تحليل من الصحافة الإسرائيلية: «داعش» لا يخافون أحدا !

الجمعة 20 نوفمبر 2015 01:11 ص

زعماء «داعش» لا يخافون أحدا. زعماؤهم نظروا في عيني فلاديمير بوتين الباردة وأسقطوا طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء. نظروا في عيني حسن نصرالله المهددتين، وهاجموا حي الضاحية في بيروت. بعد هذين الاثنين، فرانسوا أولاند، فرنسا، أوروبا - كلهم فراطة. فمن داعب الأسد، لن يتردد في قرص الأرنب.

ولكن ما الذي يريدونه، زعماء داعش، ما هي استراتيجيتهم؟ في الأسابيع الأخيرة تبين أن قدرتهم التكتيكية أعلى بكثير مما قدره لهم بعض الزعماء، ولا سيما في الغرب. فهم يشخصون جيدا نقاط ضعف أعدائهم، يعرفون كيف يخططوا، يعرفون كيف يفاجئون.

هجوم وبعده هجوم، فقط دون أن يتضح في الطريق إلى أين. راجعوا ما قاله المحللون، ابحثوا عن القاسم المشترك - ليس دوما سهلا ايجاده. رجال داعش يريدون حكما إسلاميا عالما. جميل وجيد. أما كيف تقدمهم العمليات في باريس في الطريق الى هذه الرؤيا، فاقل وضوحا.

هل زعماء داعش معنيون بجر أوروبا الى التدخل في سوريا، أم يعتزمون بالذات ردعهم من التدخل في سوريا. الدول ترد كل واحدة بطريقتها، وليس دوما بشكل مشابه، على استفزازات منظمات الإرهاب. أحيانا تختار طي الذيل والانصراف، مثلما فعل الرئيس الأمريكي الصلب رونالد ريغان في لبنان في الثمانينيات.

أحيانا تختار الهجوم والبقاء لزمن طويل، مثلما فعل الرئيس الصلب جورج بوش في أفغانستان في 2001. أحيانا تسعى لتصفية منظمة الإرهاب التي ضربتها، وأحيانا تبدي الاستعداد لرشوتها والمساومة معها كي لا تهاجمها مرة أخرى أو تهاجم في مكان آخر وليس لديها.

سوء التقدير للعدو هو مشكلة معروفة. كما أن لتقديره الزائد قد تكون نتائج هدامة. داعش هو تنظيم فتاك وخطير ليس بسبب قدرته الهائلة على التزود بالسلاح، على القتال وعلى الاحتلال. هو تنظيم فتاك وخطير لأنه شخص على نحو صحيح ضعف من يفترض أن يقفوا في طريقه.

الروس، الأمريكيون، الأوروبيون والأتراك يجدون صعوبة في التعاون ضده، لأن لهم مصالح متضاربة في العراق وفي سوريا.

الدول العربية تجد صعوبة في العمل ضده، كل واحدة لاعتباراتها الداخلية وقلقها على استقرارها الداخلي. أوروبا ليست ناجعة ضدها مثلما هي ليست ناجعة ضد أحد - والتعقيد منسوج جيدا في مبنى سياستها الخارجية، وفقط أهداف هامة حقا، مثل وسم الخمر من كروم السامرة، تسمح بالتغلب عليه.

لقد شخص داعش كضعف حتى قوة الغرب، في استقامته الاخلاقية. استعداده لاستيعاب اللاجئين البائسين وحمايتهم، رغبته في الامتناع عن التمييز على خلفية دينية، تطلعه للحياة بانسجام بين الشعوب المختلفة والاديان المختلفة، ايمانه بفضائع الحدود المفتوحة.

هذا هو التحدي الأكبر الذي يطرحه داعش على العالم، الذي يشبه جدا التحديات التي تواجهها اسرائيل كل يوم، احيانا بنجاح كبير، واحيانا بنجاح جزئي فقط: كيف يمكن للحضارة المتنورة ان تحافظ على القيم الاخلاقية – دون ان تشكل اداة لتآكلها، واخيرا لانتفائها.

لقد طورت إسرائيل خبرة مميزة في هذا المجال. ولدى إسرائيل ما تقدمه في هذا الخطاب. ولكن جدير ان تحافظ على التواضع الذي لم تتميز به دوما في الايام الاخيرة.

صحيح، نحن على ما يبدو أفضل في الحراسة وفي منع الارهاب من الداخل. صحيح – لدينا إوهام اقل مما لدى الاوروبيين عن طبيعة منظمات الارهاب واهدافها. صحيح – نحن لا نقع في الفخ الخطير الذي يجعل التنور سيفا مرتدا يبيد نفسه.

ومع ذلك، إذا كنا نحن، بالضبط مثل براك إوباما وفرانسوا إولاند، لا نعرف كيف نهديء الشرق الأوسط، ونحن أيضا، بالضبط، السكان البائسين في سوريا، ننظر بخيبة أمل الى القوة العظمى ترقبا لان ينقذونا من الفوضى المعربدة حولنا.

ونحن ايضا يتعين علينا أن نفهم بانه اذا كانت كل دولة ستهتم بنفسها فقط، مثلم تفعل اسرائيل – فلن يكون من يمنع داعش من السيطرة على مناطق واسعة وجعلها عش انطلاق خطير لاعمال تعرضها هي ايضا للخطر. بتعبير آخر: أن نكون نحن نعرف على نحو افضل لا يعني بالضرورة ان هذا سينقذنا.

  كلمات مفتاحية

بوتين الطائرة الروسية سيناء حسن نصرالله الضاحية الجنوبية بيروت فرنسا هجمات باريس الدولة الإسلامية

أوروبا خائفة ... ونحن كذلك

التوحش الحداثي وتوحش الصراع في المشرق

روسيا: قنبلة وراء تحطم طائرتنا في سيناء.. و«بوتين» يأمر بملاحقة المتورطين

خليجيون يدينون هجمات باريس: لا تبرير ولا شماتة .. لكنها بضاعتكم ردت إليكم!

«الدولة الإسلامية» يتبنى تفجيري الضاحية الجنوبية في بيروت

قلق إسرائيلي عقب هجمات باريس: لسنا ضمن أولويات داعش لكن دورنا سيأتي

الحرب على الإرهاب.. وتأجيج «الإسلاموفوبيا»!

هل تنصت باريس إلى العقول الفرنسية الباردة؟

بين تنظيم الدولة ولواء كفير

«بيانات داعش» .. مضامين ورموز الإرهاب

ملهاة الحرب على «داعش»!