استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

كيف استطاع أردوغان إجهاض الانقلاب؟

الأربعاء 27 يوليو 2016 12:07 م

فوجئ الكثير من المراقبين والمتابعين للشأن التركي، بالفشل الذريع للانقلاب الذي قاده بعض جنرالات الجيش في الخامس عشر من يوليو الحالي، مع بعض الأنصار من القضاة والاستخبارات الموالين للداعية التركي المعروف فتح الله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ عدة سنوات، ويعزو البعض هذا الفشل الكبير، إلى معلومات تلقاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من بعض القيادات العسكرية والاستخبارية الموالية للنظام الحالي، بينهم رئيس الأركان الحالي، وكذلك قائد الجيش الأول حسب ما تذكر بعض المصادر.

ويقول البعض الآخر إن أنصار النظام التركي، هم الذين أجهضوا هذا الانقلاب بعدما طلب الرئيس رجب طيب أردوغان منهم الخروج إلى الشوارع والساحات، مع أن الانقلابيين كانوا قد سيطروا على أغلب الأماكن المهمة في العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، وإعلانهم الأحكام العرفية في الساعات الأولى لبيان الانقلاب، لكن بعض المحللين يرون أن حزب العدالة والتنمية، أصبح من القوة في الداخل التركي ما جعل قيادات الانقلاب تنهار بسرعة وتستسلم، وهذا ما برز في التصريح الأول لرئيس الوزراء بن علي يلدريم.. فما الأسباب القوية لهذا الفشل، وانهياره بهذه السرعة؟

لا شك أن هناك أسباباً جوهرية ساهمت في هذا الفشل الذريع، ويرجعها البعض إلى قوة شخصية رجب طيب أردوغان، والذي نجح بأن يتحرك عبر وسائل الإعلام، ويطلب من الشعب الخروج للتعبير عن رفضه للانقلاب على الديمقراطية والشرعية، وكما يبدو أن هناك

قناعة من الرئيس وقيادات حزب العدالة والتنمية، بعد ساعات قليلة من أن الانقلاب مصيره الفشل، وهذا ما صر ح به بن علي يلدريم رئيس الوزراء، من «أن الانقلابيين سيدفعون ثمناً باهظاً»، وهو ما كرره الرئيس أردوغان بعد ساعتين أيضاً ، وقال فيه عبر سكاي بي (تلفزيونياً)، من أن قادة الانقلاب سيدفعون الثمن باهظاً، لكن الأقوى تأثيراً كان خروج الشعب التركي بكل انتماءاته، الذي لم يأبه لسماعه الطائرات التي استخدمها الانقلابيون، ولا لدوي المدافع ولا لسماع طلقات الرصاص في بعض الأماكن العامة، فالشعب التركي، يريد أن يحافظ على ديمقراطية تواجه مصيراً قاتلاً في بلد كبير متعدد الأعراق والقوميات، وما قد تواجه من صراعات وتحولات داخلية خطرة، ربما ترجعها عشرات السنين إلى الخلف.

الثقة الكبيرة، كما يقول الباحث د. هشام توفيق، التي ميزت القيادة التركية هي التي مكنتها من التصدي للانقلاب، وهي ثقة راهنت على السواد الأعظم من الشعب التركي، وراهنت على تقدير حجم نصرة الشعب ومدى تشبّعه فكراً ووعياً بمفهوم الدولة والديمقراطية وخطورة الانقلاب.

من تجليات ذلك ظهور أردوغان سريعاً على إحدى المحطات التلفزيونية عبر الهاتف في عشر ثوانٍ، يخطب للجماهير التركية بثقة كبيرة، وبث فيها الأمل وراهن عليها، وطالبها بالنزول إلى الشارع، وبذلك وضع ثقته في الشعب، وجعله في مواجهة الانقلاب. سواء كنت تؤيد سياساته أو تعارضها، فأنت أمام رئيس دولة مسؤول يعلم أنه منتخب من أبناء وطنه ويؤمن بحق ، بأن لا مكان للبندقية أمام إرادة الشعب.

لذلك فإن هذه الثقة، جعلت الانقلابيين يفاجؤون من سرعة خروج الشعب التركي، لمقاومة الانقلاب مع حظر الطوارئ والحديث عن الأحكام العرفية، وهذا يبرز أن الوعي الشعبي والنخب السياسية بكل أطيافها الحزبية، رفضت الانقلاب، وهذا هو الرصيد القوي الذي جعل القيادات الانقلابية تخسر تأييد الأحزاب المعارضة ،التي على الرغم من خلافها السياسي الحزبي، مع حزب العدالة والتنمية، فإنها تدرك أن الانقلاب، عودة للخلف وانقضاض على الحريات والتعددية والديمقراطية التي اكتسبتها تركيا.

وهي تجربة مريرة ذاقها الأتراك منذ خمسة عقود من توالي الانقلابات، والحقيقة أن أردوغان استفاد من هذا التأييد الشعبي والنخب السياسية، في إحباط هذا الانقلاب في ساعاته الأولى، ووجّه ضربة كبيرة، ربما لم يسبق لها مثيل في التاريخ التركي المعاصر.

هذا يعني أن وسيلة الانقلاب في تركيا، لن تجد لها بعد الآن قبولاً بعد ما جرى في 15 يوليو/تموز الجاري. وقد أدرك أردوغان، قوة وتأثير الإعلام ووسائل الاتصال الأخرى وفق نظرية «الإقناع الناعم» لأنطونيو غرامشي، فكان أول تحرك له عبر الإعلام المرئي، بوسيلة صغيرة (سكاي بي)، وهي التي قلبت الموازين بعد حديثه السياسي القصير، مما أفشل المحاولة الانقلابية سريعاً.

استفاد أردوغان من تأييد الشعب والنخب السياسية، في إحباط الانقلاب في ساعاته الأولى، وهذا يعني أن وسيلة الانقلاب في تركيا، لن تجد لها قبولاً بعد الآن.

  كلمات مفتاحية

تركيا الانقلاب الشعب التركي النخب التركية فتح الله كولن الولايات المتحدة أردوغان الجيش التركي

الأتراك حولوا 9 مليارات دولار إلى ليرة منذ محاولة الانقلاب

الجيش التركي: 8651 عسكريا شاركوا في محاولة الانقلاب الفاشلة

«الانقلاب ومستقبل تركيا» أولى ندوات معرض الكتاب الدولي في إسطنبول

انقلاب تركيا الفاشل يعمق مشاكل المعارضة السورية

حول زفة التعاطف الدولي مع انقلابيي تركيا

خسائر الانقلابات العسكرية