أصدرت «هيئة علماء ليبيا» بيانا أدانت خلاله قصف القوات المصرية لمدينة درنة الليبية، كرد فعل على الشريط الذي بثه تنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا ويظهر خلاله عملية إعدام 12 قبطيا مصريا احتجزهم التنظيم لأكثر من 50 يوما.
وأدان البيان الذي صدر مؤخرا الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، وفي مقدمته «إرهاب الدول، متمثلاُ في القصف الذي طال الآمنين في درنة، وأودى بحياة نساء وأطفال ورجال»، واعتبر البيان أن القصف «يعد تدخلًا سافرًا وانتهاكًا للسيادة الليبية»، كما استنكرت الهيئة تصريحات بعض المحسوبين على الجيش الليبي المؤيدة للتدخل، واعتبرتها «خيانة لأهل ليبيا».
كما قدم البيان العزاء لأهل الضحايا في مدينة درنة، وأكد على «حرمة الدماء بما في ذلك دماء غير المسلمين من غير المحاربين من ذوي الأمان أو شبهة الأمان» وفقًا للبيان.
ووصف البيان حادث القتل بأنه أعطى «ذريعة للجانب المصري لإشباع وتنفيس مشاكله الداخلية»، واستغرب من تركيز الإعلام المصري على تضخيم حجم الإرهاب في ليبيا، بينما يتناسى «إرهاب الطغاة الذي بلغ حد حرق لمتظاهرين السلميين في الميادين وجرف جثثهم بالجرافات» وفقًا لما جاء في البيان.
وتساءل البيان : «كيف يستقيم الاتجاه إلأى ضرب داعش في ليبيا وترك الفارين من العدالة يصولون في قنواتهم في مصر، ويزكون التنظيم ويعلنون دعمهم له؟»، في الإشارة إلى القيادي الليبي الهارب في مصر «أحمد قذاف الدم»، والذي استضافته أحد الفضائيات المصرية.
ودعا البيان الليبيين إلى الوقوف صفا واحدا في وجه ما يحاك ضدهم من دسائس ومؤامرات، وأن ينبذوا خلافاتهم ويتعاونوا على البر والتقوى، وأن يستعدوا للتضحية من أجل حماية الدين والأرض والعراض، والدفاع عن كرامة بلدهم ضد اي طامع أو معتد.
تأتي هذه التصريحات بعد إعلان الجيش المصري أن مصر وجهت ضربة جوية استهدفت ما قالت إنها مواقع ومقار لما يعرف بـ«مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها» وتنظيم «الدولة الإسلامية» فيها، وقالت مصادر إن القصف تسبب في مقتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان وجرح 17 جميعهم مدنيون وحالتهم حرجة.
وقال بيان الجيش المصري إن القصف جاء تنفيذا لقرارات «مجلس الدفاع الوطني» في إطار الرد على الأعمال الإجرامية للتنظيمات الإرهابية داخل وخارج مصر. بحسب البيان.