عضو بالمجلس المصري لحقوق الإنسان: زيارتنا لسجن العقرب «تمثيلية»

الثلاثاء 1 سبتمبر 2015 07:09 ص

منذ صدور تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري (الحكومي) يوم الخميس الماضي حول زيارته لسجن «العقرب» الشهير سيء السمعة الذي يقبع به كبار السجناء السياسيين وعلى رأسهم قيادات جماعة الإخوان، والذي جاء فيه أن أوضاع السجن على ما يرام ولا يوجد «تعذيب ممنهج»، وأن العلاج والأدوية متوفران، تنهال الشكاوى المنتقدة للتقرير من قبل أهالي المحتجزين داخل السجن.

وكان أكثر ما أغضب الأهالي والنشطاء ليس التقرير الحكومي لأنهم قالوا إنهم معتادون على إخفاء إدارة السجن لما يجري داخله وترويج صورة غير حقيقية عما يجري بداخله خاصة بعد وفاة 4 من كبار السياسيين داخله في 3 أشهر، ولكن مشاركة المفاجأة كانت مشاركة الصحفي «محمد عبد القدوس» المحسوب على المؤيدين لجماعة الإخوان باعتباره عضوا في المجلس وذكر اسمه علي التقرير،ما عرضه لهجوم شديد.

فيلم البريء 2

وسخر نشطاء من زيارة وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان للسجن وظهور أعضاء في المجلس في فيديو وهم  يتذوقون طعام السجن، ويشيدون به، وقالوا إن هذا المشهد هو نسخة فيلم «البريء 2» في إشارة للفيلم الشهير «البريء» الذي جري تصويره في مصر في عهد الرئيس السابق «حسني مبارك» لإظهار التعذيب داخل السجون، حيث ظهر وفد حقوقي أيضا في الفيلم وهو يزور السجن بعد قتل نشطاء سياسيين داخله، ليتذوق طعام السجن ويشيد بهد ونظافة عنابر السجن ثم ضرب المساجين بعد مغادرة الوفد الحقوقي وإزالة كل مظاهر الاستعدادات لاستقبال الوفد.

الكاتب الصحفي «محمد عبد القدوس»، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، دفع للرد على اتهامه بأنه مشاركة في تبرير القتل داخل السجن، وشرح ما شاهده في السجن، معتبرا أن كل ما جري «تمثيلية»، وقال إنه رفض حضور المؤتمر الصحفي لإصدار هذا التقرير الغير معبر عما داخل السجن، برغم أن اسمه مذكور على التقرير الذي يرفضه

الزيارة «تمثيلية»

«عبد القدوس» خرج ليعلن في لقاءات صحفية موقفه مما شاهده في السجن، وأصدر بيانا على صفحته علي فيس بوك وتويتر يؤكد فيه أن سجن العقرب تم إعداده تماما استعدادا لزيارة وفد حقوق الإنسان، وتزيينه وتحسين المطعم والكافيتريا والمستشفى لاستقبال الوفد.

وقال إنه رفض حضور المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس نهاية الأسبوع الماضي، حول زيارته سجن «العقرب» شديد الحراسة، اعتراضاً على تقرير المجلس، رغم مشاركته في الوفد الذي زار السجن، مع الدكتور صلاح سلام، وحافظ أبو سعدة، عضوي المجلس، واصفاً الزيارة ب«التمثيلية».

وأضاف «عبد القدوس»: «الزيارة كانت مقررة إلى سجن أبو زعبل، قبل تغييرها في اليوم نفسه إلى (العقرب)، حيث استعدت إدارة السجن لها جيداً، حتى إن أكل المطعم، كان فاخراً، كالذي يُعد في فنادق الخمس نجوم، وليس كأكل السجن الذي حُبست فيه سابقا».

وأضاف:«والصيدلية التي تفقّدها الوفد، كانت أفضل من صيدليات مصر، وكأن كل ما في العقرب يقول: (أنا لا أكذب، ولكنى أتجمل)»، لافتاً إلى أن إدارة السجن، قالت إن تكليف الأشعة والفحوصات الخاصة بـ«خيرت الشاطر»، نائب مرشد الإخوان، وحدها وصلت إلى 35 ألف جنيه، في حين أن هناك 4 من قيادات الإخوان توفوا داخل السجن نتيجة الإهمال الطبي.

