كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عن أسرار جديدة بخصوص تأييد (إسرائيل) لاستفتاء انفصال إقليم كردستان العراق.

وتحدثت الصحيفة، الإثنين، عن صفقة لتسوية أوضاع 2 مليون كردي من أصل يهودي، مقابل دعم (إسرائيل) لاستفتاء الانفصال.

وأشارت الصحيفة إلى تحذيرات نائب الرئيس العراقي «نوري المالكي» من انفصال الإقليم، معبرة عن رفضها تلك التصريحات.

وقبل يومين، حذر المالكي، لدى استقباله السفير الأمريكي في بغداد من «قيام إسرائيل ثانية» في شمال العراق، في إشارة إلى استفتاء انفصال إقليم كردستان المزمع إجراؤه في 25 سبتمبر/أيلول الجاري.

ووفق الصحيفة، تقيم (إسرائيل) روابط سرية مع الأكراد في مجال المخابرات والأعمال والمجال العسكري منذ ستينات القرن الماضي، وتعتبر الأكراد المشتتين في العراق وتركيا وسوريا وإيران عازلاً لها عن العرب، وهم خصوم للطرفين.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، قبل أيام، تأييده قيام دولة كردية، وقال في تصريحات أرسلها مكتبه إلى المراسلين الأجانب: «تؤيد (إسرائيل) جهود الشعب الكردي المشروعة لقيام دولته»، فيما يستعد أكراد العراق لاستفتاء على الاستقلال رفضه البرلمان في بغداد.

وأضاف «نتنياهو» أن «إسرائيل تعارض حزب العمال الكردستاني وتعتبره تنظيما إرهابيا، خلافا لتركيا التي تدعم تنظيم حماس الإرهابي، وبينما تعارض إسرائيل الإرهاب أيا كان، فإنها تدعم الجهود المشروعة للشعب الكردي من أجل إقامة دولته».

وتخشى القوى الغربية من أن يصرف الاستفتاء بالمنطقة الكردية التي تحظى بالحكم الذاتي الانتباه عن الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية».

ومؤخرا، أعرب نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، الجنرال «يائير جولان» عن دعمه لاستقلال الأكراد، وقال إن حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) الذي يحارب تركيا ليس منظمة إرهابية.

وقال «جولان» خلال خطابه في مؤتمر بواشنطن، إنه «من وجهة النظر الشخصية فإن حزب العمال الكردستاني هو ليس منظمة إرهابية، هكذا أرى الأمور».

وأضاف: «عندما ننظر إلى إيران في الشرق، وننظر إلى عدم الاستقرار في المنطقة، فإن وجود كيان كردي مستقر وموحد في منتصف هذا المستنقع هو فكرة ليست سيئة».

وكان «نتنياهو» قد عبّر في كلمة سابقة له عام 2014 عن دعمه لتطلعات الأكراد إلى الاستقلال، قائلا إنهم يستحقون الاستقلال السياسي، لكن التصريحات الأخيرة له تبدو تأييدا أكثر وضوحا لقيام دولة كردية.

وهذه التصريحات لن تجد لها صدى في بغداد التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع (إسرائيل) ولها روابط قوية مع إيران عدو (إسرائيل) اللدود.

وأبدى مسؤولون إسرائيليون كبار في السنوات السابقة دعمهم لاستقلال كردستان من بينهم الرئيس الراحل «شيمون بيريز» ووزير الدفاع «أفيغدور ليبرمان».

ويسعى الأكراد إلى قيام دولة مستقلة لهم منذ نهاية الحرب العالمية الأولى عندما تقاسمت القوى الاستعمارية السيطرة على الشرق الأوسط بعد سقوط الخلافة العثمانية.

وترفض بغداد منذ أمد بعيد فكرة استقلال أكراد العراق ويشاركها في ذلك جاراتها الثلاث إيران وتركيا وسوريا، وتخشى هذه الدول من أن يشجع ذلك الأقليات الكردية التي تعيش فيها على المطالبة بالاستقلال.