تشنّ أجهزة الأمن المصرية، منذ يوم الجمعة، حملة أمنية تستهدف منازل عدد كبير من الشباب، معظمهم ينتمون إلى «التيار الإسلامي»، وجماعة «الإخوان المسلمين»، ولا سيما بعد تسرّب معلومات عن قدرة الجماعة وأنصارها على استعادة الحشد الشعبي في ذكرى فض اعتصامي «رابعة العدوية» و«النهضة» في 14 أغسطس/آب 2013.
وشملت الحملة الأمنية مناطق كرداسة، وناهيا، المنصورية، وبني مجدول في محافظة الجيزة (غرب القاهرة) ، وعين شمس، والمطرية، وألف مسكن بمحافظة القاهرة، بالإضافة لأحياء في حلوان، ، ونفذت بذريعة «البحث عن الخارجين عن القانون»، بحسب مواقع مصرية.
ويشير خبير أمني، لـ«العربي الجديد»، إلى أنّ «أجهزة الأمن تقوم بالتنسيق مع قطاع الأمن الوطني والعمليات الخاصة والأمن المركزي، لتنفيذ حملات أمنية عدة تستمر إلى ما بعد ذكرى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة».
ووفقاً للخبير، فإن الحملة التي تطال عدداً من المحافظات تهدف إلى القبض على شباب الإخوان وأنصار الجماعة، في ظل الدعوات التي رصدتها الأجهزة الأمنية للخروج في مسيرات وتظاهرات ضد السلطات المصرية؛ بسبب فشلها في إدارة البلاد.
من جهته، قال أحد شباب «الجماعة»، طلب عدم ذكر اسمه، إن «الاعتصام والتواجد في الميادين مطلب الجميع خلال الفترة المقبلة، حتى وإن كلّف ذلك قتل الشباب والتنكيل بهم، كما حدث من قبل في رابعة العدوية وأمام ميدان النهضة».
وشدد الشاب على «إصرار الجميع على إنقاذ البلاد من خاطفيها».
بدوره، قال الناشط السياسي وعضو حركة «تحرر»، «محمد دياب»، إن «ما تقوم به الدولة من عمليات قمع يعود بنا إلى ما كانت عليه مصر أيام حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، والذي بسببه قامت ثورة 25 يناير عام 2011».
وأضاف أن «ما تقوم به الحكومة، ممثلة بوزارة الداخلية من إلقاء القبض على عدد من الشباب قبل ذكرى رابعة، يؤكد أنها لا تزال تفكر في التعامل الأمني فقط، رغم فشلها فى ذلك، لكنها لا تزال تنتهجه».
وشدد «دياب» على أنّ «من حق الجميع التعبير عن الرأي، كما يكفل الدستور، أما ما يحدث الآن، فهو بمثابة تحويل مصر إلى ثكنة عسكرية»، مشيراً إلى أنّ «الشارع لن يهدأ، ومصر مقبلة على ثورة حقيقية».
ووصف «دياب» فض اعتصامي «رابعة العدوية» و«النهضة» «بالمجزرة ضد الإنسانية، إذ استشهد الآلاف»، متهماً الإعلام بالتضليل فى عدم عرض الحقيقة أمام الشعب المصري.
واعتبر «دياب» أنّ «إجبار الشعب على تفويض الجيش والشرطة في فض اعتصام رابعة كان خطأ، لأنه كان من واجب القوات حماية البلاد في الداخل والخارج، وليس القيام بتفويض بقتل وتصفية المواطن المصري كما حدث فى رابعة».
ويشارك عدد من المنظّمات في تدشين حملات خارجية لإحياء الذكرى، فيما أُعلن عن تنظيم حملة دولية تحت عنوان «قصة رابعة»، يشارك فيها عدد من المنظمات، ومن بينها منظمات إسلامية، في مقدمتها «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين».