تحليل: «إس-400» تحول تركيا إلى قطب جيوسياسي مستقل

الأحد 17 سبتمبر 2017 03:09 ص

اعتبر تحليل سياسي أن إعلان تركيا شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسي بعيدة المدى «إس-400» يرتبط بالوضع الجيوسياسي أكثر من الحساب العسكري، مشيرا إلى أن الرئيس «رجب طيب أردوغان» يهدف إلى رسم دور جيوسياسي مستقل لبلاده في الشرق الأوسط.

وجاء في التحليل الذي نشره موقع «ترك برس» للكاتب «إيمانويلي سيميا»، أن تركيا لا تريد مغادرة «حلف شمال الأطلسي» (الناتو)، ولكنها تهدف إلى تحويل أنقرة إلى قطب جيوسياسي مستقل، قادر على فرض مصلحته أمام الكتلة الأمريكية الأوروبية، ومحور موسكو طهران، وحتى أمام الصين.

وذكر التحليل أن إيران لا تشكل تهديدا لتركيا في الوقت الحالي، فضلا عن أن منصة «الناتو» للدفاع الجوي والصاروخي يمكن أن تحمي الأراضي التركية من أي ضربات إيرانية صاروخية، شريطة ألا تكون هجمات واسعة النطاق، لافتا أن أرمينيا لا تمثل تهديدا لتركيا، رغم أنها مسلحة بنظام «إسكندر» الروسي  قصير المدى.

وبين التحليل أنه على الرغم من التقارب بين «أردوغان» ونظيره الروسي «فلاديمير بوتين» أخيرا، فإنه لا يجمعهما موقف مشترك بشأن رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، حيث يعمل الكرملين الآن كعازل -عسكري وسياسي بين أنقرة والنظام في دمشق.

من ناحية أخرى، أشار التحليل إلى أن «أردوغان» يختلف مع الولايات المتحدة بسبب دعمها للأكراد السوريين المرتبطين بـ«حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية، موضحا أن «أردوغان» انتقد واشنطن مرارا وتكرارا لرفضها تسليم «فتح الله كولن»، الذي يعتقد أنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشل في تركيا في يوليو/تموز 2016.

وخلص التحليل إلى أن حلم «أردوغان» القديم المتمثل في إقامة مركزية جديدة بين أوروبا وآسيا ومخاوفه من الولايات المتحدة و«الاتحاد الأوروبي»، دفعته إلى إبعاد تركيا عن حلفاء «الناتو»، وجعل بلاده أكثر استقلالية عن التحالف الأطلسي، دون الاصطفاف الكامل مع روسيا.

ووقعت تركيا عقدا لشراء منظومات صواريخ «إس-400» الدفاعية مع روسيا, يوم الثلاثاء الماضي، ما يجعها أول عضو في «الناتو» يعمل على نظام الدفاع الجوي الروسي الفعال.

وتستطيع منظومة «إس-400»، التي تبلغ قيمة الوحدة الواحدة منها 800 مليون دولار، إسقاط جميع وسائل الهجوم الجوي الموجودة حاليا، ومن ضمنها الطائرات والمروحيات والطائرات المسيرة، والصواريخ المجنحة، والصواريخ الباليستية التكتيكية، التي يمكن أن تصل سرعتها إلى 4800 متر في الثانية.

وتعتبر الصين أول مشتر لمنظومة «إس-400»، كما أن تسليح الجيش الروسي بالمنظومة بدأ عام 2007.

وصممت منظومة الصواريخ «إس-400» المضادة للطائرات بالأساس من أجل حماية المرافق السياسية والإدارية والاقتصادية والعسكرية المهمة من الغارات الجوية، حسب مصادر روسية.

وتعد هذه الصواريخ من أحدث المنظومات في العالم للدفاع الجوي والدفاع المضاد للصواريخ، وتقول المصادر الروسية إن هذه المنظومات الصاروخية تستطيع توجيه 72 صاروخا وتدمير 36 هدفا في آن واحد، ويمكن نشرها خلال 5 دقائق لتكون جاهزة للعمل.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا روسيا إيران الولايات المتحدة أردوغان الناتو إس-400