مغردون عن اعتقال «العودة» و«القرني»: الدعاء أصبح تهمة

الاثنين 11 سبتمبر 2017 11:09 ص

حالة من التضامن الواسع، شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، مع الشيخين «سلمان العودة» و«عوض القرني»، ومن تم اعتقالهم من السلطات السعودية خلال اليومين الماضيين.

وأمس، كشفت مصادر خاصة لـ«الخليج الجديد»، أن السلطات السعودية شنت حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 20 داعية وشخصية بارزة، تأكد منهم الداعية «سلمان العودة»، والشيخ «عوض القرني»، بالإضافة إلى «د.علي العمري» مدير قناة «فور شباب».

التفاعل الإلكتروني بين الناشطين جاء تزامنا مع حديث وزير خارجية قطر الشيخ «محمد بن عبدالرحمن» اليوم، خلال مؤتمر صحفي، حين قال إن «دول الحصار مارست إرهابا فكريا ضد من تعاطف مع قطر واعتقلت بعضهم».

وتحت وسم «اعتقال الشيخين عوض القرني والعودة»، تفاعل المغردون من السعودية ودول أخرى، تضامنا مع الشيخين.

واستنكر الكاتب الصحفي «جمال خاشقجي» اعتقال الدعاة، وغرد بالقول: «لا أصدق أنه جرى اعتقال الشيخين عوض القرني والعودة».

وأضاف: «بلادنا ورجالها لا يستحقون ذلك، ولا تعرف أجواء الاعتقال والتخويف، لابد أن هناك سوء فهم».

كله من الصحوة

بينما سخر الداعية السعودي «عادل الكلباني» وقال: «كله من الصحوة».

وأضاف: «لا يلومون من ظلمك.. لكن يلومونك إذ دعوت عليه!».

بينما ذكر الداعية «طارق السويدان» عددا من الدعاة المعتقلين مثل «سلمان العودة»، و«علي الحمادي»، و«علي العمري»، و«صلاح سلطان»، و«عوض القرني»، وقال: «هؤلاء بعض من أفضل الدعاة الذين كان لي شرف الاحتكاك بهم والنهل من علمهم الغزير.. أسأل الله أن يجزيهم خيراً على ما قدموه للأمة ويحفظهم وأهلهم من كل سوء».

 

 

 

 

أما المغرد الشهير «معالي الربراري»، فعلق على خبر اعتقال الدعاة بسلسلة تغريدات قال فيها: «التحريض على الشيخين قد بدأ ليلة أمس عندما غرد الشيخان بـ(اللهم ألّف بين القلوب)».

وأضاف: «في الأمس كنّا نتحدث عن حرية التعبير.. واليوم نطالب بحرية الصمت!.. وغدا: بماذا سنطالب؟»، متابعا: «غلق الحساب أو التطبيل بغير حق أو السجن.. أمر مؤلم أن تكون أمام هذه الخيارات فقط!».

ولفت «أبو محمود»، إلى أن «من يتم اعتقاله مؤخراً في السعودية هي شخصيات مغضوب عليها من أبوظبي.. بدءا من الحضيف مرورا بالطريفي وحتى العودة».

وتساءل «رجل هيئة»: «اعتقال دعاة السنة لن يجعل الشباب يرتمي بأحضان وسيم وعدنان.. هل فكّر فيها الوشاة؟».

وذكر «محمد الأحمدي»، بحيث الرسول حين قال: «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق.. ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين».

السعي نحو الكرسي

وشن «عابر سبيل» هجوما على ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، وقال: «من أجل أن يرضى الغرب عنه سيرتكب كل قبيحة للوصول للكرسي.. الغرب يعرف تفكيره ويضعون أصابعهم على الجرح.. دب داشر».

واتفت معه «حفصة عبدالله»، حين قالت: «بكدة تكون المملكة اقتربت أكثر من حافة الانهيار.. حتى المشايخ لم يسلموا من آل سلول!».

وأشار «رجل من الماضي»، إلى أن «دعاءهم يؤلف الله بين قلوب السعوديين والقطريين، لم يعجب الشيطان محمد بن زايد، فأمر باعتقالهم».

وكان «سلمان العودة»، غرد قبل أيام عقب اتصال جمع بين أمير قطر «تميم بن حمد» وولي عهد السعودية «محمد بن سلمان»، بالقول: «ربنا لك الحمد لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير لشعوبهم».

فيما غرد «القرني» قائلا: «أنباء متواترة عن بدء اتصالات وسيتلوها حوار بين المملكة وقطر لحل الخلافات بما يحفظ مصالح الجميع.. اللهم ألف بين قلوبهم».

