وزير دفاع مصر بكوريا الجنوبية.. هل يسعى لإرضاء واشنطن؟

الاثنين 11 سبتمبر 2017 06:09 ص

تساؤلات عدة أثارتها زيارة وزير الدفاع المصري «صدقي صبحي» إلى كوريا الجنوبية، التي وصلها الإثنين، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، لا سيما أنها تأتي بعد نحو أسبوعين من حديث صحف أمريكية عن أن تعليق واشنطن لجزء من المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر، كان بسبب علاقات القاهرة العسكرية ببيونغ يانغ.

ورغم أن وزارة الدفاع المصرية أعلنت أن الزيارة تأتي في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري بين البلدين، وإجراء مباحثات حول العديد من الملفات على صعيد التعاون العسكري والأمني، إلا أن رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور «مختار غباشي»، رأى أن «كوريا الشمالية ربما تكون هي كلمة السر وراء هذه الزيارة».

وقال «غباشي» لـ«إرم نيوز»: «ربما أرادت كوريا الجنوبية فتح مجال لعلاقة متوازية مع مصر تستفيد منها لتهدئة الوضع والانفتاح على أفكار كوريا الشمالية، خاصة في ظل العلاقة بين بيونغ يانغ والقاهرة، فيما هو مرتبط بتطوير الأسلحة التقليدية والصواريخ الباليستية».

بدوره، اعتبر الخبير العسكري اللواء «جمال مظلوم»، أن «مصر من خلال هذه الزيارة، تحاول تكوين علاقات متوازنة مع كافة دول العالم بصرف النظر عن كونها شرقية أو غربية».

وقال إن «العلاقات المصرية الأمريكية مقبولة نسبيًا، كما العلاقة مع روسيا والصين والاتحاد الأوروبي، فالقاهرة تبني علاقاتها مع الدول على أساس المصلحة في حين تعمل على تنحية الخلافات الدولية جانبًا».

وأردف: «تنويع المصادر وتوسيع العلاقات الدولية يعطي مساحة للمزيد من التحرك على الساحة الدولية دون قيود».

وشدد على أن «الزيارة لا ترتبط بعلاقة مصر مع كوريا الشمالية»، منوها إلى أنه «لا توجد دولة تعترض على علاقات مصر مع أي طرف دولي آخر، لأن مصر تحاول العمل على موازنة علاقتها مع دول مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا».

وتعد بيونغ يانغ واحدة من أكثر دول العالم التي تواجه عزلة على الساحة الدولية، كما تم فرض عقوبات أممية عليها منذ 2006؛ بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية وتجاربها النووية.

ومؤخرا، قررت الولايات المتحدة عدم منح مصر 95.7 مليون دولار كمساعدات، وتأجيل 195 مليون دولار، بدعوى عدم إحراز نظام الرئيس «عبدالفتاح السيسي»، تقدما في مجال احترام حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية، فيما قالت صحف أمريكية إن الأمر يعود إلى التعاون العسكري بين القاهرة وبيونغ يانغ وإبرام مصر صفقة سلاح مع الأخيرة، رغم محاولات الإدارة الأمريكية عزلها دوليا، بسبب صواريخها الباليستية، وأنشطتها النووية.

وفي وقت سابق، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن مصر كانت قريبة من كوريا الشمالية منذ السبعينيات من القرن الماضي على الأقل.

وقال «دانيال ليون»، من مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، إن طياري كوريا الشمالية دربوا الطيارين المصريين قبل حرب 1973 مع «إسرائيل»، واتُهمت مصر في وقت لاحق بتزويد كوريا الشمالية بصواريخ سكود، التي باتت لاحقا أساسا لبرنامجها من الصواريخ الباليستية.

وأظهر تقرير صدر مؤخرا عن الأمم المتحدة كيف تؤدي مصر دورا مزدوجا إزاء بيونغ يانغ؛ إذ ساعدت في اعتراض سفينة كورية شمالية كانت تحمل أسلحة عبر قناة السويس العام الماضي، لكن القاهرة متهمة أيضا بشراء أجزاء من صواريخ سكود بشكل غير مشروع من بيونج يانج.

وفي عام 2015، قالت لجنة تابعة للأمم المتحدة إن ميناء بورسعيد بمصر يستخدم من قبل شركات تابعة لكوريا الشمالية ووكلاء الشحن العاملين في تهريب الأسلحة.

وقد أثارت الإدارات الأمريكية المتوالية قضية كوريا الشمالية سراً في المحادثات مع القاهرة، ولكنها لاقت استجابة ضئيلة. ومن المحتمل أن تكون الولايات المتحدة تمارس الضغوط على مصر؛ بسبب علاقاتها المدنية والعسكرية مع كوريا الشمالية.

  كلمات مفتاحية

مصر كوريا الشمالية كوريا الجنوبية صدقي صبحي المساعادات الأمريكية

لتعزيز التعاون.. وزير الدفاع الكوري الجنوبي يزور مصر وعمان