«و.س. جورنال»: السعودية وروسيا تتصارعان للسيطرة على سوق النفط الأوروبي

الثلاثاء 1 ديسمبر 2015 09:12 ص

يحتدم السباق حول الهيمنة على سوق النفط الأوربية بين المملكة العربية السعودية وروسيا، أكبر مصدري النفط في العالم، اللتين تواجهان أسعار نفط منخفضة إضافة إلى احتمالية عودة إيران بعد الرفع المنتظر للعقوبات عنها.

في الأشهر الأخيرة، فإن شركات النفط الروسية، والشركة العربية السعودية للنفط ، والمعرفة باسم «أرامكو»، قد قاموا بتوفير خصومات كبيرة على أسعار النفط الخام المتجه إلى أوروبا. المملكة العربية السعودية تستهدف الآن دولا مثل السويد وبولندا، وهي المناطق التي هيمنت عليها روسيا لفترة طويلة، ولم يكن للمملكة الشرق أوسطية وجودا كبير فيها. 

وبددت المنافسة المستعرة في أوروبا أي أمل بشأن احتمالية إصغاء روسيا إلى أي دعوة قد تطبقها منظمة البلدان المنتجة والمصدرة للنفط (أوبك) لخفض تعاوني للإنتاج قبيل اجتماعها في فيينا الجمعة القادمة. بعض أعضاء أوبك يريدون الدول من خارج أوبك مثل روسيا أن تساعد أيضا في دعم الأسعار التي تراجعت بأكثر من 60% من أعلى مستوياتها عام 2014.

«هذا يمثل سببا وجيها للروس لرفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع أوبك لمناقضة أية تخفيضات»، وفقا لتصريحات أحد مسؤولي دول الخليج المنتجة للنفط.

وتعقد روسيا في أحيان كثيرة مباحثات مع أوبك حول حالة السوق، على الرغم من أن موسكو تقليديا لم يسبق لها التعاون مع المجموعة في مسائل الإنتاج.

كان التحرك السعودي نحو أوروبا واضحا في نوفمبر/تشرين الثاني، عندما بدأت المملكة التوريدات إلى شركة Preem AB»»، وهي أكبر مصافي التكرير في السويد، للمرة الأولى منذ نحو 20 عاما. وتعود ملكية المصفاة إلى رجل أعمال سعودي ولكنه غالبا ما كان يشتري النفط من روسيا.

وفي أعقاب ذلك، جاءت مبيعات النفط السعودية إلى مصفاة التكرير في بولندا «PKN Orlenand Lotos»، وهي أحد الصفقات السعودية النادرة في أوروبا الشرقية حيث احتكرت روسيا لفترة طويلة التأثير في مجال النفط في هذه المنطقة. كما يتطلع السعوديون أيضا إلى تخزين النفط في «غدانسك»، محطة النفط البولندية في بحر البلطيق، وذلك لتزويد العملاء في أوروبا الشرقية بطريقة أكثر سهولة.

أجبرت المنافسة الشركات النفطية الروسية على بيع مزيج التصدير الرئيسي من النفط الخام في البلاد، والمعروف باسم خام الأورال، بسعر أقل بكثير من المعتاد. وقالت «أوبك» في تقريريها السوقي عن نوفمبر/تشرين الثاني أنه في حين أن أورال عادة ما كان يباع بسعر أقل من سعر مزيج برنت القياسي الدولي، فإن هذا الخصم قد تضاعف 3 مرات تقريبا في أكتوبر/تشرين الأول بسبب الوفرة الكبيرة من نفط الشرق الأوسط.

في أكتوبر/تشرين الأول، اتهم «إيغور سيتشين»، الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت الروسية التي تسيطر عليها الدولة، المملكة العربية السعودية، بالقيام بإغراق السوق الأوربية، وقال إنه سيقوم بتحركاته الخاصة من أجل تأمين الأسواق الروسية.

في ذلك الوقت قال مسؤول صناعي سعودي إن المملكة تسعى فقط إلى تلبية الطلبات من عملائها.

وواصلت كل من روسيا والمملكة العربية السعودية عمليات ضخ النفط عند مستويات قياسية هذا العام، في محاولة للحفاظ على حصص أكبر من السوق استباقا لدخول الصادرات الإيرانية إلى السوق مطلع عام 2016 مع بداية تخفيف العقوبات إثر الاتفاق النووي.

تنتج كل من روسيا والمملكة العربية السعودية أكثر من 10 ملايين برميل من النفط يوميا وساهم هذا المستوى من الإنتاج في زيادة المعروض العالمي ما أسهم في انخفاض الأسعار دون حاجز الـ50 دولارا للبرميل.

