كشفت تقارير إسرائيلية، أن الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، الأكثر تواصلا «بشكل سري»، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، مشيرا إلى أن الأول استمتع عندما كانت (إسرائيل)، تدمر منازل قادة حركة حماس في غزة.
وقال «أمير تيفون» في تقرير نشره موقع «والاه» الإخباري، نقلا عن مصادر سياسيّة إسرائيليّة رفيعة جدا، إن «السيسي هو أكثر المسؤولين الأجانب الذين يتواصلون سرًّا عبر الهاتف مع نتنياهو».
وأوضح أن «السيسي يتحدث خلال الاتصالات باللغة العربية، في حين يتحدث نتنياهو باللغة الإنجليزية، ويقوم مترجم بترجمة الكلام بينهما»، حسب صحيفة «رأي اليوم».
في السياق ذاته، كشف المعلق المخضرم من صحيفة «معاريف» «بن كاسبيت»، النقاب عن أن «الرئيس السيسي (وزير الدفاع آنذاك) استمتع عندما كانت إسرائيل تُدمّر بيت كل قائد في حماس أثناء الحرب الأخيرة (2012) وهذا ما جعله يرفض التوسط لوقف الحرب».
من جهته قال «ألون بن دافيد»، معلق الشؤون العسكرية في القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي، إن (إسرائيل)، قامت بتنفيذ أعمال عسكرية في قلب مصر، لافتا إلى أنها كانت عمليات سرية للغاية.
ولم يوضح المحلل، ما إذا كانت هذه العمليات بالتنسيق مع السلطات المصرية، وفيما إذا كان «السيسي»، على علم بها، خصوصا وأن العلاقات بين تل أبيب والقاهرة تمر بشهر عسل، وأن التنسيق الأمني والعسكري بينهما وصل إلى ذروته في الآونة الأخيرة.
وكان «نتنياهو»، كشف الأسبوع الماضي، أن تل أبيب هددت القاهرة بإرسال قوات عسكرية إلى مصر إبان اقتحام سفارتها بعد شهور من اندلاع ثورة 25 يناير/كانون ثاني 2011.
ومؤخرا، قال مصدر سيادي مصري إن الرئيس «عبد الفتاح السيسي» قال خلال لقائه ممثلي يهود أمريكا، في قصر الاتحادية، إن قيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» لبلاده حكيمة، ولم يقل إنه قادر على قيادة العالم.
فيما قال السفير الإسرائيلي لدى القاهرة، «حاييم كورين»، مؤخرا، إن «بلاده تحترم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لأنه رئيس منفتح يريد الاستقرار للمنطقة عامة، ومصر خاصة»، مشيرا إلى أن «السيسي يدرك جيدا أن معالم الشرق الأوسط تغيرت ويفهم ما تمر به مصر وإسرائيل».
ووفق بيان للسفارة الإسرائيلية بمصر، نشرته عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، أضاف «كورين» أن «التعاون الإسرائيلي مع مصر يسير بشكل جيد، في ظل وجود مصالح مشتركة بين القاهرة وتل أبيب، والعالم العربي أجمع، كالسعودية، والأردن، وكل دول الخليج العربي».
وبشأن عدم رغبة الشعب المصري بالتطبيع مع (إسرائيل)، قال «نحن كدولتين يوجد سلام قائم بيننا منذ 36 عاما، وسويا نستطيع إثبات أننا يمكن أن نكون جيرانا جيدين».
وتابع، «نحن لا نستطيع أن نتعاون من الناحية الأمنية فقط، لكن يجب إنشاء علاقات اقتصادية، وثقافية، وأيضا علاقات استثمارية مع رجال الأعمال المصريين، ويجب أن نزرع هذا الفكر منذ الصغر من خلال المدرسة ومن المهم تدريس اتفاقية كامب ديفيد (وقعت عليها مصر وإسرائيل في 17 سبتمبر/ أيلول 1978)، لقد تغير الزمن ويجب على الزعماء تغيير أنفسهم للتأقلم مع الحقبة الجديدة».
وفي أكتوبر/ تشرين أول الماضي، أعلنت تل أبيب فتح سفارتها في القاهرة، بعد 4 سنوات من الإغلاق.
وكان «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب سحب السفير المصري لدى (إسرائيل) في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2012 بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في ذلك الوقت.
وتشهد العلاقات المصرية الإسرائيلية، تقاربا كبيرا، منذ الانقلاب الذي قاده «السيسي» على «محمد مرسي»، حيث ظهر تطابقا مطلقا في وجهات النظر بين النظام المصري، وائتلاف اليمين المتطرف الذي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، في كل ما يتعلق بالتطورات في المنطقة، وفقا للكاتب المتخصص في الشؤون الإسرائيلية «صالح النعامي».
وتشارك مصر في تدمير الأنفاق مع قطاع غزة، بعدما أجلت العديد من سكان مدينة رفح المصرية، وهدمت معظم مبانيها، وبدأت في إغراق الحدود مع القطاع بالمياه، وهو ما اعتبره وزير البنى التحتية والطاقة الإسرائيلي «يوفال شتاينتس» أنه تم بناء على طلب من «إسرائيل».