وأشار عضو المجلس، إلى أنه لا يوجد تعذيب ممنهج داخل السجن، لأن التعذيب يكون في أمن الدولة وأقسام الشرطة، وهناك حالة اختفاء قسري، أُبلغ بها المجلس، تؤكد ذلك، لافتاً إلى أن أهالي السجناء اتصلوا به للاعتراض على تقرير «القومي لحقوق الإنسان»، فأرسل اعتراضاتهم إلى المجلس.

عضو أخر يتراجع

ومع أن عضو المجلس ورئيس الوفد الذي زار سجن العقرب كان «حافظ أبو سعدة»، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، قال في المؤتمر الصحفي أن 50% من شكاوى أهالي المسجونين غير حقيقية، فقد عاد ليقول إن تقرير زيارة سجن العقرب «لم يكن إيجابياً»، وإن الشيء الإيجابي في الزيارة، أن «الداخلية» وافقت على توصيات المجلس بتحسين أوضاع السجن.

وقال «أبو سعده» أن وفد المجلس كان لديه عدد من الشكاوى، حاول التحقق منها خلال زيارته التي لم يكن هدفها التفتيش على السجن بأكمله، وأشار لأن سجن العقرب «سيء السمعة». وبه «معاملة خشنة» لا ترقى لـ «التعذيب».

وقال «أبو سعدة» أيضا إن «وزارة الداخلية كانت لديها علم بزيارة أعضاء المجلس إلى سجن العقرب، قبل القيام بها»، وردًا على السخرية من الأطعمة التي جاءت بفيديو الزيارة، أوضح «أبو سعدة» أن «الأطعمة المغلفة، والأسماك المشوية، التي ظهرت بالفيديو، لا تقوم إدارة السجن بتقديمها للسجناء، بل يتم بيعها بالكانتين مقابل أموال يتم دفعها.

وتعليقًا على ما صرح به كلًا من «ناصر أمين»، و«محمد عبد القدوس»، العضوين بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، حول سوء المعاملة بسجن العقرب، ومخالفته لما ورد بتقرير المجلس، قال إن «هناك أماكن احتجاز شديدة السوء بالفعل داخل السجن، ووزارة الداخلية معترفة ذلك، وهذا يرجع إلى الاكتظاظ بالسجون والذي وصل إلى 200%».

وأضاف أن «سجن العقرب سيء السمعة؛ لأنه بُني خصيصًا للعناصر الأشد إجراما، ولذلك نجد أن هناك كلام كثير عن سوء المعاملة به».

وأشاد المجلس في تقرير محل الانتقاد، بطريقة معاملة المحتجزين داخل السجن، مؤكدًا أن نزلاء الإخوان يتلقون معاملة جيدة، وأن معظم الشكاوى من تقليص مدة الزيارة، وساعات التريض فقط، بينما صرح كلًا من «ناصر أمين»، و«محمد عبد القدوس»، العضوين بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، بأن أماكن الاحتجاز بسجن العقرب شديدة السوء، وأن السجناء به يُعاملون معاملة غير آدمية.

ستة ملاحظات من قلب العقرب

وتحت هذا العنوان كتب العضو «محمد عبد القدوس» رئس لجنة الحريات السابق بنقابة الصحفيين يسرد في بيان ما شاهده في السجن، حيث أكد أنه أعتذر عن حضور المؤتمر الصحفي الذي دعي إليه المجلس القومي لحقوق الإنسان لتقديم التقرير الخاص بزيارة سجن العقرب «لأن لي وجهة نظر مخالفة حول ما جاء في هذا التقرير وملاحظات».

وسرد «عبد القدوس» هذه الملاحظات على النحو التالي:

أولا: أبلغنا المجلس القومي لحقوق الإنسان بالاستعداد لزيارة سجن أبو زعبل يوم الأربعاء 26 أغسطس/آب الماضي الموافق 11 من ذي القعدة. وقبل الانطلاق بدقائق قال لنا السيد رئيس المجلس أن الزيارة ستكون لسجن العقرب وكنا قد طلبنا زيارته أكثر من مرة، لكن الرد كان دوما «ممنوع لأسباب أمنية»

ويضيف: «عندما انطلقنا إلى هناك كان واضحا جدا أن سجن العقرب تم إعداده تماما استعدادا لزيارة وفد حقوق الإنسان، وهو تقليد قديم معروف في السجون بان تأخذ زينتها وتتجمل عند علمها بزيارة مسئول أو تفتيش أو وفد حقوقي. وظهر ذلك واضحا جدا في مطبخ السجن، "فأنا رد سجون"، وأعلم تماما طعام السجن المقدم، لكن ما شاهدناه طعام فاخر لا يوجد إلا في الفنادق الكبرى ولا يعقل أن يوجد داخل أي سجن».

