن الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي يمكنها اختيار كلمات مفاتيح وأسماء، أو رصد أي تكرار أو تطابق، واكتساب معرفة بهذه الأنماط تدريجيا.

8 ملايين محلل

ويسجل حجم المعلومات التي يمكن جمعها زيادة متسارعة، مع التقدم التكنولوجي في مجال الأقمار الصناعية والاتصالات.

وقال مدير وكالة الاستخبارات الجغرافية/المكانية، «روبرت كارديلو» في يونيو/حزيران إن «توجب علينا أن نستخدم يدويًا كل الصور عبر الأقمار الصناعية التي نتوقع تلقيها خلال السنوات العشرين المقبلة، فلا بد لنا من توظيف ثمانية ملايين محلل متخصص في الصور».

ووكالات التجسس الأمريكية ليست الوحيدة التي تستخدم أجهزة الكمبيوتر التي تتعلّم من تلقاء نفسها، فقد أعلن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» الأسبوع الماضي بدوره، أن الذكاء الاصطناعي هو المستقبل. وقال «إن الذي سيصبح الرائد في هذا المجال سيكون سيد العالم»، في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية.

والتحدي بنظر المسؤولين الأمريكيين هو أن تتمكن المعلومات التي يتم جمعها بواسطة الذكاء الاصطناعي من كسب ثقة الجهات التي تتوجه إليها كالبيت الأبيض أو الجنرالات أو أعضاء الكونغرس.

وشددت «ميريكس» على أن الـ«سي آي إيه» ترسل يوميًا تقريرًا إلى البيت الأبيض «ونحن بحاجة إلى معلومات جيدة، بل جيدة جدا نستند إليها في استخلاصاتنا»، مضيفة «تقديم توصية على أساس آلية لا أحد يفهمها (...) أمر غير ممكن».

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة أمريكا ذكاء اصطناعي العنصر البشري عمل تحقيق استخبارات

صحيفة روسية: صدام أمريكي روسي صيني قريب