«فريدمان»: السعوديون لا الإيرانيون هم «تجار الراديكالية الإسلامية»

الجمعة 4 سبتمبر 2015 02:09 ص

تحت عنوان «صديقتنا للأبد، الراديكالية الإسلامية السعودية»، شن المعلق الأمريكي اليهودي الشهير، «توماس فريدمان»، هجوما لاذعا على السعودية عشية زيارة الملك «سلمان بن عبد العزيز» للولايات المتحدة.

وفي مقال له على صحيفة «نيويورك تايمز»، لفت «فريدمان» إلى تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» بشأن رسالة بعث بها 200 جنرال متقاعد في الجيش الأمريكي إلى الكونغرس، يحثون خلالها المشرعين على رفض الاتفاق النووي الإيراني، معتبرين أنه «يهدد الأمن القومي الأمريكي».

وعلق «فريدمان» على الرسالة، معتبرا أنها احتوت على نقاشات مشروعة مع وضد الاتفاقية، لكن نقاشا ظهر في الرسالة كان خطيرا وغير صحيح، ويتعلق بالتهديدات الحقيقية على أمريكا النابعة من الشرق الأوسط.

وأوضح أنه يقصد كلام الجنرال «توماس ماكينري»، النائب السابق لقائد القوات الأمريكية في أوروبا عن الاتفاقية، الذي قال عبر الرسالة: «ما لا أحبه في الاتفاقية أننا نساعد من خلالها الإيرانيين، القادة الكبار للراديكالية الإسلامية في الشرق الأوسط وفي كل أنحاء العالم، على امتلاك الأسلحة النووية».

ورد «فريدمان» على «ماكينري»، قائلا: «أسف يا جنرال، إن لقب (تجار الراديكالية الإسلامية) لا يمت للإيرانيين بصلة، لأنه صفة السعودية، حليفتنا المعتبرة ».

وبعد أن تحدث عن تغطيته كصحفي للهجوم الانتحاري عام 1983 على ثكنات المارينز في بيروت، الذي يعتقد أنه من عمل مخلب القط الإيراني «حزب الله»، رأى «فريدمان» أن «الإرهاب الإيراني ضد الولايات المتحدة كان في طبيعته جيوسياسيا: الحرب بوسائل مختلفة لإخراج الولايات المتحدة من المنطقة حتى تتسيّدها إيران وليس نحن».

وواصل خطابه للجنرال «ماكينري»، قائلا: «إذا كنت تظن أن إيران هي السبب الوحيد للمشاكل  في الشرق الأوسط، فمن المؤكد أنك كنت نائما إبان وقوع أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001،  والتي شارك فيها 19 انتحاريا بينهم 15 قادمين من السعودية».

واعتبر أنه «ليس هناك شيئا كن مدمرا لاستقرار واعتدال العالم العربي والإسلامي بشكل عام أكثر من مليارات ومليارات الدولارات التي استثمرتها السعودية منذ سبعينات القرن الماضي من أجل محو التعددية في الإسلام – نسخ الصوفية والشيعة والسنة المعتدلين - وفرض نسخة سلفية وهابية معادية للحداثة والمرأة والغرب نشرتها المؤسسة الدينية السعودية»، حسب رأى الكاتب الأمريكي.

ولهذا السبب، يرى «فريدمان» أنه «ليس مصادفة أن ينضم الآلاف من السعوديين لتنظيم الدولة الإسلامية».

واعتبر أن «هذه الجماعات السنية الجهادية خرجت من رحم الوهابية، وهي التي تقوم السعودية بحقنها في المساجد والمدارس من المغرب إلى باكستان وإندونيسيا»، وفق زعم الكاتب.

ولفت «فريدمان» إلى أن الولايات المتحدة امتنعت عن وصم السعوديين بهذه التهمة؛ «لأننا أدمنا على نفطهم. والمدمنون لا يقولون الحقيقة عن من يبيعهم المواد المخدرة».

وينتهي «فريدمان» إلى القول بأن «السعودية تحالفت مع الأمريكيين في عدد من القضايا، وهناك معتدلون ممن يمقتون السلطات الدينية، لكن الحقيقة باقية، وهي أن تصدير السعودية للإسلام الوهابي كان من أسوأ ما حدث للتعددية العربية والإسلامية في القرن الماضي».

أما عن إيران فقال إنه «في الوقت الذي تعدّ فيه طموحات إيران حقيقية، ويجب تحديد خطرها، لكن لا تشتري الكلام التافه الذي يقول إنها المصدر الوحيد لعدم الاستقرار في المنطقة».

ويلفت «فريدمان» إلى أنه يدعم الاتفاق النووي الإيراني، معتبرا أنه «يقلل من فرص إيران في امتلاك قنبلة نووية على مدي 15 عاما، ويخلق فرصة أمام النظام الراديكالي الإسلامي في إيران لكي يصبح أكثر اعتدالا من خلال دفعه نحو الاندماج أكثر مع المحيط العالمي».

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران الاتفاق النووي الولايات المحدة الملك سلمان زيارة توماس فريدمان

الملك «سلمان» في البيت الأبيض لأول مرة منذ اعتلاء العرش

«أوباما» سيؤكد للملك «سلمان» التزامه بالتصدي لأي تهديد إيراني

الملك «سلمان» يزور واشنطن لبحث الاتفاق النووي والحرب على «الدولة الإسلامية»

«كارتر» : الملك «سلمان» يزور واشنطن في سبتمبر المقبل .. وإيران تهديد مشترك

«كارتر» يصل جدة للقاء الملك «سلمان» على خلفية الاتفاق النووي مع إيران

إيران: يستحسن أن تكف دول الجوار عن دعم «المتطرفين» والحوار هو الحل

هل السعوديون أكثر قابلية للانضمام للتنظيمات الجهادية من غيرهم؟

مثقفون سعوديون: أوقفوا زيارة «توماس فريدمان» للمملكة

«فريدمان»: السعودية مرتعدة من احتمال مهاجمة «الدولة الإسلامية» لـ«إسرائيل»