الإخفاء القسري والتعذيب والكذب ... فلسفة عمل الأجهزة الأمنية في الإمارات

الخميس 16 أكتوبر 2014 03:10 ص

لا يعرف مصائب الإخفاء القسري إلا من كابده واكتوى بناره وقبع في زنازين فردية فيما يعرف بـ«وراء الشمس».

 ومن هنا جاء القانون الدولي ليجرم الإخفاء القسري ويضع المسؤولين عنه تحت طائلة القانون ولو خرجوا من دائرة المسؤولية المباشرة عنه لأن كل حالة من حالات الإخفاء القسري تمثل انتهاكا لعدد من حقوق الإنسان السبعة بما في ذلك الحق في أمن الشخص وكرامته والحق في عدم التعرض للتعذيب أو غيره من صنوف المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة والحق في الاحتجاز في ظروف إنسانية والحق في الشخصية القانونية والحق في محاكمة عادلة والحق في حياة عائلية والحق في الحياة إذا ما تعرض الشخص المختفي للقتل.

يروي لي أحد ممن وقع عليه جريمة الإخفاء القسري لمدة ستة أشهر في أحد السجون الفردية الملحقة بجهاز تحقيقات أمن الدولة بأبوظبي أن الشيب لم يكن يعرف طريقه إلى فروة شعر رأسه رغم أن عمره تجاوز الأربعين وعندما خرج من محبسه لم يجد شعرة واحدة سوداء من هول ما رأى وعاش لحظات الإخفاء وما صاحبها من تعذيب بالكهرباء تارة وبـ”كرسي شلل الأعصاب“ تارة ثانية ومن حمل كرسي يزن 25 كجم أثناء فترة التحقيق تارة ثالثة والضرب بعصى غليظة تارة أخرى على ”الأرداف“ لإجبارهم على ترديد ما ينسب إليهم من ادعاءات واتهامات.

في هذه الحلقة سنجيب على تساؤلات لماذا تورطت الإمارات في مجال الإخفاء القسري؟، البعض يرجعه لتعاظم المخاطر لو نجحت ثورات «الربيع العربي» وامتدت إلي دول الخليج وبالتالي سارعت في حزمة إجراءات مؤداها في النهاية منع وصول مخاطر هذه الثورات والعمل على إجهاضها في مهدها بالمال والسلاح والدعم للانقلابيين.

والبعض الأخر يرجعه لضعف قبضة جهاز الأمن على مكونات ونسيج الدولة من مواطنين ومقيمين أجانب، ولذلك عند توقيف المشتبه وإخفائه قسريا في معسكرات وسجون أجهزة الأمن يجري استجوابه في ظروف نفسية صعبة مصحوبة بأدوات تعذيب نفسية وبدنية قد تدفع المعتقلين الإقرار بما يملى عليهم وهم معصوبي الأعين أو الإدلاء بمعلومات استجابة لثقة وهمية يسوقها المحققون بأن هناك عدالة وأن كل متهم سيعرض على النيابة للتحقق من مصداقية محاضر الاستدلال ثم تعرض قضيته على القضاء الذي يدار من مكاتب عدد من المستشارين القانونيين الأجانب بديوان الرئاسة في أبوظبي ويملي أحكامه على من ينظرون القضية في المحاكم ذات الدرجة الأولى والتي لا يسمح فيها بالطعن على أحكامهم .    

خامسا : لماذا تحرص على عدم تنظيف ثيابها من تهمة الإخفاء القسري، بل تكابر متجاهلة أن بقعا سوداء أخرى تكلست واندمجت مع غيرها لتزيد ثيابها تشوها بعدد حالات الإخفاء القسري الذي تمارسه ضد أبنائها من دعاة الإصلاح والتغيير والمقيمين على أرضها من الجاليات العربية ممن قد يختلفون مع سياستها الخارجية وحشر أنفها في كل ما تفرزه إرادة الشعوب الأخرى تجاه قضاياها ؟

لعبت الإمارات دورا دبلوماسيا ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب.. فبدعمها للمنظمات الدولية رموزا وكيانات تارة بالمال وتارة أخرى بالسماح لهم بزيارات لتفقد عدد من منشآتها الأمنية والعقابية المعلنة وليست الخفية وتقديم الرشى على شكل هدايا ومكرمات بحسب تعبير بعض المسؤولين لتقديم صورة غير واقعية عن الحالة المتوافقة مع مواثيق حقوق الإنسان لتنال بها الدولة مواقع ريادية في تلك المنظمات الدولية بناء على تقارير هذه الوفود، وبالتالي نجد أن هذه المنظمات لا تلتفت إلا للحالات المثيرة وعلى استحياء خشية وسمها بالتبعية، فنجدها على سبيل المثال تصدر بيانات تدعو وتحض الإمارات على ضرورة الالتزام بمواثيق حقوق الإنسان التي وقعت عليها بدلا من طلب التحقيق في الشكاوى والدعاوى أو السماح لها بزيارة الموقوفين على ذمة قضايا للاستماع إلى وجهات نظرهم بدلا من الاكتفاء بتقارير مندوبيها ممن يستقون معلومات ما جرى ويجري للمعتقلين أو الموقوفين أو المسجونين عبر أهاليهم ممن يسمح لهم بزياراتهم.

