كشفت الإمارات أمس (الأربعاء) عن تفاصيل «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ»، وحقيقة «مسبار الأمل» الذي سينطلق نحو الكوكب الأحمر في منتصف عام 2020، حسب وكالة الأنباء الرسمية.

وأعلن الشيخ «محمد بن راشد آل مكتوم» نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي في كلمة عن اختيار اسم «مسبار الأمل» لمسبار المريخ، بناء على آلاف المشاركات من الوطن العربي.

وقال إن «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ سيكون إضافة إماراتية للمعرفة البشرية ومحطة حضارية في تاريخنا العربي واستثمارا حقيقيا لأجيالنا المستقبلية».

وقدم فريق عمل المشروع خلال الاحتفال عرضا شاملا للمشروع وتفاصيله العلمية، بجانب فيديو توضيحي حول رحلة الإمارات للمريخ، وبحسب فريق العمل، سيعمل المشروع الإماراتي «على رسم صورة واضحة وشاملة عن مناخ المريخ وأسباب تآكل غلافه الجوي وهروب المياه من على سطحه وبالتالي اختفاء فرص الحياة عليه».

وسيوفر المشروع متابعة يومية لحالة الطقس على الكوكب الأحمر وتفاعل التغيرات في أجوائه من عواصف ودرجات حرارة مع قممه البركانية الشاهقة ووديانه العميقة وصفائحه الجليدية وصحرائه الواسعة.

وبحسب فريق العمل سينطلق «مسبار الأمل» الإماراتي في النصف الأول من العام 2020 ليقطع مسافة 600 مليون كم بسرعة 126 ألف كم /ساعة وصولا لوجهته النهائية بعد 200 يوم من بدء رحلته، وستستمر مهمة المسبار حتى العام 2023 مع إمكانية تمديدها حتى العام 2025.

وسيوفر مشروع الإمارات أكثر من 1000 جيجابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ.

وأوضح فريق العمل أن «مسبار الامل» يزن 1500 كغ تقريبا متضمنا وزن الوقود وبأبعاد 2.37 متر عرض و 2.90 متر طول، وهو ما يماثل حجم ووزن سيارة صغيرة.

ويتكون المسبار من مجسم مضغوط سداسي الشكل تصميمه يشبه خلايا النحل مصنوع من الألمنيوم وذي بنية صلبة لكن بوزن خفيف محمي بغلاف مقوى من صفائح مركبة.

ولدى المسبار أيضا ثلاثة ألواح شمسية يستخدمها لتوليد الطاقة اللازمة لإكمال رحلته بعد وصوله للفضاء حيث تستطيع هذه الألواح توليد 600 واط وتكون هذه الألواح الشمسية مغلقة إلى جانبي المسبار أثناء الإطلاق ومن ثم تفتح ذاتيا لحظة انطلاقه في الفضاء وانفصاله عن صاروخ الإطلاق.

وسيصل المسبار إلى المريخ بحلول عام 2021 تزامنا مع ذكرى مرور خمسين عاما على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وسينطلق نحو المريخ ضمن إطار زمني وجيز ومحدد يعرف بـ «مهلة الإطلاق» في شهر يوليو من عام 2020.

وسيوضع المسبار في مقدمة صاروخ حامل مشابه للصواريخ المستخدمة عادة في إطلاق الأقمار الصناعية ورواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية وذلك للوصول إلى مدار المريخ.

ويعد «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ» أول مشروع عربي من نوعه يتضمن إطلاق مسبار فضائي.

ودخلت الإمارات بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي عبر الإعلان عن إنشاء وكالة فضاء في 16 يوليو/تموز 2014.

وتسعى الإمارات إلى أن تكون ضمن الدول الكبرى في مجال علوم الفضاء قبل عام 2021 موعد الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971.

وتتجاوز استثمارات الإمارات في الصناعات والمشاريع المرتبطة بتكنولوجيا الفضاء 20 مليار درهم (5.4 مليار دولار).