لماذا غضبت إيران من إعلان روسيا استخدامها لقاعدة همدان؟

السبت 27 أغسطس 2016 10:08 ص

وصف تقرير لموقع «ناشيونال إنترست» تراجع إيران، بعد أسبوع واحد من سماحها للطائرات الحربية الروسية باستخدام قاعدتها العسكرية،همدان، للقيام بضربات جوية في سوريا، بأنه محاولة لإنقاذ ماء الوجه، مشيرا إلى أن موافقة إيران كانت غريبة بسبب طبيعة التنافس الكامن بين البلدين.

ورجح التقرير أن التراجع الإيراني يرجع إلى «تفاخر الروس باستخدامهم القاعدة الإيرانية بشكل مبالغ فيه»، ما أحرج طهران التي تفاخر بسيادة أراضيها.

وأشار التقرير إلى أن الإعلان عن إنهاء تواجد روسيا العسكري في قاعدة همدان جاء من جانب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي»، الذي قال للصحفيين في طهران: «كانت مهمة محددة بترخيص مسبق وانتهت حاليا».

بينما جاءت تصريحات وزير الدفاع الإيراني «حسين باقري» التي انتقد فيها روسيا في موقف يندر حدوثه، نظرا لقيامها بالكشف عن استخدامها للقواعد الإيرانية لشن ضربات في سوريا. ووصف ذلك بأنه فعل «استعراضي» وينم عن «عدم اكتراث»، ما يدل على رغبة طهران في حفظ ماء وجهها بعد «الإهانة الروسية» بالإعلان عن تواجدها عسكريا في أراضي إيران.

وقال الوزير الإيراني: «من الطبيعي أن يعنى الروس باستعراض كونهم قوة عظمى ودولة ذات نفوذ وأنهم فاعلون في القضايا الأمنية في المنطقة والعالم». وأضاف «ولكن كان هناك نوع من الاستعراض وعدم الكياسة في الإعلان عن هذا النبأ».

وأضاف: «تعاوننا وسنواصل التعاون مع سوريا وروسيا»، موضحا أن «روسيا قررت استخدام عدد أكبر من الطائرات وزيادة سرعتها ودقتها في العمليات، وبالتالي كانت بحاجة إلى إعادة تموين (طائراتها) في منطقة أقرب إلى العمليات، ولهذا استخدموا قاعدة نوجة (في همدان) ولكننا لم نعطهم بأي حال قاعدة عسكرية».

ويشير تقرير «ناشيونال إنترست» إلى أن الإيرانيين لديهم حساسية تاريخية لكونهم كانوا إمبراطورية عظمي، ولديهم شعارات عن الاستقلال، ولهذا سعوا لحفظ ماء الوجه أمام العالم، ما يعطي روسيا وغيرها درسا في أسلوب التعامل معهم مستقبلا سواء في أعمال تجارية أو غيرها، واحترام هذه الحساسيات.

 وذكر أن الكثير من الأمريكيين الذين يناقشون سياسة بلادهم الخارجية، عليهم بالمثل مراعاة هذه الحساسية في التعامل مع غيرهم. فوزير الدفاع الإيراني كان من الممكن أن يتحدث عن الولايات المتحدة بدلا من روسيا عندما تحدث «استعراض قوة عظمى نفوذها ودورها في قضايا المنطقة والعالم».

وأشار الكاتب إلى ضرورة مراعاة من يتحدثون في السياسة الداخلية الأمريكية لمثل هذه الأمور التي قد تفاقم العلاقات وتسبب مشاكل، مشيرا لتأكيدات مسئولين بإدارة «أوباما» إلى استمرار ضعف الاقتصاد الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية رغم توقيع اتفاق البرنامج النووي الإيراني.

وقال: «يمكن للمرء أن يتفهم احتياجات السياسية الداخلية للولايات المتحدة للحديث عن هذا، ولكن لا إضعاف الاقتصاد الإيراني ولا أي صياح من هذا القبيل يخدم مصالح الولايات المتحدة، بل على العكس قد يضعفها ولا يشجع إيران علي التمسك بالاتفاق».

وضرب الكاتب مثالا بإقرار الإدارة الأمريكية وللمرة الأولى علنا هذا الشهر أنها سلمت 400 مليون دولار نقدا إلى إيران بمقتضى تسوية قضائية بعدما تأكدت أن 5 سجناء أمريكيين أطلق سراحهم واستقلوا طائرة، وحديث «جون كيربي» المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن ممارسة «أقصى قدر ممكن من الضغط لإخراج أناسنا وإعادتهم بسلام».

ويعد هذا الاعتراف مخالفا لمبادئ واشنطن التي دأبت على التأكيد أنها لم ولا تساوم أي جهة على تحرير رهائنها، وكانت هذه الأموال جزءا من صندوق ائتمان استخدمته إيران قبل الثورة الإسلامية عام 1979 لشراء معدات عسكرية أمريكية، وكانت محل تقاض في المحكمة على مدار عقود.

ويشير التقرير إلى أن هذا أيضا يسبب نوعا من الحساسية لدي الإيرانيين، مشيرا لضرورة التعامل مع هذه القضايا الحساسة بنوع من الدبوماسية؛ سواء عبر إبقاء الصفقة سرا، أو التعامل معها بطريقة هادئة وروتينية، دون صخب يحرج أحد الطرفين.

فقد أحرج الإعلان الأمريكي إيران، وأظهرها كأنها تقبل فدية مقابل المخطوفين الأمريكيين، بينما هي في الحقيقة أموال إيرانية محتجزة من أيام شاه إيران.

ويختم الكاتب تقريره بتأكيد أن «الحصول على تعاون حقيقي يخدم مصالحنا أكثر أهمية من المفاخرة»، وان أمريكا عليها أن تحاكي «بوتين» فقط في تصرفه بحكمة عندما يسعي لاغتنام الفرص للتعاون مع غير الحلفاء، كما فعل مع تركيا وإيران.

ويطالب الكاتب الإدارة الأمريكية أن تسعي في المقابل لاستغلال التوتر في العلاقات الروسية الإيرانية على خلفية أزمة قاعدة همدان لأنها توفر فرصة للسياسة الخارجية الأميركية لاستغلال الأمر في تعاون مع إيران لا يضر المصالح الأمريكية في المنطقة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران روسيا سوريا قاعدة همدان العلاقات الإيرانية الروسية

«ناشيونال إنترست»: ما الذي يعنيه دخول القاذفات الروسية إلى إيران؟

«لاريجاني»: تحليق الطائرات الروسية من قاعدة همدان لم يتوقف

«ناشيونال إنترست»: حول دلالات انطلاق القاذفات الروسية من إيران نحو سوريا

«ستراتفور»: لماذا تكثف روسيا نشر طائراتها في قاعدة همدان الجوية في طهران؟

بالصور .. لأول مرة روسيا تضرب المعارضة السورية انطلاقا من مطار همدان الإيراني

إيران إذ تنتقد «الاستعراض» الروسي!!

إيران تنتهك القانون الدولي وتنقل الأسلحة والعسكريين إلى سوريا عبر طائراتها المدنية