قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إن الكيان الموازى كان هدفه الخيانة بتلقي تعليمات من الدول الغربية، داعيا السلطات الأمريكية لتسليم «فتح الله كولن».
وأضاف «أردوغان» في خطاب، اليوم السبت، «شعبنا العظيم نبارك لكم هذا اليوم نبارك لكم هذا التضامن والتلاحم والتعاون.
وتابع: «شكلتم علامة فارقة ونحن نعيش سويا هذه اللحظات لأن تركيا عانت الكثير مما يفعله الكيان الموازي».
وشدد على أن من قاموا بالانقلاب سيدفعون الثمن، مؤكدا أن هذه فرصة لتنظيف الجيش من الكيان الموازي.
وتعهد «أردوغان» بتقييم أحداث الجمعة، وفق المبادئ والتجربة الديمقراطية التركية، مشددا على عدم الاستئذان من أي أحد في محاكمة من قاموا بمحاولة الانقلاب.
وقال: «تعلمون أن الكيان العسكري الموازى قد استهدف رمز الاستقلال في الدولة التركية وهو البرلمان التركي، فكانوا يظنون باستهداف مجلس الأمة أنهم سيقفون حجر عثرة أمام اجتماع البرلمانيين، ولكن اتحدت جميع الأحزاب تحت قبة هذا المجلس».
وأضاف: «مجلس الأمة التركي اجتمع هذا اليوم واتفقت جميع الأحزاب مع جميع أطياف الشعب التركي»، مؤكدا أن تركيا تحتاج الآن للتلاحم والتعاون.
ولفت «أردوغان» إلى إن مجلس الأمة أعلن اتفاقه مع جميع الأحزاب على ضرورة الاتحاد لمواجهة من يريد الإضرار بتركيا.
ووجه «أردوغان» الشكر للقضاء وقوات الأمن التركيين لإصدار وتنفيذ أوامر اعتقال المتورطين بمحاولة الانقلاب الفاشلة.
«كيري»: لم نتلق طلبا بتسليم «كولن»
في المقابل، قال وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» إنه لم يتلق أي طلب لتسليم رجل الدين التركي المعارض «فتح الله كولن» الذي يعيش في الولايات المتحدة، معربا عن استعداد واشنطن لمساعدة أنقرة بالتحقيقات عقب فشل محاولة الانقلاب في تركيا الليلة الماضية.
وأضاف «كيري» الذي يزور لوكسمبورغ، اليوم السبت، إن واشنطن لم تتلق طلبا لتسليم «كولن»، لكنها تتوقع أن تثار أسئلة بشأنه، داعيا الحكومة التركية إلى تقديم كل الأدلة بشأن تورط «كولن» في المحاولة الانقلابية، قائلا إن الولايات المتحدة ستتسلمها وتدرسها وتقرر ما هو مناسب.
وأكد «كيري» خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي «مولود جاويش أوغلو» أن واشنطن لا تعترف بالانقلاب، وأنها تقف إلى جانب الديمقراطية، مشددا على الدعم المطلق للحكومة المدنية التركية المنتخبة ديمقراطيا، وللمؤسسات الديمقراطية.
وتقول الحكومة التركية إن أتباع «كولن» الذي يعيش في منفاه الاختياري بالولايات المتحدة منذ عدة أعوام هم من يقفون وراء محاولة الانقلاب التي نفذتها مجموعة من الجيش الليلة الماضية.
لكن «كولن» نفى هذه الاتهامات، وقال إنه يدين بأشد العبارات محاولة الإطاحة بالحكومة.
وقال «كولن» في بيان: «أدين بأشد العبارات محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، بوصفي شخصا عانى في ظل انقلابات عسكرية عديدة خلال العقود الخمسة الماضية فإن من المهين على نحو خاص اتهامي بأن لي أي صلة بمثل هذه المحاولة، وأنفي بشكل قطعي مثل هذه الاتهامات».
وتتهم الحكومة «كولن» بمحاولة خلق هيكل مواز في الشرطة والقضاء والإعلام والقوات المسلحة بهدف الاستيلاء على الدولة، وهي تهمة ينفيها رجل الدين التركي.
وعقد البرلمان التركي، اليوم السبت، جلسة استثنائية لبحث محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا مساء أمس الجمعة، بحضور رئيس الوزراء «بن علي يلدريم» والمدعي العام ورئيس المحكمة العليا.
وأصدر زعماء الأحزاب البرلمانية الأربعة بيانا مشتركا ضد محاولة الانقلاب، التي فشلت بجهود الشعب التركي والشرطة التركية.
وأدان البيان محاولة الانقلاب من قبل مجموعة مرتبطة بـ«حركة كولن» من الجيش التركي في وقت متأخر من أمس الجمعة، والتي أحبطتها مجموعة من أفراد الشرطة الموالين للحكومة التركية وملايين المواطنين الأتراك الذين تظاهروا في الشوارع.
وخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين أمام المؤسسات الحكومية والميادين والشوارع في المدن والبلدات التركية للتنديد بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، وللتعبير عن تأييدهم الحكومة المنتخبة.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع لما تسمى «منظمة الكيان الموازي» التي يديرها «فتح الله كولن»، حاولت خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة في أنقرة وإسطنبول، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان ومديريات الأمن، مما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب، الأمر الذي ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.