أكد الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» أنه لا يمكن أن يتنازل عن أرض مصر أو ذرة من ترابها، كما أنه لا يمكن أن يطمع المصريون في أراضي الآخرين.
وحول أزمة جزيرتي تيران وصنافير، أوضح «السيسي» أن مصر لم تفرط في حقها ولن تفرط في ذرة رمل، لكنها أعادت الجزيرتين للسعودية، لأنهما مملوكتان لها وهذا حقها وكان لزاما على مصر أن تعيد حقوق الأشقاء، قائلا: «لم نخرج عن القرار الجمهوري الصادر في عام 1990 أي منذ 26 عاما، والذي تم إيداعه في الأمم المتحدة».
وأضاف «السيسي» أن كافة الوثائق بوزارتي الخارجية والدفاع إضافة إلى المخابرات العامة تؤكد أن الجزيرتين تتبعان السعودية، رافضا التشكيك في نزاهة ووطنية المسؤولين في هذه الأجهزة والوزارات.
وأشار «السيسي» خلال لقاءه بممثلي فئات المجتمع المصري بقصر الاتحادية، اليوم الأربعاء، إلى أن موضوع تيران وصنافير لم يتم تداوله من قبل ولم يتم طرحه على الإعلام، منعا من إيذاء الرأي العام بمصر والسعودية، ونظرا لظروف سياسية وأمنية.
وأضاف: «أنا أخذت الضربة في صدري، ولو كنت أعلنت هذا الموضوع منذ ثمانية أشهر لدخلنا في السياق الذي نشهده الآن، معربا عن أمله في ألا تؤثر ردود الأفعال الحالية على التنازل عن الجزيرتين على علاقة مصر بالسعودية».
وتابع: «في اتفاقية تعيين الحدود البحرية لم نخرج عن القرار الجمهوري الصادر منذ 26 سنة، والذي تم إيداعه بالأمم المتحدة، والله سألت جميع الناس، وجميع الوثائق التي حصلت عليها تجعلني أقول أن هذا الحق للسعودية".
وقال خلال لقائه بوفد من ممثلي المجتمع المصري في لقاء الأسرة المصرية إنه تعلم من والدته ألا يطمع فيما هو في يد الغير، مؤكدا أن مصر والمصريين لا يمكن أن يبيعوا أرضهم أو يأخذوا أراضي الآخرين.
وأضاف «السيسي» أن من وصفهم بأهل الشر ما يزالون يعملون ضد مصر والمصريين ويحاولون تفتيت الكتلة الصلبة من المجتمع المصري، التي وقفت بجوار بلدها في 30 يونيو/حزيران، مؤكدا أن مصر لا تتدخل في تحالفات مع أحد ضد أحد أو تتآمر مع أحد ضد أحد.
وكشف «السيسي» ما دار بينه وبين الرئيس المعزول «محمد مرسي» بعد اختياره وزيرا للدفاع حتى 3 يوليو/تموز 2013، وقال: «لقد قدمت نفسي له بأنني لست إخوانيا ولن أكون ولست سلفيا ولن أكون أنا مسلم فقط، وقلت له طالما شعب مصر موافق عليك أنا معك وجيش مصر ليس للإخوان أو السلفيين، مضيفا أنه ساعده جدا من أجل مصر و90 مليون مصري»، وفق قوله.
وأضاف «السيسي»: «لقد قدمنا له الكثير وكنا نقدم له التقارير، وتقديرات الموقف حتى لا يتخذ قرارات ضد البلد أو تضر الدولة والشعب، وقلت له إن الشعب المصري اختارك ولذلك سنعاملك بأمانة وشرف ولم نتآمر على أحد، وساعدناه جدا بكل قوة ولم نتركه لأننا كنا نريد التقدم لبلدنا»، على حد تعبيره.
وتابع: «حتى يوم 3 يوليو/تموز 2013 كنا نبحث عن مخرج للأزمة، وما قدمناه لن يحصلوا عليه مرة أخرى، وحتى عصر 3 يوليو 2013 كنا نريد حلا للأزمة».
وأردف «السيسي»: «هناك حالة تشكيك في كل شيء، ويجب التوقف أمام هذه الحالة»، مخاطبا المواطنين: «إنتوا حاجة صعبة».
وشدد الرئيس المصري على أهمية الحفاظ على وحدة المجتمع المصري، قائلا: «نحتاج للحفاظ على توحد المصريين».
وقد أعلن مجلس الوزراء المصري، السبت الماضي، أن جزيرتي تيران وصنافير الموجودتين في البحر الأحمر تقعان داخل المياه الإقليمية السعودية، وذلك بعد يوم من توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية والإعلان عن إنشاء جسر بين البلدين، خلال زيارة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» الأولى لمصر.
وأثار القرار جدلا واسع النطاق بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرهم من السياسيين والقانونيين الذين رأوا أن الجزر مصرية 100% ولا يجوز ترسيم الحدود إلا باستفتاء شعبي.
وكان وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، قد أكد أن المملكة ستلتزم بكل الاتفاقيات الدولية التي قطعتها مصر بشأن جزيرتي تيران وصنافير بدءا من «كامب ديفيد» إلى بقية الاتفاقيات الأخرى.