معارضون مصريون: «الإهمال الطبي» أداة النظام الجديدة للتخلص من المحتجزين

الاثنين 10 أغسطس 2015 07:08 ص

انتقد سياسيون معارضون للنظام المصري في الخارج وفاة المحبوسين سياسيا بسبب الإهمال الطبي داخل السجون، على خلفية وفاة عدد من قيادات الجماعات والحركات الإسلامية خلال الفترة الأخيرة، لما أرجعه ذووهم إلى «الإهمال الطبي»، بينما تنفي وزارة الداخلية ذلك وتقول إنها توفر الرعاية الكاملة لهم داخل أقسام الشرطة والسجون.

جاء ذلك بعد أن أعلنت «الجماعة الإسلامية» في مصر، أمس الأحد، وفاة «عصام دربالة» رئيس مجلس شورى الجماعة، داخل سجن العقرب جنوب القاهرة بسبب منع العلاج عنه.

وكان «عصام دربالة»، القيادي في «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس السابق «محمد مرسي»، معتقلا بسجن العقرب جنوب القاهرة بتهمة الانضمام إلى جماعة محظورة.

وعادة، ترفض الأجهزة الأمنية بمصر، اتهامات معارضين للسلطات المصرية بالإهمال الطبي، وتقول إنها توفر كامل الرعاية الكاملة لهم داخل أقسام الشرطة والسجون.

من جانبه، اتهم «طارق الزمر» رئيس «حزب البناء والتنمية» الذراع السياسية لـ«الجماعة الإسلامية»، السلطات المصرية بتعمدها قتل «دربالة» مع سبق الإصرار والترصد، في سجن العقرب بعدما منعت الداخلية العلاج عنه مدة أربعة شهور.

وقال إنه يتواصل مع عدد من الأطباء الدوليين للسفر إلى القاهرة لمعاينة جثمان «عصام دربالة» بعدما توفرت عدة قرائن علي تعمد السلطات المصرية اغتياله، على حد تعبيره.

وأشار «الزمر» إلى أن القتل من خلال الإهمال الطبي أصبح منهجا ثابتا ومن المتوقع أن يتزايد أعداد القتلى خلال الأسابيع القادمة بالطريقة نفسها.

من جهة أخرى، قال «إيهاب شيحة»، رئيس «حزب الأصالة» عضو «تحالف دعم الشرعية»، إن مقتل رئيس مجلس شورى الجماعة داخل محبسه هو خطوة من النظام لمنع أي محاولة اصطفاف شعبي فهو يعلم تماما دور الفقيد في محاولة الوصول لحلول سياسية، وفقا لقوله.

وتابع: «أتصور أن مقتل دربالة بالونة اختبار جديدة تنفجر، منذرة بعمليات إعدامات جديدة».

وأشار «شيحة» إلى أن الإعدام هو كل قتل خارج إطار القانون سواء بأحكام أو بتصفيات في البيوت والشوارع أو بمنع العلاج في السجون.

وفي ذات السياق، قال «جمال حشمت» القيادي بجماعة «الإخوان المسلمين»، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «الشيخ عصام دربالة ليس آخر المغدور بهم في سجون العسكر، رحمه الله ورحم كل شهداء الثورة المصرية، هل ثورة السجون هي الحل جلبا للحد الأدنى من الإنسانية».

وأثارت وفاة «دربالة» أمس الأحد ردود أفعال غاضبة من قبل شباب الحركات الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتبت «عائشة خيرت الشاطر» نجلة نائب المرشد العام لجماعة «الإخوان»، عبر صفحتها على «فيسبوك»: «استشهاد الدكتور ‫عصام دربالة بعد منعه من الطعام والدواء في الحملة الممنهجة للتجويع أسرى العقرب، حيث الكل في حالة الاحتضار هناك والموت للجميع، فقط بالدور».

هذا ولا يعد «دربالة»، الحالة الأولى لمسجون يتوفى داخل مقرات الاحتجاز الشرطي، فبحسب بيان لـ«المنظمة العربية لحقوق الإنسان» (دولية غير حكومية) صادر في الثاني من أغسطس/آب الجاري، وصل عدد المحتجزين الذين توفوا أو قتلوا داخل مقار الاحتجاز المصرية منذ الثالث من يوليو/تموز 2013 حتى الآن، إلى 262 محتجزا على الأقل من المحتجزين على خلفية قضايا معارضة السلطات أو قضايا جنائية على السواء، بينهم 71 شخصا خلال عام 2015.

