تنظيم ولاية سيناء.. تصاعد درجة التهديدات

الثلاثاء 10 نوفمبر 2015 07:11 ص

يمكن القول إن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» لم يتوقع أن تدخله في سوريا سيكلفه ثمنا باهظا كهذا. لكن «بوتين» وتقديراته ليسا مهمين في هذه اللحظة. فالمهم هو تصاعد درجة التهديد الذي تشكله ذراع تنظيم «الدولة الإسلامية» في سيناء (تنظيم ولاية سيناء) تجاه النظام المصري وتجاه السياح وأهداف غربية في سيناء ـ أيضا تجاه (إسرائيل) التي تلقت ضربات في سلسلة عمليات وأحداث خلال السنوات الاخيرة.

منذ هجمات 11 سبتمبر/ايلول 2001، وجد تنظيم «القاعدة» وباقي التنظيمات صعوبة في تنفيذ عملية إرهابية مشابهة. وما ساهم في ذلك هو الخطوات الأمنية المشددة التي تم اتخاذها في أرجاء العالم، لكن أيضا حقيقة فقدان التنظيمات الإرهابية الأماكن الجغرافية التي مكنتها من التخطيط والتدريب وتنفيذ عمليات بهذا الحجم. أفغانستان تحت سيطرة حركة طالبان هي التي شكلت نقطة الانطلاق وأفضلية لوجستية في هجمات سبتمبر، لكن بعد احتلال أفغانستان من قبل جيش الولايات المتحدة، فقد الإرهاب الأساس الجغرافي الذي كان مهما بالنسبة له.

إنشاء دولة «داعش» (الدولة الإسلامية) في قلب الشرق الأوسط في أعماق العراق وسوريا والدولارات التي تتدفق على التنظيم تغير صورة التهديد، حيث يقوم بتوجيه شبكة إرهاب متشعبة من أماكن سيطرته. الأمر الذي يركز في الوقت الحالي على العالم العربي وأيضا على الغرب، روسيا وإسرائيل في المهداف. من أبرز أذرع «الدولة الإسلامية» في سيناء التي يقودها تنظيم «أنصار بيت المقدس»، هذا التنظيم قام بعدد من العمليات في السنوات الأخيرة، بعضها كان دمويا، ضد إسرائيل. الدمج بين التنظيم الفعال الذي يسيطر على أجزاء من سيناء ويعتمد على الخدمات التي يقدمها التنظيم الأم من سوريا والعراق، هو دمج قاتل.

يمكن الافتراض أن النظام المصري والروسي سيحتاجان في الأيام القادمة إلى التغلب على الأنا بسبب الإهانة التي تعرضا لها من بريطانيا والولايات المتحدة اللتين سارعتا إلى الإعلان أن لديهما أدلة تؤكد أن الطائرة الروسية تحطمت بسبب انفجار؛ لكن في نهاية المطاف ستضطر القاهرة وموسكو إلى الاعتراف بما كان واضحا، أي أن الحديث يدور عن عمل إرهابي. إنهم يخافون في مصر، وبحق، من تضرر السياحة في جنوب سيناء، التي تعود بالدولارات المهمة لمصر. لكنهم سيكتشفون أن من أدخل القنبلة إلى الطائرة وأسقطها يستطيع أن ينفذ عمليات أكثر دقة في مصر نفسها، لذلك من الأفضل أن يعترفوا بالمشكلة ويتعاملوا معها.

تقارير بريطانية أشارت إلى تبرعات الأجانب، من بريطانيا، من أجل تجهيز القنبلة التي أسقطت الطائرة في سيناء. لكن السؤال ليس فقط كيف تم تجهيز القنبلة بل كيف تم إدخالها إلى المطار في شرم الشيخ، والأخطر من ذلك إلى بطن طائرة الركاب الروسية. كما في السابق عندما زادت التهريبات إلى قطاع غزة من سيناء قبل خروج مصر في حرب لا هوادة فيها ضد حماس، يتبين اليوم أيضا أنه سيكون دائما هناك شرطة أو رجال أمن غير صالحين للمهمة الملقاة على عاتقهم، والأسوأ من ذلك أنهم مستعدون لإزاحة نظرهم مقابل الأموال.

المشكلة الفورية هي مشكلة السلطات في مصر وأيضا مشكلة «بوتين». لكن يمكن أن تكون مشكلة المجتمع الدولي ومشكلة بالنسبة لإسرائيل. فيلم التهديد لـ«الدولة الإسلامية» باللغة العبرية لم يتم التعاطي معه بجدية في إسرائيل، لكن يتبين أنه توجد للتنظيم قدرات تنفيذية مثبتة وكل ما يحتاجه هو الفرصة للقيام بما يريد فعله.

  كلمات مفتاحية

تنظيم ولاية سيناء إسقاط الطائرة الروسية سيناء الروس

«هآرتس»: استخبارات (إسرائيل) وراء تزويد لندن بتفاصيل إسقاط الطائرة الروسية

«إن بي سي» الأمريكية: اتصالات لقيادات «ولاية سيناء» تتباهى بإسقاط الطائرة الروسية

«ديلي ميل» تنشر صورا تؤكد سقوط الطائرة الروسية في مصر جراء قنبلة

«نحن من أسقطها» .. تسجيل صوتي لـ«ولاية سيناء» يؤكد فيه إسقاط الطائرة الروسية

«هآرتس»: طائرة إسرائيلية شاركت في تحديد موقع الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء

مقتل 6 جنود مصريين بسيناء و«الدولة الإسلامية» يتبنى الهجوم

«ولاية سيناء» يتبنى مقتل وإصابة عناصر أمنية برفح والجيزة

مصر تمدد حالة الطوارئ 3 أشهر في أجزاء من شمال سيناء