أمريكا تضرب داعش والأكراد يحضّرون لهجوم مضاد

الثلاثاء 12 أغسطس 2014 06:08 ص

محمد صالح - المونيتور

فيما تشنّ الطائرات الحربية الأميركية غارات جوية على أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق، يبدو أنّ قوّات البيشمركة الكردية المسلّحة تستعدّ تدريجيًا لتنفيذ هجمات مضادّة لاستعادة المناطق التي تنازلت عنها للجماعة الجهادية.

منذ 2 آب/أغسطس، قام مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية بغزوات في أراضي سهل نينوى التي تسيطر عليها قوات البيشمركة محكمين قبضتهم على مناطق سنجار، وزمار، ووان الرئيسية في غرب نينوى، مع دخول مدن الحمدانية، وتلكيف، وبرتلاه وبعشيقة في شمال وشرق الموصل. حقّق تنظيم الدولة الإسلامية أيضًا مكاسب في مخمور والكوير، اللتين تقعان على بعد 50 كيلومترًا (31 ميلاً) تقريبًا جنوب غرب إربيل، عاصمة كردستان العراق. ومنذ 10 آب/أغسطس، عادت الكوير تحت سيطرة البيشمركة.

أكّد الجيش الأميركي أنّ طائراته هاجمت مواقع لداعش في محيط مخمور وسنجار منذ 8 آب/أغسطس، وتقول القوات الكردية إنّه جرى أيضًا استهداف مقاتلي داعش بالقرب من خازير التي تقع على بعد 40 كيلومترًا (25 ميلاً) تقريبًا غرب إربيل.

وقال مساعد قريب من أحد كبار قادة البيشمركة المتواجدين على جبهة مخمور، لم يرغب في الكشف عن هويته بما أنّه لم يكن يحقّ له التكلّم مع الإعلام، "رفعت الغارات الجوية الأميركية من معنويات البيشمركة التي تنتظر الآن الأمر لمهاجمة مواقع داعش وإكمال تقدّمها. هي تنتظر ساعة الصفر."

وأضاف هذا المصدر المتواجد في المنطقة منذ أسابيع أنّ قوات البيشمركة تقدّمت حاليًا متجاوزة جبال قرجوخ وسيطرت على الجانب الشرقي لمخمور. تفصِل سلسلة الجبال بين مخمور والطريق السريع الذي يتّجه إلى إربيل.

مع أنّ قوات داعش استولت على سنجار وزمار بعد قدر معيّن من القتال مع جيش البيشمركة، قال عدد من المسؤولين الأكراد للمونيتور أنّ الانسحاب في مناطق شمال الموصل وشرقه وجنوب غرب إربيل أتى كتكتيك للتراجع إلى الجبال المحيطة حيث يمكن التجهيز لدفاع أكثر فعالية.

وقال سعيد ماموزيني، وهو مسؤول كبير في فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل والمتواجد حاليًا إلى جانب قوات البيشمركة في جبال بعشيقة بالقرب من مدينة بعشيقة في شرق نينوى، إنّ "[هذا يساعد أيضًا على حماية] البيشمركة فيما تُشَنّ الغارات الجوية على مواقع داعش."

قال ماموزيني إنّ قتالاً محدودًا قد دار في 9 آب/أغسطس بين قوات البيشمركة ومقاتلي داعش بعد أن نزلت من الجبال إلى بعشيقة وحدة من القوات الكردية لضرب وحدة تابعة لداعش وتراجعت لاحقًا.

قد يشكّل التقدّم المحدود في مخمور وبعشيقة إشارات خجولة على الجهود المبذولة نحو حملة أوسع محتمل شنّها لطرد قوات داعش من المناطق التي يسيطرون عليها. تأمل القوات الكردية أن تُضعِف الهجمات الأميركية بشكل كبير من القدرات التشغيلية والدفاعية لتنظيم الدولة الإسلامية حتى يتسنّى لهذه القوات مباشرة تقدّمها.

وأفاد ماموزيني "حدّت الهجمات الأميركية من تحرّكات داعش على خطوط المواجهة. أعدّت البيشمركة خططًا وستبدأ الأمور بالتبدّل في غضون بعض أيّام."

سيطر المقاتلون الإسلاميون أيضًا على أجزاء على الأقل من سدّ الموصل، وهو أكبر سدّ عامل على الطاقة المائية في العراق يؤمّن الكهرباء ومياه الشرب للموصل وأجزاء من سهل نينوى.

