روسيا والخليج والزيارات المتكررة

الأربعاء 15 أكتوبر 2014 01:10 ص

جمعت مدينة «سوتشي» الروسية أمس الأحد 12 أكتوبر/تشرين الأول 2014 لقاء بين الملك البحريني «حمد بن عيسى» ووزير الخارجية الإماراتي «عبدالله بن زايد»، اللذان قاما بزيارة روسيا في زيارتين منفصلتين التقى كلاهما خلالها مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين».

وتتجه الأنظار أيضا إلى زيارات متكررة من عدد من المسئولين الخليجيين إلى روسيا، كان أبرزهم وزير الخارجية السعودي «سعود الفيصل» الذي زار روسيا من أجل الاتفاق على العمل سويا في إطار الجهود القائمة لتنفيذ اتفاق «جنيف1» لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة بما يحفظ استقلال سوريا وسيادتها ووحدتها.  

وفيما تتبنى كل من دول الخليج موقفا متعارضا مع الموقف الروسي تجاه الملف السوري وتجاه العلاقة مع إيران تحاول دول الخليج الاستفادة من مساحات التوافق في القضايا السياسية والاقتصادية.

فعلى سبيل المثال تتخذ روسيا موقفا متقاربا من الموقف السعودي والإماراتي تجاه سلطات الانقلاب في مصر وبالتأكيد أن الدول الخليجية تسعى لتثبيت هذا الموقف وتطويره، وقد لوحظ  هذا بوضوح في  زيارة «عبدالفتاح السيسي» إلى روسيا مرورا من الرياض.

وعلى صعيد الملف السوري فإن الدول الخليجية تخشى من سيطرة التنظيمات الجهادية وربما تكون الزيارات المتكررة تهدف إلى إيجاد صيغة توافقية يتم فيها التوصل لحل يحول دون سيطرة الجهاديين على الميدان في سوريا.

أما على الصعيد الاقتصادي الذي يخدم أهدافا سياسية فإن دول الخليج تحاول أن تقدم لموسكو عروضا اقتصادية مغرية في مقابل تخفيف تعاونها مع طهران، أملا في توتير العلاقات لكن هذا أمر يصعب تحققه في ظل الأوضاع الحالية حتى مع حديث عن تقارب إيراني أمريكي، فإن دول الخليج ستبقى محسوبة على واشنطن فيما ستبقى إيران محسوبة على المعسكر الشرقي الصين وروسيا، وفي هذا السياق نشير أن الدول الخليجية برغم علاقاتها مع واشنطن إلا أنها تعيش حالة تخوف من نوايا البيت الأبيض تجاهها خاصة فيما يتعلق بإيران فتحاول أن تلوح بعلاقاتها مع موسكو.

 ويمكننا النظر على سبيل المثال إلى بعض الشواهد الاقتصادية التي تقدمها الدول الخليجية حيث وصل حجم التبادل التجاري بين الإمارات وروسيا إلى 2.4 مليار دولار العام الماضي، بعد أن كان 1.48 مليار دولار عام 2012، فيما تتجاوز قيمة الاستثمار المتبادل 18 مليار دولار، وقد أوضحت وكالات أنباء روسية أن الإمارات بدأت العمل في  أكبر صندوق للاستثمار في البنى التحتية الروسية.

ويقع في قلب اهتمامات الدول الخليجية الدور الروسي الرائد في مجال الطاقة حيث تقوم الشركات الروسية حاليا ببناء 19 مفاعلا للطاقة في العالم من ضمنها خطط لتنفيذ عدد من المفاعلات في بعض الدول الخليجية، وهو ما يأخذ حيزا مهما في المحادثات الثنائية. 

وبالنظر إلى تباعد المواقف العربية مع موسكو بشأن الملف السوري، يرى مراقبون أن الزيارات الخليجية إلى روسيا والتفاهمات الاستثمارية المشتركة يمكن أن تتخذ نموذجا في تجاوز اختلاف المواقف، غير أن آخرين يرونها في سياق انعدام المبادئ السياسية حيث يتقاتل الطرفان عبر جهات أخرى في السلاح فيما يلتقون في عدد من  القضايا الاستثمارية.

ويشار في هذا السياق إلى أن روسيا بذلت جهودا كبيرة لمنع السعودية ودول الخليج من القيام بتسليح نوعي للثوار السوريين في مواجهة النظام السوري, بالرغم أن روسيا تقوم بدعم النظام السوري بدون أي التفات للمواقف الخليجية المعارضة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا مجلس التعاون الإمارات البحرين

2.5 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الإمارات وروسيا و18 مليار استثمارات مشتركة

روسيا تسعي لشراء طائرات إماراتية بدون طيار

البحرين تستورد صواريخ مضادة للدبابات من روسيا

روسيا والبحرين تبحثان تعزيز التعاون المشترك

الإمارات وروسيا تخططان لرفع التبادل التجاري بينهما إلى 7 مليار دولار

الشراكة الاستراتيجية الخليجية ـ الأمريكية!

ولي عهد أبوظبي يصل روسيا لبحث سبل التعاون بين البلدين

«بوتين» و«صديقه الحميم» «محمد بن زايد» يبحثان ملف الإرهاب

البحرين تستعد لاستقبال صفقة أسلحة روسية "قريبا"

موسكو: حوار استراتيجي روسي خليجي نهاية مايو