قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على الحدود السورية - التركية تقلصت إلى قرابة 70 كلم فقط بعدما كانت تمتد على طول 250 كلم قبل سنة، ما يشير إلى تراجع واضح في منطقة نفوذ هذا التنظيم الذي أعلن «خلافة» في كل من سوريا والعراق.
وأشار المرصد (مقره بريطانيا)، في تقرير أمس، إلى أن تقلّص السيطرة الحدودية للتنظيم جاء بعدما دحرته الوحدات الكردية من الضفة الشرقية لنهر الفرات في الريف الشمالي الشرقي لحلب بعدما كان يسيطر على المنطقة الممتدة من غرب مدينة رأس العين (سري كانيه)، وصولا إلى الريف الشرقي لمدينة أعزاز، مروراً بتل أبيض وجرابلس وأجزاء من مدينة عين العرب (كوباني).
واعتمد «الدولة الإسلامية» على هذه الحدود في استحضار آلاف المقاتلين من جنسيات مختلفة، وفي إدخال أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية ولوجيستية.
وذكر المرصد، في تقريره، أن ما تبقى من الحدود التركية مع مناطق سيطرة «الدولة الإسلامية» في سوريا، تشهد رقابة غير مشددة من الجانب التركي، بالتوازي مع حراسة الحدود من جانب عناصر التنظيم الذي قسّم المنافذ مع تركيا إلى 3 معابر «غير رسمية» تخضع كلها لرقابة من الجانبين التركي والسوري، وكل معبر منها مخصص لفئة معينة.
وأضاف أن النقطة الأولى هي نقطة العبور العسكرية أو «المعبر العسكري» التي أنشأها «الدولة الإسلامية» بعد تقلص مساحة سيطرته الحدودية مع تركيا، وهي تقع قرب قرية الحلوانية غرب مدينة جرابلس التي يسيطر عليها التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي.
ولفت إلى أن هذه النقطة تتمتع على الجانب التركي بطبيعة وعرة، ويتم استعمالها في تمرير الحاجيات والمتطلبات الرئيسة للتنظيم من معدات لوجيستية وعسكرية، إضافة إلى الإمدادات الدوائية والطبية. وتشرف على هذه النقطة «مجموعات عالية التدريب، ومرتبطة بقيادات التنظيم العليا»، وفق المرصد.
أما النقطة الثانية فقد خصصها التنظيم لعبور عناصره من الأراضي التركية وإليها. ويقع هذا المعبر قرب قرية حاجي ولي وصولا إلى الأراضي الزراعية بجوار قرية باب ليمون بريف حلب الشمالي الشرقي، ويطلق عليها محلياً «نقطة عبور باب الليمون».
وأوضح أن عنصر «الدولة الإسلامية» يخضع لإجراءات إدارية قبل خروجه إلى الأراضي التركية، وهو يحتاج إلى «سبب مقبول»، كالذهاب للاستشفاء أو إكمال علاجه في مستشفيات تركية، وهو يحتاج إلى ورقة من «أميره» المباشر، بعدم وجود أي مانع من مغادرته، وإلى ورقة إذن عبور ممهورة بختم من «الوالي».
والنقطة الثالثة هي نقطة عبور للمدنيين من مناطق سيطرة «الدولة الإسلامية» إلى تركيا، وتقع قرب قرى الشيخ يعقوب - عياشة - الراعي بالريف الشمالي الشرقي لحلب.
وتابع المرصد أن «الدولة الإسلامية» بعد تقلّص سيطرته على المساحات الحدودية مع تركيا، وظهور حالات انشقاق «بوتيرة غير مسبوقة»، وحاجته إلى المحافظة على النقاط العسكرية الخاصة بعبور عناصره، عمد إلى «زرع الشريط الحدودي بألغام وترك مساحات خالية منها، وتم ذلك عبر خريطة واضحة يعرفها عناصر الشرطة الحدودية التابعة للتنظيم.