«وول ستريت جورنال»: الخاسر الحقيقي في حرب أسعار النفط

الأحد 29 نوفمبر 2015 08:11 ص

أكبر منتج للنفط في العالم يتضرر بالفعل. درجة هذا السوء تعتمد على إذا ما كان المنتجين الأصغر يشعرون بالضرر بشكل أكبر.

المنتجون المتجردون ومشغلو الآبار القديمة قد تم التخلي عنهم غالبا من قبل كبار المنتجين. (غالبا ما يعرف البئر المتجرد "stripper" على أنه البئر الذي ينتج أقل من 10 -15 برميل يوميا وقد يصل إلى برميل واحد). تعتصر الأسواق هؤلاء المنتجين الذين يمثلون الطرف الآخر من الطيف في سوق النفط. وبالرغم من أن هؤلاء يديرون 8 من أصل كل 10 آبار في الولايات المتحدة وينتجون 10% من إنتاج الولايات المتحدة من النفط، وهو يماثل ما تنتجه الجزائر، وهي أحد الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

ولكن مع أسعار للنفط تحوم حول 50 دولارا للبرميل، فإن هذه اليرقات الصغيرة تبدو تترنح. وسوف يحدد مصيرهم غير المستقر مدى نجاح أو فشل محاولة أوبك محاولة أوبك لهندسة التحول الدائم في حصتها في السوق من خلال انخفاض أسعار النفط.

مع مرور 16 شهرا الآن، فإن أوبك تتمسك برفض كبح جماح الإنتاج. النتيجة هي انهيار مذهل في أسعار النفط. وقد أدى هذا إلى وقوع العديد من الضحايا بما في ذلك ميزانيات دول أوبك نفسها. وكان الهدف الحقيقي هو تحطيم منتجي النفط الصخري الأمريكيين. وقد أضافت تكنولوجيا التكسير الهيدروليكي قرابة 4 ملايين براميل يوميا إلى إنتاج النفط الأمريكي خلال العقد الماضي.

لكن التهميش الدائم لهؤلاء قد تكون مهمة مستحيلة بالنسبة لأوبك. في حين أن عملية التكسير تواجه بصعوبات جيولوجية ناهيك عن تكلفتها المرتفعة إلا أنها أيضا عملية تتسم بالمرونة.

صحيح أن عملية حفر آبار جديدة مع مستويات الأسعار الحالية هي عملية غير مربحة وصعبة بسبب التدفقات النقدية من الحقول القائمة. يرجع ذلك بسبب الانخفاض الحاد للإنتاج من آبار الصخر الزيتي بعد السنة الأولى من العملية. وربما يكون إنتاج الصخر الزيتي قد بلغ ذروته هذا الصيف.

لكن حدوث انتعاش في أسعار النفط، فلنقل إلى مستوى 70 أو 80 دولارا للبرميل قد يشجع عملية الحفر من جديد. وقد يؤدي ذلك إلى إنعاش نمو صناعة الصخر الزيتي خلال عدة أشهر.

مثل صناعة التكسير، فإن المنتجين المتجردين هو أيضا مرتفعي التكلفة ولكنها تدار عبر عملية رسملة هشة من قبل شركات عائلية صغيرة. الأهم من ذلك أنها لا تتمته بذات المرونة. مما قد يجلها الشريك الأكثر عرضة في السوق للتعرض لتغير دائم في حصته السوقية.

التخلي عن بئر متجرد غالبا ما يكون قرارا دائما. وسط حرب أسعار أوبك السابقة عام 1986، ارتفعت معدلات التخلي عن هذه الآبار ثلاثة أضعاف مقارنة بمعدلاتها عام 1980، وفقا للبيانات الصادرة عن الجمعية البترولية الأمريكية المستقلة. كان الانهيار أقل حدة بكثير في عام 2009 نظرا لأن انخفاض أسعار النفط لم يدم طويلا.

تقييم الأضرار اليوم أمر صعب. في حين لا يمتلك «مايك كانتريل»، الذي يرأس الجمعية الوطنية للمنتجين المتجردين بيانات صلبة، فإنه يعتقد أن المنتجين اليوم هم أقل مديونية وأكثر مرونة مما كانوا عليه في منتصف الثمانينيات. ويضيف أن المشترين الذين يمتلكون وفرة من السيولة على استعداد لتولي بعض العمليات المتعثرة.

ولكن في الحقيقة لا توجد وسيلة لمعرفة مدى سوء الأمور، تعتمد إدارة معلومات الطاقة، التي تنتج تقديرات إنتاج النفط في الولايات المتحدة، على دراسات تتخطى صغار المنتجين. وهي تتلقى البيانات الدقيقة من الولايات متأخرة عامين تقريبا.

وبشكل أكثر دقة، فإن منتجي الآبار المتجردة قد يكونوا يفشلون الآن في القيادة أو حتى في التماسك أفضل مما كان في الماضي. عدم معرفة ذلك لا يشكل قضية ذات بال بالنسبة للمستثمرين أو بالنسبة لأوبك.

عدم وضوح الرؤية يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للتكتل لقياس متغير واحد بإمكانه تحديد المدة التي يحتاجها لإبقاء الأسعار منخفضة. السماح بارتفاع الأسعار في وقت قريب جدا، ربما لا يكون قد أسفر عن وضع عراقيل حقيقية أمام الإنتاج البديل في الولايات المتحدة. الانتظار فترة طويلة جدا، يمكن أن يسبب فجوات أكبر في الميزانيات المتوترة لأعضاء أوبك.

الاحتمالات إذا أن المد النفطي ربما يبقى مرتفعا لفترة أطول قبل أن تستطيع أوبك حقا معرفة من هو الخاسر الحقيقي.

  كلمات مفتاحية

أوبك السعودية انخفاض أسعار النفط النفط الصخري النفط السعودي أسعار النفط حرب النفط

«فاينانشيال تايمز»: السعودية تسعى لفك رموز «تعويذة» سوق النفط

انهيار أسعار النفط يهدد بـ«ثورة» ضد السعودية في «أوبك»

السعودية تواجه خيارا صعبا: إما تخفيض إمدادات النفط أو تحرير صرف الريال

«ديلي تليغراف»: السعودية تتجه للتركيز على الاقتصاد بعد «لدغة» انخفاض أسعار النفط

«بزنس إنسايدر»: «لعبة العروش» في السعودية قد تعرقل أسواق النفط

حرب أسعار النفط: المملكة العربية السعودية تربح .. ولكنها تتألم أيضا

«بلومبرغ»: السعودية تربح معركتها ضد النفط الأمريكي وتلقن درسا للسوق

هل تتجه السعودية لمراجعة سياستها النفطية؟

في تحد لاستراتيجية «أوبك».. روسيا تزيد أنشطة التنقيب عن النفط

«بلومبيرغ»: انخفاض أسعار النفط يزيد الضغوط على الأسواق الخليجية

«فوربس»: حرب النفط السعودية الإيرانية

«بلومبيرغ»: محاصرة الاقتصاد.. الخطة السعودية البديلة لمواجهة صعود النفط الإيراني

الاستراتيجية النفطية السعودية الجديدة .. هل ينقلب السحر على الساحر؟

«الإرباك».. خطة اللعب الجديدة للسعودية في سوق النفط