دعت هيئة كبار العلماء السعودية إلى دراسة الأسباب التي تجعل الشباب السعودي عرضة للتأثر بمنهج تنظيم «الدولة الإسلامية»، محذرة من خطورة المنهج التكفيري الخبيث، الذي يتصدر مشهده تنظيم «الدولة الاسلامية»، والذي يراد منه إصابة الأمة في شبابها.
وقال بيان لهيئة كبار العلماء السعودية، نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) اليوم الثلاثاء، إن «أتون العنف والموت والقتل والإرهاب، قد لُبِّس على الشباب المنتمين الى تنظيم الدولة الاسلامية (الارهابي) فلا يسمعون إلى نصح ناصح ، ولا يقبلون توجيه عالم، بل إنهم ليسفهون العلماء ويشككون في الناصحين».
ودعت «هيئة كبار العلماء» السعودية إلى ضرورة «دراسة الأسباب الحقيقية التي تجعل الشباب السعودي عرضة لتأثيره، دون تجاذبات فكرية لا تخدم الحقيقة، ولا جمع الكلمة».
وأكدت أن «(المنهج التكفيري) ناتج عن الغلو والتنطع الشديد الذي أساسه الجهل بأحكام الشريعة ومقاصدها».
وأضافت الهيئة أن هؤلاء «المنتمين الى تنظيم الدولة الاسلامية لا يقدرون (حرمة ولا يحتاطون لذمة)، ولا يبالون بالعواقب ومآلات الأفعال»، مشيرة الى انهم «(انحرفوا) عن الفهم الصحيح للإسلام القائم على العلم والعدل، ونتج عن ذلك إساءة الظن بولاة الأمور، والاستخفاف بالولاية، والافتئات عليهم، والوقوع في أهل العلم، وإساءة الظن بهم، وعدم الأخذ عنهم».
وأوصت الهيئة «الجميع من طلاب علم ومفكرين وكتاب وخطباء وسائر المسلمين ؛ بالوقوف صفًا واحدًا في مواجهة هذا (الفكر التكفيري) الذي لا يمت إلى ديننا بصلة».
وشددت الهيئة على ضرورة «الحرص على غرس المحبة والألفة ، ونشر المودة بين أفراد المجتمع ، والابتعاد عن الأسباب التي تثير الأحقاد والضغائن ، والحذر الشديد من الطعن في المسلمين وعيبهم، وهمزهم ولمزهم وتتبع عثراتهم وإساءة الظن بهم ، أو اتهامهم ببدعة أو كفر أو فسوق أو نفاق».
وصدر البيان بعد أيام من قيام شقيقين ، ينتميان الى تنظيم «الدولة الاسلامية»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية «د ب أ»، بارتكاب جريمة مروِّعة وقعت في حي الحمراء بمدينة الرياض ، بقتل والدتهما وإصابة والدهما وأخيهما.
وأقدم شابان على جريمة بشعة في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة الماضي، بحق والديْهما وشقيقهم الأصغر حيث باغت الجانيان أفراد الأسرة بالهجوم قبل أن يفرا من المنزل الواقع بحي الحمراء في مدينة الرياض، غير أن أجهزة الأمن السعودية ألقت القبض عليهما.
وحسب التليفزون السعودي الرسمي، فإن الشابين التوأمين أقدما على قتل والدتهما طعنًا، فيما قاما بطعن والدهما كذلك وشقيقهما الأصغر قبل أن يلوذا بالفرار، وقد نُقل الأب والشقيق الأصغر إلى قسم العناية المركزة بمستشفى «سند» في حالة حرجة.
وقال «عثمان المنيعي» إمام الجامع الذي تقطن العائلة بجواره: «أنا إمام مسجدهم ولكم أن تتخيلوا أنهم لا يشهدون الصلاة معنا ووالدهم أول من يدخل المسجد ووالدتهم صلت التراويح معنا» .
وأضاف عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «الأم فارقت الحياة والأب وابنه في العناية، والله إنه لمن أول من يدخل المسجد وقد صلت والدتهم معنا صلاة التراويح» .
وقال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إن الشابين ينتميان لـ«الدولة الإسلامية»، وتداولوا صورة لأحدهما وخلفه علم التنظيم.