استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

اللاجئون في رمضان

السبت 11 يونيو 2016 04:06 ص

يحل علينا الشهر الفضيل هذه الأيام وهو شهر الرحمة والمحبة والإخاء وملايين البشر من أهالينا في سوريا والعراق وغيرهما من بلدان العالم يعيشون كربة الحرب والهروب طلباً لملجأ يلجؤون إليه كي لا تبطش بهم أيادٍ ظالمة كما تفعل كل يوم في مخيمات اللاجئين على أطراف الفلوجة وحلب والرقة وغيرها من مدن الشام والعراق.

وأرض السواد كان البصر يرنو إليها ليرى أشجار النخيل الباسقة التي لم تكن فقط تطعم أهلها وزوارها، بل تطعم البعيد قبل القريب بتمورها، غدت اليوم تطرد أبناءها من أهالي تلك المدن والقرى المدمرة والمحاصرة، ولا يكاد المرء يحصل فيها على كسرة خبز، على رغم مناشدة الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية والمحبة للسلام بتقديم العون لهم. وقبل ذلك بلدات الشام وقراها التي كانت تصدر الخضار والفاكهة ومختلف أنواع الأطعمة الفاخرة إلى بلدان المشرق العربي، غدا أهلها اليوم قابعين في مخيمات تشويهم لفحات الحر ولا يقيهم شيء من موجات برد الشتاء وزمهريرها.

وحين كتابة هذه المقالة حاولت أن أجمع بعض الإحصائيات عن حال هؤلاء اللاجئين ووجدت إحصاءات متعددة تضع أرقاماً تصل إلى 4.8 مليون لاجئ سوري في أرض الاغتراب، و6.6 مليون نازح داخل سوريا نفسها. وهناك على الأقل 5 ملايين لاجئ عراقي في الخارج ظلت أعدادهم تزداد عاماً بعد آخر خلال الثلاثين عاماً الماضية، وآخرون امتطوا أمواج البحر أملاً في الوصول إلى شاطئ آمن وبيت يقيهم شر الحر والبرد في بلدان الرغد الأوروبي، كل ذلك ليروا أحلامهم تموت تحت تلك الأمواج وتبتلعهم حيتان البحار، قبل أن ينقذ بعضهم قبطان سفينة عابرة.

ورغم كل هذه الإحصائيات المروعة إلا أن صورة واحدة لامرأة تجر أطفالها عبر نهر الفرات هرباً من الحرائق التي تضرب مدينتها في الفلوجة تهز مشاعرك، وهي إذ تهرب من «داعش» التي تستخدم المدنيين كدروع بشرية، فإن تلك المرأة المسكينة لا تدري بأن وحوش ما يسمى بـ«الحشد الشعبي» ذي الشرعية الطائفية المقيتة تنتظر وصولهم لتذبح رجالهم وتسبي النساء كما تفعل بالضبط قوات «داعش» بأهالي المناطق التي تسيطر عليها، والفرق الوحيد بينهما، أن أحدهما يلبس عمامة سوداء بينما يلبس الآخر عمامة خضراء، وكلاهما إرهابي وطائفي قذر.

وعلى رغم الشعور السائد بأن مشكلة اللاجئين مشكلة دولية ينبغي على الدول وحدها التصدي لها ومعالجتها، إلا أنها كذلك مسألة إنسانية بحته تحتاج إلينا كأفراد أن نتعاطف معها، وأن نقدم العون لهم، وخاصة في معاناتهم مع الصيام وقلة الحيلة وعدم توافر الطعام لهم في شهر رمضان. وإمداد هؤلاء المسلمين ببعض حاجتهم من الغذاء والكساء والدواء سيشعرهم بأن إخوة لهم يعيشون، ولله الحمد في يسر ورخاء، لم ينسوهم، وأنهم يمدون لهم يد المعونة والعون.

والإشكالية العميقة أن بعض القوانين الدولية تحول دون قيام الأفراد بتنظيم عمليات إغاثة إسلامية في الوقت الحاضر، ولذا لزمت الاستعانة بالآخر من الجمعيات الخيرية الدولية، ومنها المنظمات التابعة للأمم المتحدة لتقديم بعض العون لمن يستحق ذلك في هذا الشهر الفضيل.

وهناك حوالي 21 جمعية خيرية سعودية وإماراتية وخليجية تعمل في مجال غوث اللاجئين السوريين، وهناك مركز للعمل الخيري الخليجي، وجمعيات خيرية متعددة في أكثر من سبع عشرة مدينة في المملكة العربية السعودية ناهيك عن الهلال الأحمر الإماراتي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وغيرها من جمعيات البر والعون العربية والدولية. غير أن تركيز معظم هذه الجمعيات هو على تقديم العون للاجئين السوريين وهناك حاجة لزيادة عمل هذه الجمعيات في نصرة أبناء الشعب العراقي واللاجئين منه.

ولا تنسوا دائماً أن شهر رمضان ليس فقط شهراً للصيام، ولكنه شهر التراحم والتكاتف بين جميع المسلمين، ومن أهمهم هؤلاء اللاجئون، وكل عام وأنتم بخير وسلام.

* د. صالح عبد الرحمن المانع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود

المصدر | الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

اللاجئون رمضان سوريا العراق الفلوجة حلب الرقة الأمم المتحدة الدول العربية

رمضان العرب في أفريقيا: «موائد الرحمن» في مصر و«عواشر» المغرب و«الزفة» السودانية

«قطر الخيرية» تدشن مشروعا لدعم اللاجئين اليمنيين في الصومال

القصة المنسية لمخيمات اللاجئين الأوروبيين في الشرق الأوسط

الإمارات تنشئ مخيما للاجئين السوريين في اليونان

«أطباء بلا حدود» تطالب الدول المجاورة لسوريا بإدخال اللاجئين

«آفاق بنفسجية».. فيلم تركي يُجسد الأزمة السورية ومعاناة اللاجئين

في توديع شهر رمضان