ثانيا: قدمت إدارة السجن للوفد عدة تقارير تتعلق بالرعاية الصحية للسجناء، والجدير بالذكر أن هناك عدة سجناء ماتوا في المستشفيات بعد نقلهم من سجن العقرب لسوء حالتهم الصحية منهم المرحوم «فريد إسماعيل» والمرحوم «عصام دربالة» وغيرهم. ولفت نظري عند فحص ملفات الرعاية الصحية للسجناء التقارير الخاصة بـ «خيرت الشاطر» حيث تم إبلاغنا بأن الأشعة التي أجريت له في مستشفي خاص تكلفت 35 ألف جنيه وهو رقم مبالغ فيه جدا ولا يصدقه عقل.

ثالثا: الأمانات و الكافيتريا، وفق ما أعلمه أنها كانت مغلقة لعدة أشهر ولكن إدارة السجن نفت ذلك وقالت إن أحد السجناء ولم تذكر اسمه قام بسحب أشياء من «الكانتين» بمبلغ سبعة آلاف جنيه، وهو مبلغ خيالي لا يعقل أن يقوم به شخص بمفرده.

رابعا: الزيارات، «تلقيت شكاوى عدة من أسر سجناء الرأي بان باب الزيارة كان مغلقا طيلة الأشهر الماضية خاصة بعد اغتيال النائب العام وأبلغت المجلس بذلك، وكان هناك تلاعبا واضحا يتمثل في أخذ تصريح الزيارة وإثباتها في دفاتر السجن ثم منع العائلة صاحبة التصريح من الدخول فيبدو وكأن الزيارة قد تمت!  لكن إدارة السجن نفت تماما أن يكون هناك منعا في أي وقت للزيارات وهذا يتنافى مع الواقع».

خامسا: المحاكمات: أبلغنا القيادي بجماعة الإخوان «أحمد أبو بركة» بأن هناك مصيبة أكبر من سوء المعاملة بالسجون وتتمثل في المحاكمات الظالمة وفبركة الاتهامات ووضع هؤلاء الذين تتم محاكمتهم في أقفاص زجاجية لا يسمعون شيئا مما يدور في الجلسة.

سادسا: التعذيب: المعلومات تؤكد وجود تعذيب في مقرات أمن الدولة والدليل على ذلك الاختفاء القسري حيث يوجد الضحية في أمن الدولة يتعرض للتعذيب، وكذلك تلقي المجلس القومي لحقوق الإنسان شكاوى عدة من تعذيب وسوء معاملة في بعض أقسام الشرطة، أما داخل السجون وفي سجن العقرب فلم يثبت وجود تعذيب بدني على السجناء، والثلاثة الذين قابلناهم عند الزيارة لم يكن عليهم أي آثار لذلك ولم يتحدثوا معنا عن وجود حالات من التعذيب داخل السجن.

  كلمات مفتاحية

حقوق الإنسان في مصر سجن العقرب محمد عبد القدوس حافظ أبو سعدة

وفاة القيادي الإخواني المعتقل «فريد إسماعيل» نتيجة الإهمال الطبي .. وعائلته: قُتل عمدا

«العفو الدولية»: السلطات المصرية تستخدم المحاكم والسجون لـ«كبت الصحافة»

ائتلاف الحريات: التعذيب في السجون المصرية تتوارثه الأنظمة وتثور ضده الشعوب

«الأمعاء الخاوية».. معركة مقاومة يخوضها المعتقلون في السجون المصريّة

منظمات حقوقية تكذب تقرير «المجلس القومي لحقوق الانسان» بمصر

بهتـان المجـلـس العسـكري لحقــوق الإنســان

رسالة مبكية من ابنة سكرتير «مرسي» تكشف معاناة أسر المعتقلين في مصر

‏قيادات الإخوان يضربون عن الطعام في «العقرب» احتجاجا على سوء المعاملة

مصر.. حملة دولية لإغلاق سجن «العقرب» سيء السمعة

مصر: إصابة القيادي الإخواني «عصام العريان» بـ«فيروس سي» داخل معتقله بالعقرب

مصر.. «انتهاكات» تطال معارضين بسجن «برج العرب»