أيضا تنتهج الإمارات نهجا تحايليا لتضليل الرأي العام مثلما حدث مؤخرا بعدما أشادت وسائل الإعلام المحلية لتصريح منظمة حقوقية تأسست عام 2013 ويرأس مجلس إدارتها سياسيين من باكستان و لبنان و إيران وغيرها، وتدعى «المفوضية الدولة لحقوق الإنسان»  بمستوى حرية التعبير في الإمارات رغم حجب السلطات الإماراتية موقع المنظمة في الدولة على شبكة الإنترنت!!

التضليل الذي قامت به مؤسسات هدفت من وراءه رد الإهانة التي تلقتها في فبراير/شباط من هذا العام من «المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة» وردا غير مباشرا على اتهامات منظمات «هيومن رايتس ووتش» للإمارات بانتهاك حماية حقوق الإنسان ورفضها المستمر لتحسين مجال حقوق الإنسان وغياب وجود رؤية عملية شفافة وشاملة للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بكافة السجون التابعة لوزارة الداخلية والأخرى التابعة لوزارة العدل وغيرها التابع مباشرة إلى جهاز أمن الدولة مثل «السجون السرية الثلاث» بالإضافة إلى سجن الرزين سيئ السمعة. 

لم تنس السلطات الإماراتية «ضربة الكف» التي تلقتها من مسؤولة أممية من داخل دولة الإمارات وبعد زيارة لها واجتماعها بعدد من المسؤولين على مدار تسعة أيام كانت كافية لها بالوقوف على حالات تعذيب ممنهج داخل السجون الإماراتية حيث طالبت مقررة «الأمم المتحدة» الخاصة لشؤون استقلالية القضاء «غابيررلا كانول» الإمارات بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في جميع الاتهامات بممارسة التعذيب أو سوء المعاملة خلال الاعتقال مؤكدة أنه يتعين على هذا البلد ألا يوفر أي جهد لتطبيق توصيات حقوق الإنسان، ولم تسمح الإمارات لـ«كانول» بزيارة سجونها خلال مهمتها رغم إلحاحها عليهم مما أكد صحة المعلومات التي توافرت لديها .

وأثارت انتقادات «كانول» في مؤتمر صحافي في نهاية زيارتها لـ«أبوظبي» للسلطات بـ«التجاوزات» و«النقص في الشفافية» في الإجراءات القضائية في الإمارات حيث تمت محاكمة عشرات الإسلاميين قبل عامين بتهمة التآمر على نظام الحكم، أثارت حفيظة السلطات خاصة بعدما فضحتهم وقالت للصحافيين: «لقد حصلت على معلومات وأدلة ذات مصداقية حول تعرض موقوفين للتعذيب أو لسوء المعاملة مثل الاعتقال من دون أمر من المحكمة وعصب الأعين والنقل إلى أماكن مجهولة... والحبس الانفرادي لأشهر... والوضع على الكرسي الكهربائي».

وهذا ما نؤكده في حلقاتنا أن الإخفاء القسري في الإمارات منهجية وليست نزوة.. والتعذيب والضرب فلسفة.. والكذب والتضليل سيد الموقف.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

انتهاكات الإخفاء القسري الإمارات معتقلي الإمارات

سجل حافل للإمارات في الإخفاء القسري رغم الانتقادات الدولية

«لحظات عصيبة في معسكرات الاعتقال بأبوظبي»

القبض على مواطن حر في الإمارات من الألف إلى الياء ... الحلقة الأولى: «إلى أبوظبي »!

وقفة احتجاجية أمام سفارة الإمارات بلندن للتنديد بالتعذيب والإخفاء القسري

صحف إماراتية تهاجم «هيومن رايتس» لمحاولتها تشويه سمعة الإمارات «الناصعة»

زوجة «الشوّا» تعقد مؤتمرا صحفيا أمام قنصلية الإمارات في اسطنبول

الإنتربول الإماراتي يلقي القبض على مصري ويسلمه للقاهرة لانتمائه للإخوان

مركز إماراتي: 204 معتقلا في الإمارات يحملون 13 جنسية عربية

الإمارات.. قصة مؤلمة في «الإخفاء القسري» ومسؤولية المنظمات وأهالي المختفين

الإخفاء القسري والتعذيب في الإمارات وجهان لسلطة قمعية واحدة

أغنية «نحيا كراما يا إمارات» تفضح مجددا انتهاكات سجن الرزين

الإمارات وبنغلاديش توقعان اتفاقية تعاون أمني مشترك

وقفة احتجاجية أمام الأمم المتحدة بجنيف تنديدا بالقمع الأمني في الإمارات

الأمن الإماراتي يلاحق نشطاء الإمارات فى جنيف ويقوم بتصويرهم !!

