تجاوز فريق من «القهوجيات» السعوديات العاملات نظرة «العيب» الاجتماعية التي كانت تواجههن. وأكدت أن وظيفتهن أصبحت وسيلة لتأمين دخل «ثابت ومرتفع» لهن.على حد تعبيرهن.
وتدير «نورة مسفر» مشروعا متخصصا في تصميم فرق «قهوجيات سعوديات». وتقول: «إن المهنة حديثة العهد. وكانت الفتيات يرفضن العمل فيها ويعتبرنها غير لائقة، ودون المستوى الاجتماعي، ولا تتناسب مع طبيعة المجتمع السعودي. إلا أنه في العامين الأخيرين لوحظ إقبال الفتيات السعوديات على العمل «قهوجيات» في المناسبات النسائية، وبخاصة الأعراس وأعياد الميلاد والمناسبات الرسمية، مثل المؤتمرات والملتقيات وغيرها».
وتؤكد «نورة» أن الفكرة «تجاوزت عباءة الخجل، وأصبحت هناك حماسة لها، واندماج في العمل من دون الإحساس بالذل أو الإهانة. فهي مهنة كأية مهنة أخرى. ونعمل ونبدع بها بصورة لائقة، ونأخذ مقابلها مالاً»، لافتة إلى أن الدعم الذي حصل عليه الفريق التابع لمؤسستها يتمثل في «التدريب والتأهيل والالتحاق في برامج «الإتيكيت» وأساليب الضيافة، وكيفية التعامل مع الضيوف، خصوصاً في المناسبات التي تحضرها كبار الشخصيات من النساء. كما تمت إزالة حواجز التعثر ونظرة العيب».
ولفتت إلى الدعم الذي تحظى بها «القهوجيات»، سواء من العاملات في مؤسستها أم في المؤسسات الأخرى، سواء في الرواتب أم العمل مقابل نسبة أيضا، وبخاصة في المواسم، إذ يتم زيادة الرواتب ومنحهن مكافآت، وتتراوح رواتبهن بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ريال، مع إمكانية الحصول على مكافأة إضافية في المواسم، وتحديداً إذا عملن في الأعراس».
من جانبها، تقول إحدى القهوجيات: «كنت أشعر بالخجل، عند ارتداء الزي المخصص للعمل. فنحن نعمل في مناسبات متنوعة، وربما يعرفني أحد من أقاربي أو صديقات العائلة. إلا إنني بعد تجربة دامت شهرين، والعمل داخل المؤسسة نفسها رافضة العمل الميداني».
وتضيف الفتاة: «ألحقتنا صاحبة المشروع في دورات تدريبية، كانت عبارة عن تحفيز وإزالة حاجز الرهبة والخجل، وعملنا أنا وفريق من الفتيات السعوديات، وما زلنا على رأس العمل»، لافتة إلى أن عملهن يقوم على «تنفيذ أساليب الضيافة، والتوزيع بطريقة مناسبة، وغلي القهوة والشاي والنعناع، وأحياناً تغليف الحلويات ووضعها في أطباق بحسب الطلب»، مضيفة: «لم أعد أشعر بالإهانة أو العيب»، مستشهدة «التقيت في أحد الأعراس صديقة أمي، وبادرت بالسلام عليها، على رغم نظرات الدهشة التي أصابتها، إلا أنها حاولت تشجيعي على العمل بعبارات وجهتها لي. ولاحقاً علمت أنها تتحدث أمام صديقات والدتي، مبدية تعجبها من طبيعة عملي، على رغم أن عائلتي ميسورة الحال».
وتوافقها الرأي، زميلتها «سلمى» التي تضيف: «إن العمل ليس عيبًا»، وحصلت «سلمى» على وظيفتها هذه بعد أن عاشت في صفوف العاطلات عن العمل لأكثر من سبعة أعوام، وأكدت «سلمي»: «كنت أجلس ساعات طويلة في المنزل من دون عمل أي شيء فيه فائدة، وحاولت الحصول على فرص عمل، ولم أوفق. وعندما التحقت في مهنة «القهوجيات»، شعرت بالراحة النفسية، فمن خلالها تعرفت على أناس كثيرين، وأصبحت لي صداقات».
وبحسب إحصاءات حديثة لوزارة العمل السعودية فإن عدد العاطلين عن العمل بالمملكة بلغ 2.614 مليون عاطل، وعدد العاطلات 3.614 مليون عاطلة، كما أن معدل البطالة بالمملكة للذكور يتراوح منذ عام 1999 حتى نهاية 2013 بين 61% و76%، باستثناء ارتفاع مفاجئ في عامي 2006 و2007 بلغ 9%، في حين تصاعد معدل البطالة للإناث من 15.8% في عام 1999 ليرتفع تدريجيا حتى وصل إلى 33.2%.