حراك فلسطيني بالقارة السمراء لمنع إقامة القمة الأفريقية الإسرائيلية

الأربعاء 20 سبتمبر 2017 09:09 ص

بدأ عضو المجلس الثوري في حركة فتح، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، البروفيسور «أوري ديفيس»، جولة أفريقية تشمل 10 دول، يلتقي خلالها مسؤولي الأحزاب الحاكمة والمعارضة.

وقال «ديفيس»، إن جولته الأفريقية تهدف إلى إجراء حوارات معمقة، مع الأحزاب السياسية الأفريقية الحاكمة والمعارضة، للحيلولة دون إقامة القمة الأفريقية الإسرائيلية، بحسب «الأناضول».

وأضاف «ديفيس»: «أحمل رسالة الى أمناء الأحزاب السياسية الافريقية الحاكمة، من أجل الضغط على الحكومات الأفريقية لمقاطعة القمة الأفريقية الإسرائيلية».

و«أوري ديفيس» باحث مناهض للصهيونية، من أصل يهودي، من مواليد القدس عام 1943، سخّر حياته الأكاديمية لفضح سياسات (إسرائيل) العنصرية، وألّف عدة مؤلفات وألقى عشرات المحاضرات في المحافل الدولية.

وكانت توغو أعلنت في 11 سبتمبر/أيلول الجاري، إرجاء قمة أفريقية إسرائيلية كانت مقررة في العاصمة لومي الشهر المقبل، متعللة بعدم توافر وقت كاف للتحضير لها، وذلك بعد أيام من تظاهرات معارضة تطالب باستقالة الرئيس «فور غناسينغبي».

وبحسب خبراء، فإن (إسرائيل) تسعى لإقامة علاقات وثيقة مع الدول الأفريقية بغرض كسب أصواتها في المحافل الدولية، ووقف تأييدها للقضية الفلسطينية.

وأوضح «ديفيس» أن جولته ستشمل 10 دولة أفريقية، بدأها بإثيوبيا، باعتبارها مقرا للاتحاد الأفريقي.

وقال «ديفيس» إنه يعوّل في لقاءاته مع مسؤولي الأحزاب السياسية الأفريقية على العلاقات التاريخية بين حركة فتح وهذه الأحزاب.

وأضاف أنه التقى مع قيادات من ائتلاف «الجبهة الديمقراطية الثورية»، الحاكمة في إثيوبيا، وتطرق الاجتماع معها للمهمة التي جاء من أجلها، وقال إن اللقاء سادته «روح طيبة من التفاهم والاهتمام».

واعتبر «ديفيس» أن هدف (إسرائيل) من وراء القمة الأفريقية الإسرائيلية، هو إقامة علاقات تطبيع مع جميع دول الاتحاد الأفريقي، وكسب تأييدها في المحافل الدولية.

وانتقد «ديفيس» «الممارسات الإسرائيلية العنصرية»، ضد الشعب الفلسطيني، وقال إنها تؤكد سعيها لتأسيس «نظام فصل عنصري».

وأشار إلى ما أسماه بالمفارقات بين نظام الفصل العنصري السابق في دولة جنوب أفريقيا و(إسرائيل)، وقال إن «الحالة الإسرائيلية خاصة، حيث دخل فيها التهجير».

ورأى «ديفيس» أن العقوبات الأممية التي فُرضت على جنوب أفريقيا أدت إلى انهيار نظام الفضل العنصري، ونشوء نظام ديمقراطي.

وقال «ديفيس» «إذا تمكنا من الوصول الى هذه الحالة مع (إسرائيل)، فستجد نفسها عرضة للعقوبات الأممية ما يؤدي إلى انهيار نظامها العنصري أيضا».

في السياق ذاته، طالب «نصري أبوجيش»، سفير فلسطين لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، الدول الأفريقية بمقاطعة القمة الأفريقية الإسرائيلية.

