الأهداف الاقتصادية والسياسية من زيارة الملك «سلمان» لأمريكا

السبت 5 سبتمبر 2015 12:09 م

في ظل ظروف دقيقة تحيط بمنطقة الشرق الأوسط من استمرار للاشتباكات في سوريا والعراق شمالا والحرب في اليمن التي ازدادت حدتها في الآونة الاخيرة، وحالة عدم الاستقرار التي تمر بها ليبيا فضلا عن محاولات إيرانية حثيثة لإثارة عدم الاستقرار في منطقة الخليج العربي تارة عن طريق دعم المتمردين أو عن طريق البرنامج النووي الذي يحمل الكثير من الشكوك في داخله من الهدف الرئيسي الذي شيد من أجله هل هو للاغراض السلمية او التهديد النووي للمنطقة؟

تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما لتضع النقاط على الحروف وتضع حدا للجدل الدائر عن علاقة الولايات المتحدة بما يحدث في المنطقة العربي.

قد تكون زيارة سياسية ولكن المناقشات تطرقت الى الجوانب الاقتصادية التي يوليها خادم الحرمين اهتمامه الرئيسي.

الأبعاد الاقتصادية لزيارة الملك سلمان

التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عددا من رؤساء الشركات الامريكية في حفل اقامه مجلس الأعمال السعودي الأمريكي ، في تأكيد من جانب خادم الحرمين على السياسة التي تنتهجها المملكة في فتح باب الاستثمار للمستثمر الاجنبي وفق سيايات اقتصادية واضحة تفيد الطرفين وتعلي من شان الاقتصاد السعودي الذي دخل مرحلة جديدة من تنويع مصادره لتلافي اخطاء الماضي من الاعتماد الكلي على النفط.

كما أعرب عدد من رؤساء الشركات الأمريكية العاملة في المملكة عن سعادتهم بزيارة خادم الحرمين الشريفين للولايات المتحدة الأمريكية والتقائه بهم، وقدموا لخادم الحرمين الشريفين إيجازاً عن مشروعاتهم الاستثمارية في المملكة، مبدين سرورهم بالعمل جنباً إلى جنب مع الشركات والمؤسسات السعودية.

قرارات اقتصادية للملك سلمان

وعلى هامش الزيارة أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز مجموعة من القرارات الاقتصادية التي تصب في مصلحة تنويع مصادر الاقتصاد السعودي ولعل اهمها ان المملكة ستقوم بدراسة كافة الاجراءات النظامية للشركات لمن يرغب  بالاستثمار في المملكة، بالإضافة الى الإعلان عن فتح نشاط تجارة التجزئة والجملة بملكية 100% للشركات الاجنبية .

84 عاما مرت على العلاقات السعودية - الأمريكية

تاريخ العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ممتد إلى أكثر من 84 عاما، حيث بدأت العلاقات السعودية - الأمريكية في عام 1931م، عندما بدأت تظهر بشائر إنتاج النفط في المملكة بشكل تجاري، ومنح حينها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حق التنقيب عن النفط لشركة أمريكية، تبعها توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين عام 1933م دعمت هذا الجانب الاقتصادي المهم الذي أضحى قوة اقتصادية عالمية في هذا العصر. 

وعزّز الملك عبدالعزيز آل سعود بعد مرور 12 عاماً من تاريخ الاتفاقية المذكورة العلاقات الثنائية مع أمريكا بلقاء تاريخي جمعه بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأمريكي (يو إس إس كونسي) وذلك في 14 فبراير 1945م، برفقة شقيقه الأمير عبدالله بن عبدالرحمن، وابنيه الأميرين محمد ومنصور رحمهما الله.

ووُصف هذا اللقاء التاريخي بنقطة التحول في انتقال علاقات المملكة وأمريكا إلى مرحلة التحالف الاستراتيجي في مختلف المجالات، لتعمل المملكة بعدها على تسخير هذه العلاقة وغيرها من العلاقات الدولية في تلبية مصالحها الوطنية مع دول العالم بما فيها أمريكا، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.

ووضع الملك عبدالعزيز سياسة حكيمة للمملكة تعتمد على مبادئ الشريعة الإسلامية التي تحترم حسن الجوار، وتعزيز علاقاتها بالأسرة الدولية دون الإخلال بثوابتها الدينية، والعمل على رفع مكانتها الإقليمية والدولية في مختلف المجالات بدون أن تتدخل في شؤون الغير، ورفض أي سياسة تتدخل في شؤونها الخاصة، ما جعلها تفرض احترامها على دول العالم، وتصبح عضواً فاعلاً في مختلف المحافل والمنظمات الدولية.

مكانة خاصة للمملكة في منطقة الشرق الاوسط

وحظيت المملكة باهتمام عالمي عام واهتمام أمريكي خاص، نتيجة مكانتها السياسية والإسلامية، والاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي، وعدّت إحدى مرتكزات الأمن الاستراتيجي في المنطقة العربية، كما أن ثروتها النفطية زادت من دورها الدولي في إحداث توازن بالاقتصاد العالمي على مر السنين نتيجة تحول النفط إلى سلعة عالمية أثرت على اقتصاديات العديد من الدول المستهلكة له، فضلاً عن أن إطلالتها على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي جعلها متميزة في موقعها الجغرافي في المنطقة.

واليوم يستكمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ما أسسه والده الملك عبدلعزيز من فكر استراتيجي حكيم يُسهم في تعميق علاقات المملكة مع دول العالم ومنها الولايات المتحدة، ويحقّق التكامل في المصالح الداخلية والخارجية للبلدين دون المساس بثوابت وقيم المملكة العربية السعودية التي تقوم على مبادئ وأسس الشريعة الإسلامية.

وتأتي زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز الحالية للولايات المتحدة بدعوة من الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز ما أثمرت عنه ثمانية عقود من الزمن من تطابق في وجهات النظر السعودية الأمريكية تجاه دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، وتحقيق المصالح المشتركة بينهما، علاوة على معالجة العديد من الملفات الإقليمية والدولية.

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الأمريكية الملك عبدالعزيز ابن سعود فرانكلين روزفلت الملك سلمان

«أوباما» والملك «سلمان»: رحيل «الأسد» شرط لأي تحول سياسي في سوريا

الملك «سلمان» والرئيس «أوباما» يبحثان الوضع في اليمن والتصدي لأنشطة إيران في المنطقة

الملك «سلمان» في البيت الأبيض لأول مرة منذ اعتلاء العرش

مخاوف الخليج التي لا يفهمها «أوباما» .. لماذا قررت السعودية الاعتماد على نفسها؟

70 عاما على اجتماع «روزفلت» و«عبد العزيز» .. الشراكة السعودية الأمريكية قادرة على البقاء

إدارة «أوباما» تستعد لتسليم الرياض أسلحة متطورة بمليار دولار

شركات سعودية وأمريكية توقع 14 اتفاقية تعاون خلال زيارة الملك «سلمان» لواشنطن

الملك «سلمان» يصل إلى طنجة المغربية بعد زيارته واشنطن

هل تفتح زيارة الملك «سلمان» صفحة جديدة في العلاقات مع واشنطن؟

أزمة سعودية صاعدة

صدى القمة الأميركية السعودية.. سياسة روسية أكثر هجومية

تجديد التحالف السعودي الأمريكي

واشنطن والرياض: المقايضة المعطلة

«فورين بوليسي»: هل تستمر العلاقات الأمريكية السعودية؟