بثت صفحات مناصرة لميليشيات الحشد الشعبي الشيعي في مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر لقاء بين رئيس الوزراء العراقي السابق «نوري المالكي» وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، «قاسم سليماني»، على أطراف مدينة الفلوجة غربي البلاد.
وتواصل ميليشيات الحشد الشعبي والقوات العراقية عملياتها العسكرية في مدينة الفلوجة ومحيطها لليوم الثالث على التوالي للسيطرة عليها وسط أنباء عن سقوط قادة من الحشد العشائري وعدد من المدنيين في معارك وقصف استهدف بعض أحياء المدينة.
وتظهر الصور «سليماني» في غرفة لقيادة عمليات الميليشيات بحضور عدد من قادتها، بينهم «هادي العامري (زعيم منظمة حركة بدر) والقيادي الشيعي أبو مهدي المهندس.
وفي هذا الإطار تفقد «نوري المالكي»، قوات الحشد الشعبي قرب الفلوجة، ووصف المدينة بأنها رأس الأفعى، ودعا سكانَها إلى أخذ العبرة من التجارب السابقة، على حد قوله.
وتعزّز تصريحات «المالكي» وآخرين زاروا المنطقة، الاعتقادَ بالطابع الطائفي للمعركة.
من جهة أخرى، أكد مصدر عسكري بقيادة عمليات الأنبار (غرب) أن الجانب الأمريكي عبر -في اجتماع عقده مع قادة عسكريين عراقيين وآخرين من الحشد العشائري- عن امتعاضه من تجاوزات الحشد الشعبي الشيعي في معركة الفلوجة.
وأضاف المصدر أن الأمريكيين جددوا تعهدهم بمنع الحشد الشعبي من دخول المدينة لينحصر وجوده في محيطها، كما توعدوا بقصف الميليشيات إذا تجاوزت ذلك.
وفي وقت سابق الأربعاء، حث الزعيم الشيعي العراقي البارز «علي السيستاني»، القوات التي تحارب لاستعادة مدينة الفلوجة من تنظيم «الدولة الإسلامية» على حماية المدنيين.
وكانت وكالات الإغاثة أبدت قلقها المتزايد إزاء الوضع الإنساني في المدينة المحاصرة منذ نحو ستة أشهر. وحثت الأمم المتحدة الأطراف المتقاتلة، على حماية المدنيين الذين يحاولون الفرار من القتال.
ومن شأن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين في المعركة تأجيج التوترات الطائفية في العراق.
وانتقدت هيئة علماء المسلمين في العراق التي تمثل المسلمين السنة، الحملة على الفلوجة ووصفتها بأنها انعكاس للروح الانتقامية التي تحملها قوى الشر ضدها جراء صمودها وإفشالها مشاريع ومخططات الاحتلالين الأمريكي والإيراني.
ويشارك مقاتلو الحشد الشعبي الشيعي إلى جانب القوات الحكومية في الحملة العسكرية لاستعادة الفلوجة، التي تعد أحد أبرز معاقل الدولة الإسلامية في العراق.
وتشير تقديرات عسكريين أمريكيين إلى وجود ما بين 60 و90 ألف مدني في الفلوجة.
وتسعى الحكومة العراقية لاستعادة الفلوجة ثم التوجه شمالا نحو الموصل لشن الحملة العسكرية الأوسع بطرد التنظيم من الموصل، معقل التنظيم الرئيسي في العراق، وذلك قبل حلول نهاية العام الجاري.
وفي وقت سابق، كشفت مصادر عراقية عن وجود القيادي بالحرس الثوري الإيراني قائد فليق القدس، «قاسم سليماني»، في غرفة عمليات ميليشيات «الحشد الشعبي» المشاركة في معارك الفلوجة، الهادفة إلى تحريرها من تنظيم «الدولة الإسلامية».
وتشارك في معارك الفلوجة 17 مليشيا شيعية، هي: «لواء أنصار المرجعية، ولواء علي الأكبر، وفرقة العباس القتالية، وفرقة الإمام علي، وقوة أبي الأحرار الجهادية، وقوات بدر، وسرايا عاشوراء، وسرايا أنصار العقيدة، وكتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، وسرايا الجهاد، وسرايا الخراساني، وفيلق الكرار، ولواء المنتظر، ولواء مجاهدي الأهوار، وكتائب سيد الشهداء، وسرايا السلام»، وفق «القدس العربي».
وقالت المصادر إن هناك وجود لمسلحين إيرانيين في المعركة، فيما يتخوف سكان الفلوجة من السنة من أعمال انتقامية قد تشنها ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، خلال معركة تحرير الفلوجة، على غرار ما حدث سابقا في محافظة صلاح الدين (شمال).
وردا على تحرك الآليات العسكرية بالفلوجة، أطلق النشطاء عدة وسوم للتضامن مع الفلوجة، منها «الفلوجة» و«الفلوجة تحت النار»، و«الفلوجة تذبح»، و«الفلوجة تذبح وتباد»، و«الفلوجة تحت العدوان»، و«انصروا الفلوجة بالدعاء»، حصدت عشرات الآلاف من التغريدات، وحلت بعضها في مراكز متقدمة بعدة دول عربية.