وقال «أبوجيش» إن تأجيل انعقاد قمة توغو، التي كان من المزمع تنظيمها الشهر المقبل، جاء نتيجة لجهود تراكمية فلسطينية وعربية وإسلامية بدعم من دول أفريقية.

وأضاف أن «عقد قمة إسرائيلية-أفريقية يتنافى مع مواقف المنظومة الأفريقية التي ترفض احتلال (إسرائيل) للأراضي الفلسطينية».

وشدد «أبوجيش» أن السلوك الإسرائيلي «لا يمكن أن ينسجم مع مواقف الدول الأفريقية التي عانت من نظام التمييز العنصري والاستعمار».

وأكد على مواصلة الجهود الفلسطينية، في كافة الساحات لإجهاض المحاولات الإسرائيلية لتطبيع العلاقات مع الدول الأفريقية، ومقاطعة القمة انسجاماً مع المواقف التاريخية لدول القارة السمراء.

وقال «أبوجيش» إن جولة البروفيسور، «أوري ديفيس»، تأتي ضمن جهود رسمية وشعبية وحزبية تصب في منع محاولات (إسرائيل) للتغلغل في القارة الأفريقية، واستمرار استقلال أصوات أفريقيا في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

وأشار «أبوجيش» إلى أن لقائهم مع مسؤولي الائتلاف الحاكم في إثيوبيا كان إيجابيا، أكد خلاله الحزب الحاكم على أنه سيبذل الجهد للطلب من الحكومة الإثيوبية بأن تستمر في دعم القضية الفلسطينية.

وختم «أبوجيش» بمناشدة الدول الأفريقية والاتحاد الأفريقي، اعتبار (إسرائيل) «دولة احتلال، لا يمكن ان تتوافق مع مواقف الدول الأفريقية الداعمة لحرية واستقلال الشعب الفلسطيني».

أهداف التقارب

وتهدف (إسرائيل) في أفريقيا، إلى تأمين الجالية اليهودية المتواجدة بالقارة، وتوظيف التغلغل الإسرائيلي لصالح التكامل مع الخطط الأمريكية، بالإضافة إلى إجهاض الحركات والأنظمة ذات التوجه الإسلامي.

ورغم أن أرقام الجالية اليهودية في أفريقيا ليست كبيرة، إلا أنها تمثل مركزاً للقوة والنفوذ، خاصّة أنّ الدول الأفريقية تتسم بهشاشة البنيان المؤسسي والاجتماعي.

وتمثل الجالية اليهودية أحد القنوات الهامة التي تعتمد عليها (إسرائيل) في التغلغل في القارة، وتطويق العالم العربي، وتهديد أمنه القومي عن طريق السيطرة على المنافذ الجنوبية للبحر الأحمر، ونزع الصفة العربية، وضمان التفوق العسكري والاستراتيجي الإسرائيلي المطلق عبر التحكم في النقاط الإستراتيجية الهامة، التي تحيط بالعالم العربي، وذلك لجعل دولة تحت رحمة التهديد بالحصار والعدوان.

علاوة على ذلك، تهدف (إسرائيل) إلى توظيف التغلغل الإسرائيلي في القارة لصالح التكامل مع الخطط الأمريكية، وإفهام أمريكا أنّ رأس حربتها الإستراتيجية في أفريقيا هي (إسرائيل)، ومن ثم الحصول على المواد الخام الإستراتيجية مثل اليورانيوم (الذي تستخدمه إسرائيل، بحسب المصادر الأجنبيّة، في صنع القنابل النووية الإسرائيلية)، والكوبالت والذهب والألماس.

وتمثل هذه المواد جزءً هامًا من التجارة الإسرائيلية.

والهدف الأخير، بحسب مراقبين، هو منع انتشار الإسلام في القارة السوداء، وإجهاض الحركات والأنظمة ذات التوجه الإسلامي.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

توغو قمة أفريقية ـ إسرائيلية احتجاجات معارضة تدخل فلسطيني مجهودات عربية ضغوط غناسينغبي