واصل «الحوثيون» اليوم الخميس خرق الهدنة التي بدأت مساء الثلاثاء الماضي، حيث تجددت الاشتباكات في مدن يمنية عدة، لا سيما جنوبي البلاد.
وقصف مسلحو «الحوثي» دوار كالتكس، المؤدي إلى ميناء عدن جنوبي اليمن، بصواريخ الكاتيوشا في تحد للهدنة الإنسانية التي من المفترض أن تستمر 5 أيام، لتمكين السكان من التزود بالمواد الغذائية.
وفي مدينة تعز تجددت الاشتباكات بشكل متقطع بين مسلحي «الحوثي» و«صالح» من جهة، ومقاتلي المقاومة الشعبية من جهة ثانية، وسط سماع دوي انفجارات هزت أجزاء من المدينة.
وواصل «الحوثيون» إرسال تعزيزات إلى تعز عبر محافظة إب المجاورة، في حين اندلعت اشتباكات في مدينة مأرب، شمال شرقي العاصمة صنعاء.
وقال مستشار وزير الدفاع السعودي «أحمد عسيري» أمس الأربعاء، إن ضبط النفس من جانب التحالف العربي لن يطول إذا استمر «الحوثيون» في أعمالهم الاستفزازية، في إشارة إلى خرق «الحوثيين» للهدنة في اليمن.
وتعرضت الهدنة الإنسانية في اليمن لخروقات عدة منذ بدء سريانها.
غير أن التحالف العسكري بقيادة السعودية أكد التزامه الكامل بوقف إطلاق النار وضبط النفس.
ولا تزال الأوضاع الإنسانية تتفاقم رغم سريان الهدنة.
وتؤكد التقارير وقوع انتهاكات عديدة للهدنة التي بدأ سريانها مساء الثلاثاء.
وقال التحالف في بيان رسمي إن الميليشيات «الحوثية» خرقت الهدنة.
وأضاف البيان، الذي بثته «وكالة الأنباء السعودية» (واس)، أن وقف إطلاق النار تعرض لـ12 خرقا على الحدود السعودية اليمنية وفي داخل الأراضي اليمنية.
غير أن البيان أشار إلى أن التحالف يؤكد التزامه الكامل بالهدنة الإنسانية وضبط النفس.
اتهامات متبادلة
وتبادل «الحوثيون» والمقاتلون الموالون للرئيس المعترف به دوليا «عبدربه منصور هادي» الاتهامات بخرق الهدنة.
وقالت مصادر عسكرية موالية لـ«هادي» إن «الحوثيين» شنوا عمليات عسكرية في أكثر من مدينة.
وأضافت أنهم سيطروا على مدينة لودر في محافظة أبين جنوبي البلاد بإسناد من لواء المجد الموالي للرئيس اليمني المخلوع «علي عبدالله صالح».
واتهمت المصادر «الحوثيين» بقصف أحياء سكنية في كل من الضالع وعدن وتعز، في جنوب اليمن، وقتل عدد من المدنيين.
غير أن «الحوثيين» اتهموا مسلحين من تنظيم «الدولة الإسلامية، بقصف مواقع لهم في مأرب وتعز والضالع.
وذكرت وسائل إعلام تابعة لـ«الحوثيين» أن مقاتلات التحالف شنت أربع غارات على مواقع لـ«الحوثيين» في كل من صعده ولحج وحجه، وهو ما نفاه المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن «أحمد عسيري» .
واستمر تحليق مقاتلات التحالف فوق مناطق عدة في محافظات إب وصعده والحديدة والضالع وعدن بالتزامن مع إطلاق «الحوثيين» نيران المضادات الأرضية باتجاه تلك المقاتلات.
ويشن التحالف منذ أسابيع عملية عسكرية في اليمن تستهدف، كما قالت السعودية، إعادة «هادي» إلى الرئاسة باعتباره رئيسا شرعيا وإجبار «الحوثيين على الانسحاب من العاصمة صنعاء وتسليم أسحلتهم.
كما قال شهود عيان إن مقاتلات التحالف شنت سلسلة غارات على أنصار الحركة «الحوثية» بالمدينة، بعد ساعات من سيطرتهم عليها.
وأضاف الشهود أن الغارات شملت كذلك مناطق في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لـ«الحوثيين» في اليمن.
وتتزايد الأوضاع الإنسانية في اليمن ترديا رغم الهدنة، خاصة في المدن التي تشهد قتالا بين «الحوثيين» ومقاتلين موالين لـ«هادي».
وأعلن المتحدث باسم شركة النفط اليمنية «حسين العامري عن وصول كميات كبيرة من المشتقات النفطية وتوزيع 12900 طن من مادة البنزين صباح الأربعاء.
وأضاف أن هذه الكميات وصلت إلى ميناء الحديدة وتم توزيعها بالناقلات إلى عدة محافظات، مشيرا إلى أنه يجرى حاليا تفريغ وتوزيع كميات كبيرة أخرى من الوقود.
وتسبب استمرار القتال في إعاقة مرور الشاحنات التي تنقل الأغذية والوقود والأدوية إلى السكان من موانئ عدن والحديدة والمكلا التي وصلت إليها عدد من السفن مع بدء سريان الهدنة الإنسانية.
كما تعذر إعادة التيار الكهربائي بسبب استمرار المواجهات في محافظة مأرب، كما فشلت الفرق الهندسية في إصلاح أبراج نقل الكهرباء التي تضررت بشكل كبير من المواجهات.
وقد استمرت حركة نزوح السكان من المدن اليمنية التي تشهد قتالا باتجاه المناطق الأكثر أمنا في ظل أوضاع إنسانية بالغة القسوة.
وتشير تقديرات منظمة الإغاثة الإسلامية إلى نزوح قرابة ثمانية ملايين شخص عن منازلهم منذ بدء القتال وغارات التحالف.