«ستراتفور»: كيف يمكن أن يؤثر الانسحاب الروسي على القوات الموالية للنظام السوري؟

الأربعاء 16 مارس 2016 06:03 ص

لعبت روسيا دورا رئيسيا في استقرار الوضع العسكري في سوريا لصالح النظام في دمشق.. القوات الموالية، وبدعم أرضي متزايد أيضا من قبل إيران، تحولت من الدفاع إلى الهجوم منذ بداية عام 2016 وعلى الرغم من أن القوات الموالية لم تكن قادرة على هزيمة المتمردين أو استعادة قطاعات حاسمة من الأراضي منذ تدخل الروس، فإنه من الواضح أنها أصبحت تملك اليد العليا.

في أغسطس/آب من عام 2015، وقبل تدخل روسيا في الصراع، كانت أكبر الأخطار التي تهدد القوات الموالية للحكومة تأتي من جيش الفتح في شمال غرب سوريا و«الدولة الإسلامية» في وسط سوريا

وكان جيش الفتح قد نجح في هزيمة القوات الموالية في إدلب والسيطرة على معظم أراضي المحافظة، وفي الوقت نفسه، كان تنظيم «الدولة الإسلامية» قد استولى على مدينة تدمر الأثرية، واستولى على خط إمداد «إم 5 » الحيوي المؤدي إلى دمشق إلى بقية المناطق الخاضعة لسيطرة الموالين في سوريا.

ما الذي حققته القوات الحكومية؟

على مدى الأشهر الستة الماضية، تحسن موقف القوات الحكومية بشكل ملحوظ وبخاصة في مواجهة المعارضة.. بمشاركة كبيرة من الميليشيات العراقية والأفغانية والإيرانية وحزب الله، إضافة إلى الدعم الجوي الروسي، فإن قوات النظام قد نجحت في ربط مواقعها شمال مدينة حلب مع القرى الشيعية نبل والزهراء وقطع طريق المعارضة في شمال حلب.

وقد نجح النظام في إحراز تقدم بطيء ولكنه ثابت في المناطق الجبلية شمال شرق محافظة اللاذقية وصولا إلى حدود إدلب التي تسيطر عليها المعارضة.

أوقفت القوات الموالية أيضا تقدم المعارضة جنوبا إلى محافظة حماة.. وحتى في الجنوب، فقد كانت قادرة على الاستيلاء على بلدة الشيخ مسكين في درعا على الرغم من الخسائر الفادحة التي غالبا ما تتكبدها القوات الحكومية عند القتال في المناطق الحضرية.. وباستثناء بلدة مورك، فإن قوات النظام لم تخسر أي أراضي رئيسية لصالح المعارضة منذ بداية التدخل الروسي.

حقق النظام أيضا مكاسب ملحوظة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».. تقدمت القوات الحكومية بنجاح إلى الشمال الشرقي منطلقة من قواعدها في «السفيرة» جنوب حلب نحو القاعدة الجوية في كويريس التي ظلت تحت حصار «الدولة الإسلامية» لسنوات.. وصلت الحملة الأمنية التي تساندها روسيا وإيران إلى القاعدة الجوية ونجحت في إبعاد المسلحين عن المناطق المحيطة بها وهددت معقل «الدولة الإسلامية» في الباب.

تمت كذلك محاصرة التنظيم إلى الغرب باتجاه الطريق السريع ناحية تدمر وبدأت قوات الحكومة هجوما منسقا لاستعادة السيطرة على المدينة.. وأخيرا، وبمساعدة من القوة الجوية الروسية، نجحت كتائب اللواء 104 الجمهوري في الصمود في وجه الهجمات المتكررة لتنظيم «الدولة الإسلامية» ونجحت في الحفاظ على سيطرتها على أجزاء من مدينة دير الزور التي تمثل مفترق طرق.

بوضوح، ساعدت المشاركة الروسية في تغيير أوضاع القوات الحكومية إلى الأفضل.. حكومة «بشار الأسد» تقف الآن في وضع هجومي استراتيجي.. في جميع المعارك المذكورة، قدمت روسيا دعما جويا كبيرا لتقدم القوات الأرضية، كما قدمت مساعدات كبيرة ومعدات بما في ذلك الدبابات والمدفعية وأنظمة الرؤية الليلية وأجهزة الاتصالات.

وقد أشرف الخبراء الروس على عمليات تدريب القوات الحكومية بما في ذلك التدريب على الأسلحة التي تم تسلميها حديثا وحتى تدريب الميليشيات الحليفة.. وعلاوة على ذلك، فقد لاحظت الجماعات المعارضة مشاركة روسيا بمفردها في توجيه بعض الضربات، معربة مرارا عن إحباطها بسبب الغارات الجوية الروسية التي تفقدها القوة على تركيز قواتها.