«الدولي للحقوقيين» يدين الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري بالإمارات

اعتقال سائحة سعودية في الإمارات لانتقادها "مظاهرالفسق والفجور" بدبي

«الحضيف» يشيد بدور دعاة الإصلاح فى نهضة وتطور الإمارات

هل تمحو إشادة «الإنتربول» سجل الإمارات الحافل بالانتهاكات؟

مركز حقوقي يطالب بسرعة الإفراج عن المعتقل الإماراتي «عبيد الزعابي»

بالأرقام .. المصريون والليبيون يتصدرون قائمة المعتقلين في الإمارات

النائب العام لأبوظبي يتهم تقرير «العفو الدولية» حول الإمارات بعدم المصداقية

3 سنوات حبس للناشط الإماراتي «أسامة النجار» بسبب تغريدة عن والده المعتقل!

«العربية لحقوق الإنسان» تدين الحكم على الناشط الإماراتي «أسامة النجار»

الخطر الحقيقي الذي يتهدد الإمارات

سلطات سجن الرزين تنقل أحد معتقلي الإمارات للحبس الانفرادي دون أسباب

مؤتمر صحفي في سويسرا لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات

«الكرامة» تناشد الأمم المتحدة بالتدخل لكشف مكان احتجاز «الشوا» بالإمارات

الاعتقال ثمن انتقاد حكام الإمارات حتي وإن لم تكن إماراتيا

ائتلاف حقوقي دولي يدعو الإمارات إلى إيقاف الاعتقالات التعسفية وإطلاق سراح السجناء

وفاة ابنة الناشط «سالم ساحوه» المعتقل في سجون الإمارات ومنعه من وداعها

مركز حقوقي يطالب السلطات الإماراتية بالإفراج عن «البحري» و«الحلو»

الإعلامي الكويتي «خالد العجمي» أحدث حالات الإخفاء القسري بالإمارات

القصة الكاملة لاعتقال «أحمد السويدي» في سجون الإمارات

جزائري يتهم سلطات الإمارات باعتقاله 8 أشهر وتعرضه للتعذيب بعد نهب أمواله

الإمارات تطلق سراح أربعة رجال أعمال ليبيين وترحلهم إلي تركيا

«الإمارات خطفت مصعب» لتساوم والده على موقفه من الانقلاب العسكري في مصر

«الإبعاد» .. سيف الإمارات المسلط علي رقاب المقيمين العرب!

«بلومبرغ»: الإمارات تفرد عضلاتها في الشرق الأوسط

ائتلاف الحريات: التعذيب في السجون المصرية تتوارثه الأنظمة وتثور ضده الشعوب

«هيومن رايتس»: الإمارات تزدري حقوق الإنسان وتواصل قمع وتعذيب معارضيها

مستشار الرئيس «محمد مرسي»: ابني معتقل فى الإمارات منذ 100 يوم!

مستشار قانوني إماراتي يفضح انتهاكات الأجهزة الأمنية في بلاده لحقوق الإنسان

العفو الدولية تطالب الإمارات بالكشف عن مصير نجل مستشار الرئيس «مرسي» المعتقل

«الزعابي»: الإمارات تواصل العقوبات الجماعية لأسر المعتقلين

تدشين حملة إعلامية تندد باعتقال جهاز أمن «محمد بن زايد» لشقيقات صديق عمره

«الحضيف» يعبر عن حزنه لاعتقال الشقيقات الثلاث في الإمارات ويصفه بـ«صناعة الأعداء»

الإمارات تعتقل 3 بريطانيين لقيامهم بـ«مراقبة طائرات مدنية» بمطار الفجيرة

تقرير حقوقي يكشف تورط مسؤولين إماراتيين في عمليات انتهاك وتعذيب المعتقلين

«الجارديان»: الإمارات اعتقلت وعذبت أمريكيا من أصل عربي بطلب من الـ«إف بي آي»

«العفو الدولية» تطالب «أوباما» بحث «محمد بن زايد» على إجراء إصلاحات لحقوق الإنسان

السلطات الإماراتية تنقل «خالد العجمي» إلى سجن الوثبة

الإمارات تمنع خبيرا بـ«العفو الدولية» من دخول البلاد لأسباب أمنية

لورد بريطاني يستنكر منع الإمارات لناشطي حقوق الإنسان من دخول البلاد

تقرير دولي يكشف انتهاكات قضاء الإمارات لمواثيق وحقوق الإنسان (1-4)

تقرير دولي يكشف انتهاكات قضاء الإمارات لمواثيق وحقوق الإنسان (2-4)

رمضان في السجون الإماراتية.. «كانا كانا» مفتاح السر!

تنديد دولي باستمرار التعذيب والإخفاء القسري للمعارضين في الإمارات

انتقادات حقوقية دولية لمصر والإمارات بسبب «الإعدامات» و«الاعتقال التعسفي»

منظمة حقوقية تبدي قلقها على مصير نجل مستشار «مرسي» المعتقل في الإمارات

وثائقي كندي يفضح فظائع السجون السرية والتعذيب في الإمارات

مصادر: «حزب الله» سعى لتجنيد مستثمرين لبنانيين في الإمارات لمصلحته

سجناء أجانب سابقون يحذرون من خطر السفر إلى الإمارات

«هافينغتون بوست»: الإمارات والاختفاء القسري.. كيف يمكن أن يختفي أمريكي في دولة حليفة لواشنطن؟