وفي مؤتمر صحفي في إربيل في 8 آب/أغسطس، قال فؤاد حسين، رئيس هيئة الأركان في حكومة إقليم كردستان التي يترأسها مسعود بارزاني، للصحفين إنّ داعش تسيطر حاليًا على السد.

وقال حسين، في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير خارجية العراق الكردي هوشيار زيباري، "أرادوا التقدّم باتجاه إربيل بعد سيطرتهم على السدّ لكن توقّفت خطّتهم [بعد الغارات الجوية الأميركية]". وأضاف حسين أنّ قوات البيشمركة الكردية ستُبعِد الجماعات الجهادية في الأيام القادمة لكنه لم يقدّم أي تفاصيل إضافية.

وإذ نشأت تخوّفات في البلد بعد سماع أخبار سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على سدّ الموصل، قال ماموزيني للمونيتور إنّ المقاتلين لا يسيطرون على كامل السد القائم في المياه الفيروزية في بحيرة الموصل في قلب سهل نينوى. وأضاف أنّ البيشمركة لا تزال تسيطر على أجزاء من السد. لم يستطع المونيتور التأكّد من هذه المزاعم بما أنّ داعش يسيطر على الجزء الأكبر من المنطقة.

يبدو أنّ القدرات الهجومية لتنظيم الدولة الإسلامية قد أخذت على حين غرة كثيرًا من الأكراد على الصعيدين الشعبي والرسمي. قال زيباري في 8 آب/أغسطس في المؤتمر الصحفي عينه إنّ القوة النارية لقوات البيشمركة الكردية لا تضاهي قوة تنظيم الدولة الإسلامية إذ يمتلك المقاتلون أسلحة قوية، مثل الدبابات والمدفعيات بعيدة المدى، كانوا قد استولوا عليها من الجيش العراقي.

وحذّر في المؤتمر الصحفي عينه "لا بدّ من أخذ داعش على محمل الجد فهو يملك كمية كبيرة من الأسلحة."

"يختلف داعش عن تنظيم القاعدة وهو أقوى منه. فهو مدرّب جيدًا ويملك أسلحة متطورة."

وفيما ترزح البيشمركة تحت وطأة القتال ضد داعش، نزل مئات المقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية السورية وحزب العمال الكردستاني إلى ساحات القتال في سنجار وربيعة بالقرب من الحدود السورية وحول إربيل.

حصّن أيضًا آلاف المتطوّعين خطوط الدفاع في المناطق المجاورة لمواقع داعش في ما يشكّل حربًا واسعة النطاق بالنسبة للأكراد.

نجحت مجموعة مؤلفة من قوات البيشمركة ووحدات حماية الشعب بالوصول إلى جبال سنجار وأنقذت حتى الآن 5,000 يزيدي تمّت محاصرتهم على قمة أحد الجبال المطوّقة بمقاتلي داعش.

يصعب الحصول على رقم دقيق لعدد المدنيين العالقين في الجبل، لكن تشير بعض التقديرات الصادرة عن منظّمة الأمم المتّحدة إلى عدد يتراوح بين 35,000 و200,000 شخص عالقين هناك مع مخزون مياه وغذاء ضئيل، وأفادت اليونيسف عن موت 60 طفلاً حتى الآن. منذ أن انضمّ جيش الولايات المتحدة إلى الجهود المبذولة في 8 آب/أغسطس، تعزّزت حملة الإنزال الجوي الإنسانية، المتواصلة لأيام والهادفة إلى تأمين الغذاء والمياه للاجئين.

 

  كلمات مفتاحية

القوات العراقية تستعيد السيطرة على مناطق هامة قرب بغداد

قوات «البيشمركة» تحرر سنجار بالكامل واستمرار القتال في قاعدة «عين الأسد» الجوية

مقتل 132 مقاتلا من تنظيم «الدولة الإسلامية» بمعارك في سوريا

«التايمز»: الانتقام الكردي .. الأكراد يقومون بالتطهير العرقي للعرب

«الشين بيت» يحقق مع يهودية قاتلت مع الأكراد ضد «الدولة الإسلامية» بسوريا

هل يصبح الأكراد العامل الحاسم في قتال «الدولة الإسلامية»؟