داقع وزير الخارجية العراقي، «إبراهيم الجعفري»، بقوة عن مشاركة قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، «قاسم سليماني»، في العمليات العسكرية الدائرة حاليا في مدينة الفلوجة، غربي العراق.
وقال، في مؤتمر صحفي عقب لقائه رئيس الحكومة اللبنانية، «تمام سلام»، أول أمس، إن «سليماني» يعمل مستشارا عسكريا في العراق شأنه شأن كثير من المستشارين الأجانب الذين توافدوا على البلاد من كثير من دول العالم، وليس جزءا من النظام العراقي.
وأضاف موضحا: «عندما تشكل التحالف الدولي (لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة) قلنا لن نسمح بقواعد عسكرية، ولن نسمح بوجود تجمعات عسكرية (في العراق)، وكل الذي يُسمح به هو وجود مستشارين، وتوافد مستشارون كثيرون على العراق، ومارسوا دورهم؛ من أمريكا، ومن كندا، ومن بريطانيا، ومن بقية دول أوروبا».
وتابع: «ومن دولة الجوار (إيران) جاء الأخ قاسم سليماني بعنوان مستشار عسكري؛ مو (ليس) مستشار الحكومة العرقي، ومو جزء من النظام العراقي، وإنما مستشار عسكري يستفاد منه».
واستطرد مؤكدا: «لابد أن ننفتح ونمد يد الاستقبال والمصافحة لكل من يقف إلى جانب العراق ويحفظ سيادته. لسنا خجولين، ولسنا جبناء».
والإثنين الماضي، كشف «الجعفري» لأول مرة وبشكل رسمي عن عمل «سليماني» مستشارا عسكريا في العراق، منهيا حالة الجدل حول سر ظهور الأخير قرب ساحة المعارك في مدينة الفلوجة.
وآنذاك، قال، خلال مؤتمر صحفي عقده في سفارة بلاده في العاصمة الأردنية عمان، إن «سليماني» «يعمل في الأراضي العراقية بوظيفة مستشار عسكري بعلم الحكومة العراقية ودرايتها التامة».
وبدأت القوات العراقية في 23 مايو/أيار الماضي، حملة عسكرية لاستعادة الفلوجة، وهي ثاني أكبر مدينة في قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد الموصل (شمالاً)، التي تعد معقلا للتنظيم في العراق.
وبعد أيام من بدء هذه الحملة العسكرية لاستعادة الفلوجة، أظهرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مناصرة لمليشيات الحشد الشعبي الشيعية، المشاركة في الحملة، لقاءات بين «سليماني» وقيادات عسكرية في الحشد على أطراف الفلوجة.
وكان وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، قال، خلال مقابلة متلفزة، في 26 مايو/أيار الماضي، إن بلاده تنظر لوجود «سليماني» في العراق على أنه أمر «سلبي جدا».
وأضاف: «الحرس الثوري يحارب الشعب السوري، يحارب في العراق، ويقوم بأعمال تخريبية في أنحاء أخرى من العالم»، معتبراً أن «ما يقوم به سليماني والحرس الثوري في العراق مرفوض» من قبل المملكة.