ومن المرجح أن تزداد حدة المنافسة في السوق الأوروبية العام المقبل، حيث تخطط إيران، التي كانت توفر 4.4% من احتياجات النفط الأوربية قبل أن يتم تقييدها بالعقوبات عام 2012، لضخ كميات كبيرة في الأسواق مع رفع العقوبات. واستفادت روسيا والمملكة العربية السعودية عندما قرر الاتحاد الأوربي حظر واردات النفط الإيرانية في عام 2012.

وقد خفضت الشركة الوطنية للنفط الإيراني التي تديرها الدولة بالفعل السعر الرسمي لنفطها الخام المتجه إلى شمال غرب أوروبا بنسبة 5 سنتات للبرميل لشهر ديسمبر/كانون الأول، في محاولة للفت انتباه الأسواق إلى حد كبير لتلك الصادرات التي لا تزال محظورة بموجب العقوبات بسبب برنامج إيران النووي.

وتعد المصافي الأوروبية والتجار الأوربيون من بين أولئك الذين وافقوا بالفعل على شراء 500 ألف برميل من النفط الإيراني يوميا بعد رفع العقوبات، في حين أن آخرين، مثل شركة توتال الفرنسية، تدرس شراء النفط الإيراني أيضا، وفقا لـ«ركن الدين جوادي» رئيس شركة النفط الحكومية الإيرانية في مقابلة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال «أمير حسين زامانينيا»، نائب وزير النفط الإيراني للشؤون الدولية، في مقابلة في طهران، أن الوفد الأجنبية التي جاءت إلى بلاده وشملت اليونان وإيطاليا قد أعربوا بدورهم عن رغبتهم في شراء النفط الإيراني.

وقال مندوب عن دول الخليج العربي في أوبك إن سوق النفط الأوربية بدأت تتشابه بالفعل مع نظيرتها الأسيوية، حيث تتصارع روسيا والسعودية بالفعل للحصول على حصة في السوق. نجحت روسيا في إزاحة السعودية عن موقعها كأكبر مورد للنفط الخام إلى الصين خلال شهري مايو/ أيار، وسبتمبر/ أيلول من هذا العام، على الرغم من أن المملكة العربية السعودية قد نجحت في استعادة موقعها من جديد في أكتوبر/تشرين الأول.

«المشترون الأول لديهم قوة أكثر من ذي قبل»، وفقا لتصريحات المندوب السعودي.

تخفيضات الأسعار في أوروبا تسلط الضوء على مشكلة أوسع لمنتجي النفط: لا يوجد هناك ما يكفي من الطلب العالمي لمقابلة المعروض المتداول في السوق. في كل أيام عام 2015، كانت الإمدادات العالمية غالبا ما تتجاوز الطلب بمليون برميل يوميا على الأقل.

  كلمات مفتاحية

السعودية روسيا أوبك سوق النفط الأوربي النفط الإيراني حرب النفط أوروبا أسعار النفط النفط

«المركزي الروسي» يحذر من تغلغل السعودية في سوق النفط الأوروبي

أسعار النفط تواجه مخاطر نزولية جديدة وسط صراع روسيا والسعودية في أوروبا

«بلومبيرغ»: السعوديون عازمون على غزو السوق الأوروبي مع احتدام المنافسة النفطية

«فاينانشيال تايمز»: السعودية تقاتل روسيا على سوق النفط الأوروبي

معركة الحصة السوقية تحتدم بين السعودية وروسيا

النفط السعودي يغزو شرق أوروبا.. وروسيا تعتبره أصعب منافسة

السعودية وروسيا لن يخفضا إنتاج النفط .. وصناعة الخام الأمريكي ستنهار

معركة النفط.. من يحسم صراع «عض الأصابع» بين أمريكا والسعودية وروسيا؟

رغم انخفاض الأسعار.. روسيا تواصل ضخ كميات قياسية مرتفعة من النفط

عبر العاصفة.. كيف ستتفادى السعودية انهيار الاقتصاد النفطي؟

«لوك أويل»: روسيا لا يمكنها أن تتحمل خفضا في إنتاجها النفطي

روسيا: «أوبك» فقدت نفوذها ولا ندرس أي تنسيق معها بشأن النفط

«بيزنس إنسايدر»: السعودية تدمر اقتصاد روسيا في حربها للتحكم بأسعار النفط

روسيا ترغب في خفض إنتاج النفط .. فهل تستجيب السعودية؟

كيف يمكن أن تساعدنا الأرقام على فهم الاستراتيجية النفطية السعودية؟

«ناشيونال إنترست»: السياسة الخارجية الروسية لا تدور حول النفط

سياسات النفط والحرب على الإرهاب: قراءة في أسباب الخلاف السعودي الروسي

‏«أوبك»: السعودية أزاحت روسيا من صدارة إنتاج النفط لأول مرة منذ 10 أعوام

«ناشيونال إنترست»: روسيا تسعى إلى محاصرة السعودية عبر إقامة علاقات مع دول الخليج

الملك «سلمان» يزور روسيا منتصف يوليو..وصفقات سلاح متوقعة