ليست مجرد مساعدة

ومع ذلك، فمن المهم أن نتذكر أن مساهمة روسيا كانت مجرد جزء فقط من دعم أكبر حجما تلقته القوات الحكومية منذ سبتمبر/أيلول 2015، .. تظهر إيران بوصفها صاحبة المساعدات الأكثر بروزا وربما الأكثر حسما في هذا الدعم.. وقد نقل الإيرانيون العديد من أسلحتهم ومعداتهم إلى الحكومة السورية، كما لقي الكثير من المستشارين الإيرانيين حتفهم في الخطوط الأمامية للمعركة.

الأهم من ذلك، أن إيران قامت بضخ عشرات الآلاف من القوات شبه العسكرية والميليشيات من المقاتلين من العراق وأفغانستان وباكستان، وكذلك حزب الله، والتي زادت بشكل كبير من أعداد القوات الموالية على الخطوط القتالية.

سوف يؤثر الانسحاب الروسي بكل تأكيد على القدرات الشاملة للقوات الحكومية.. سوف تصبح الضربات المؤثرة وعالية الدقة أكثر صعوبة، كما سيتم تخفيض قدرات المراقبة والاستطلاع والقدرات الاستخباراتية، وسوف تستفيد المعارضة من هامش أكبر في حرية التنقل، وسوف تفقد القوات الحكومية الكثير من قدراتها على إخضاع العدو قبل شن الهجمات البرية.

سوف تسعى الفصائل المعارضة وبخاصة الفصائل الجهادية مثل جبهة النصرة وجند الأقصى إلى إظهار قوتهم، ويحتمل أن يضعف ذلك الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

ومع ذلك، جعل الروس من الواضح أنهم سوف يستمرون في دعم حكومة «الأسد» بالسلاح والتدريب، وكذلك ربما بعض الطلعات الجوية من قبل الطائرات المتبقية، وعلاوة على ذلك، لم تظهر أيا من إيران أو حزب الله ما يدل على أنهم سوف يقللون أيضا من قواتهم، وطالما أن الانسحاب الروسي هو الوحيد في الأفق، فمن المرجح أن تكون القوات الموالية السورية قادرة على الحفاظ على الميزة العسكرية الحالية.

 

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا بشار الأسد الانحساب السوري من روسيا حزب الله

«لافروف» يكشف أسباب الانسحاب من سوريا ويشيد بدور السعودية في المفاوضات

«فورين أفيرز»: هل يمكن أن يربح «الأسد» أيضا من الانسحاب الروسي؟

«الجبير»: انسحاب روسيا من سوريا إيجابي للغاية ونأمل أن يسرع وتيرة العملية السياسية

نهاية المهمة: لماذا تسحب روسيا قواتها من سوريا؟

ما الذي قد يعنيه الانسحاب المفاجئ لروسيا من سوريا؟

ما بعد «القرار»

روسيا: سنستكمل سحب معظم قواتنا من سوريا خلال يومين أو ثلاثة

«بوتين»: بقاء قواتنا في سوريا صار مكلفا.. وقادرون على العودة خلال ساعات

قطر ترحب بالانسحاب الروسي من سوريا وتعتبره «خطوة إيجابية» للحل السياسي

لحظة الحقيقة: هل «بوتين» جاد حقا في تخليه عن «الأسد»؟

رغم قرار الانسحاب.. الإرث العسكري الروسي سيبقى حاضرا بقوة في سوريا

ما قبل الانسحاب وما بعده .. النصر الروسي باهظ الثمن في سوريا

انسحاب روسي مفاجئ من سوريا

الحسابات الروسية على ضوء وقف إطلاق النار في سورية

توقعات «ستراتفور»: تقارب مصري تركي وإصلاحات اقتصادية جديدة في الخليج

الصراع المعلق في سوريا يفسر انسحاب روسيا الجزئي

رويترز: أدلة قليلة على انسحاب روسيا من سوريا

حلب ونهاية وقف إطلاق النار: من يخدع من في سوريا؟

رويترز: انقسام الإدارة الأمريكية يتعمق حول نوايا بوتين في سوريا

قواعد لعبة موسكو في سوريا

موسكو تسحب جميع مقاتلات «سوخوي 25» من سوريا

واشنطن: روسيا سحبت جزءا بسيطا من قواتها بسوريا وأنشأت قاعدة عسكرية في تدمر

التقدير الرسمي في واشنطن: «بوتين» متردد بشأن المزيد من التورط في الحرب السورية