التوتر يُغلّف التحالف الأمريكي - البحريني

الجمعة 10 أكتوبر 2014 03:10 ص

دخلت الولايات المتحدة الأمريكية والبحرين في شراكة عسكرية وثيقة بينهما منذ سبعينيات القرن الماضي. وفي أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول من عام 2001م على الولايات المتحدة وصفت إدارة الرئيس الأمريكي السابق «جورج دبليو بوش» البحرين بـ«الحليف الرئيسي خارج حلف الناتو» لتكون بذلك أول دولة في مجلس التعاون الخليجي تنضم إلى نادي النخبة المُكوّن من خمسة عشر عضوًا.

الأسطول الأمريكي الخامس (والذي يتخذ من البحرين مقرًا رئيسيًا له) هو المسئول عن سلاح البحرية الأمريكية على مستوى الخليج العربي والبحر العربي والبحر الأحمر وجزءٍ من المحيط الهندي. هذا الأسطول القابع على الأراضي البحرينية مثّل قاعدة هامة للعمليات خلال حرب الخليج 1991م، والحرب على أفغانستان عام 2001م، والحرب على العراق عام 2003م. وفي الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة عملياتها مؤخرًا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق فإن الأسطول الخامس ما يزال يلعب الدور الأبرز في وضعية الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

وما يُشجّعُ على توطيد هذه العلاقات الثُنائية هو العامل المشترك الذي يجمع بين واشنطن والمنامة والمتمثل في تهديد إيران والجماعات المسلحة الأخرى بالمنطقة. المصالح المُشتركة والتهديدات المتبادلة على الأرجح أنها تحافظُ على هذا التحالف العسكري، لكن التساؤلات بشأن سجل حقوق الإنسان البحريني ومستقبل العلاقات الأمريكية-الإيرانية يبقيان مصدرًا لتوترٍ آخذٍ في النمو.

الشيعة في البحرين يُشكّلون ما نسبته 70% من سكان الدولة، وما زالت هناك ادعاءات بأنّ حكومتهم تمارسُ ضدهم تمييزًا سياسيًا واقتصاديًا. في عام 2011م قاد الشيعة موجة من التظاهرات مطالبين بحقوق سياسيةٍ، وتمثيل كبير في الحكومة، وإنهاء التمييز الوظيفي ضدهم. ومنذ العام ذاته بدأت منظمة العفو الدولية تعتمد على مصادر شيعية في توثيق ما تقوم به الحكومة البحرينية من قتل واعتقال وتعذيب. وفي الوقت الذي لا تتوقف فيه المليشيات الشيعية عن استهداف قوات أمنية بحرينية بالقتل بشكل شبه مستمر، فإنّ الغالبية سلكوا مسلكًا بعيدًا عن العنف ضد عائلة خليفة التي تُمسك بزمام السلطة.

انتقادات حقوقية

في معظم الأحيان تلتزم واشنطن الصمت تجاه سجل حقوق الإنسان البحريني باستثناء تصريحات مُعينة تصدر من مسئولين بالخارجية الأمريكية وأعضاء بالكونجرس. فالولايات المتحدة – من ناحية أخرى - تنأى بنفسها عن انتقاد سجل حقوق الإنسان بالسعودية كاشفة للعيان عدم رغبة واشنطن في المخاطرة بعلاقاتها مع شركائها الاستراتيجيين، ومن ثمّ تعمل على تقليص تدخلها في شئون السلطة الإقليمية. وهذا دليل دامغٌ عندما نقارن ذلك مع ما نسمعه من انتقادات أمريكية حادّة للأنظمة الفاشية في ليبيا وإيران وسوريا.

وتضع الولايات المتحدة في الحسبان شراء البحرين سنويًا لصفقة معدات عسكرية تبلغ قيمتها المليار دولار. ورغم ذلك فإنّه على الرغم من الانتقاد الأمريكي المحدود لملف حقوق الإنسان البحريني إلا أن ذلك يُضفي أثرًا سلبيًا على العلاقات الثُنائية.

المصدر | دانيال واجنر، وجورجيو كافييرو - إنترناشيونال بوليسي دايجست

  كلمات مفتاحية

البحرين أمريكا الشيعة تعاون عسكري

علاقة البحرين والسعودية .. احترام أم تبعية؟

المسافة بين البحرين وإيران: استنشاق التوتر

انتكاسة في العلاقات الأمريكية البحرينية: طرد مسؤول أمريكي رفيع

صندوق البحرين السيادي ينشئ برنامجين للسندات والصكوك بمليار دولار

البحرين تستعد لاستقبال صفقة أسلحة روسية "قريبا"

 إيران تعلق على بدء عمل التحالف البحري في مياه الخليج