ومن أشهر القيادات الإسلامية التي توفيت داخل السجون نتيجة ما قاله ذووهم بأنه سبب «الإهمال الطبي»، القيادي بجماعة «الإخوان المسلمين»، «فريد إسماعيل» الذي توفي في شهر مايو/أيار الماضي، وأقدم سجين سياسي في مصر الشيخ «نبيل المغربى» الذي توفي في شهر يونيو/حزيران الماضي، والشيخ «مرجان سالم الجوهري»، عضو مجلس شورى «تنظيم الجهاد» في مصر سابقا.

ومنذ بداية شهر أغسطس/آب الجاري؛ توفي 4 محبوسين سياسيا بالسجون المصرية، وهم: الشيخ «عزت السلاموني»، و«أحمد غزلان»، والشيخ «مرجان سالم الجوهري»، و«محمود حنفي» بجماعة «الإخوان المسلمين».

وفي الأول من أغسطس/آب الجاري، أفادت مصادر بـ«الجماعة الإسلامية»، في مصر، بأن قيادي بالجماعة، يدعى الشيخ «عزت السلاموني»، توفي في محبسه بسجن طرة جنوب القاهرة، نتيجة الإهمال الطبي، بعد إصابته بانسداد في الأمعاء، وقبل وفاته بساعات توفي «أحمد غزلان» المعتقل بسجن الأبعادية، بدعوى انتمائه لجماعة «الإخوان المسلمين».

وفي الخامس من الشهر نفسه، توفي الشيخ «مرجان سالم الجوهري»، عضو مجلس شورى «تنظيم الجهاد» في مصر سابقا، في معتقله بسجن العقرب.

وأرجع بيان لرابطة أسر المعتقلين بسجن العقرب الذي يقع جنوبي العاصمة المصرية القاهرة، وفاة «الجوهري»، إلى ما وصفه بـ«الإهمال الطبي».

وفي السابع من أغسطس/آب أيضا، توفي مسجون سياسي، داخل مقر احتجازه في أحد أقسام الشرطة المصرية شمال البلاد، نتيجة الإهمال الطبي، بحسب نجلته وحقوقيين.

وقالت «نورهان حنفي»، نجلة المتوفى: «توفي والدي محمود حنفي اليوم الجمعة في أحد أقسام الشرطة بالإسكندرية بعد منعه من إجراء عملية قلب وإهمال طبي لصحته المتدهورة».

ومنذ عزل الرئيس السابق «محمد مرسي»، في 3 يوليو/تموز 2013، قامت السلطات المصرية بحملة اعتقالات بحق عدد من أنصاره ومؤيديه، تقول جماعة «الإخوان» إنها اعتقالات سياسية، غير أن السلطات تقول إن من تم القبض عليهم محبوسون على ذمة قضايا تتعلق بالعنف والتحريض عليه، فيما تتهم السلطات الحالية قيادات الجماعة وأفرادها بـ«التحريض على العنف والإرهاب»، وهو ما تنفيه الجماعة وتؤكد أن نهجها سلمي.

  كلمات مفتاحية

مصر الإخوان المسلمين الإهمال الطبي الجماعة الإسلامية محمد مرسي السجن تحالف دعم الشرعية

وفاة رئيس مجلس شورى «الجماعة الإسلامية» في أحد السجون المصرية

قوات الأمن المصرية تصفي طالبين جامعيين بشبهة انتمائهما لتنظيم «أجناد مصر»

خبير تركي في الطب الشرعي يرجح رواية تصفية الأمن لقيادات من الإخوان بمصر

252 قتيلا في السجون المصرية جراء «التعذيب والإهمال الطبي» منذ الانقلاب على «مرسي»

مصر.. تصاريح دفن «الإخوان» تظهر تعرضهم للتعذيب قبل تصفيتهم على أيدي قوات الأمن

تيارات طلابية تتهم السلطات المصرية بتصفية طالب معارض .. والداخلية تنفي

وفاة القيادي الإخواني المعتقل «فريد إسماعيل» نتيجة الإهمال الطبي .. وعائلته: قُتل عمدا

«روتين» الحكومة يجبر سيدة على الولادة على الرصيف جنوبي مصر

الإهمال الطبي يقتل 266 شخصا في سجون مصر منذ 30 يونيو 2013

مساعد «مرسي» من محبسه: نتعرض لقتل طبي ممنهج

«رويترز» تتقصى ظاهرة «الموت بالإهمال» في سجون مصر

كيف يموت المعتقلون في «سجن العقرب» بمصر؟

وفاة ثاني سجين سياسي في مصر متأثرا بمرضه خلال 12 ساعة

وفاة معتقل سياسي بمصر في محبسه بمحافظة المنيا