وأبدى «الزيات» حسرته على ما وصلت الأوضاع في السعودية، وقال «المملكة على طريق (ولي عهد الإمارات محمد) زايد و(الرئيس المصري عبدالفتاح) السيسي».

وتحت وسم آخر بعنوان «اعتقال سلمان العودة»، غرد ناشطون على «تويتر»، معربين تضامنهم مع الداعية.

وحصد الوسم قرابة 200 ألف تغريدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وانتشر في دول عربية عدة مثل السعودية ومصر والإمارات وقطر، قبل أن يتصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولا في الكويت.

سجن كبير

وغرد «يوسف بن تاشفين» قائلا: «بلاد العرب أصبحت سجنا كبيرا».

وأضاف «عمر عبدالعزيز»: «قمة الطغيان دليل على اقتراب زمن الفرج.. سنة ربانية».

ووجهت «يمان أحمد»، رسالة إلى «العودة»، قائلة: «العظماء دائما أحرار ما داموا بالله مستعصمين.. فماذا يضيرك كيد الأنجاس؟.. كن يا شيخنا ملاذ الأمة فلن ننساك في جوف الليل».

وتابع «أبو حفص الموريتاني»: «اعتقال العلماء والدعاة اليوم  في السعودية يؤكد أن المستهدف هو الدعوة ورموزها.. ولا فرق هنا بين (متطرف) و(معتدل)».

أما حساب «معتقلي الرأي»، فغرد قائلا: «سيسجلَ التاريخ أن ديكتاتورية القمع وتكميم الأفواه في القرن الـ20 وصلتَ إلى أن تسجن بتهمة الدعاء!».

ولفتت «غنوة»، إلى أنه «إن صح الخبر من أجل تغريدة يدعو الله فيها تأليف قلوب المسلمين.. فاليهود ببعضهم لم يفعلوها ولا النصارى فيما بينهم».

 

 

وكانت المصادر قالت إن حملة الاعتقالات التي طالت الدعاة، جاءت بناء على رفض هؤلاء توجيهات من الديوان الملكي بمهاجمة قطر، حيث تلقوا اتصالات من المستشار في الديوان الملكي «سعود القحطاني» المقرب من ولي العهد «محمد بن سلمان» ، بالإضافة لمدير عام قناة «العربية» الإعلامي السعودي «تركي الدخيل» يطلبان منهم مهاجمة قطر فورا، فكان ردهم الرفض وقال أحدهم نصا: «بكرة تتصالحوا ويسود وجهنا نحن».

ولفتت المصادر إلى أن رد الفعل الفوري كان اعتقالهم، مشيرة إلى أنه «قد يتم توجيه اتهامات إليهم تتعلق بدعم الإرهاب»، مستندين لتغريدات قديمة تعود لـ2011 عن الثورات والثورة السورية.

ولم يصدر أي تصريح رسمي بخصوص حملة الاعتقالات.

وبعد اندلاع الأزمة الخليجية بشهر واحد، كشف حساب «العهد الجديد»، أن سلطات المملكة أصدرت أوامر بمنع دعاة وأكاديميين من السفر بينهم الداعية «عوض القرني».

يشار إلى أن «الخليج الجديد» انفرد، قبل أسابيع، بنشر أنباء عن حبس داعية شهير، لمدة يومين، وسحب جواز سفره، في إطار ضغوط ضده وآخرين من الدعاة، لمهاجمة قطر عبر حساباتهم.

وفي اليوم ذاته، دشن مغردون على «تويتر»، وسما بعنوان «العريفي معذور»، لمساندة الداعية السعودي الشهير، بدعوى أن تغريداته التي أطلقها تأتي تحت الضغوط، وليست نابعة من قناعته الشخصية.

كما سبق أن استدعت السلطات عددا من المغردين السعوديين المؤثرين في أغلب مناطق المملكة، وحذرتهم من التغريد بخصوص الأزمة الخليجية الحالية، كما أخذت عليهم تعهدات رسمية بعدم التحدث في الأزمة، وسط حديث مصادر عن إجبار دعاة على التغريد مبايعين لولي العهد الجديد «محمد بن سلمان»، الذي حل محل «محمد بن نايف».

واندلعت الأزمة الخليجية في يونيو/حزيران الماضي، عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها بقطر بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة.

  كلمات مفتاحية

عوض القرني سلمان العودة السعودية قطر الأزمة الخليجية اعتقال مواقع التواصل