العمليات العسكرية للجيش المصري عززت سيطرة «ولاية سيناء»

السبت 24 سبتمبر 2016 06:09 ص

أسفرت العمليات العسكرية التي أجراها الجيش المصري في محافظة شمال سيناء، عن نتائج عكسية، عززت من سيطرة تنظيم «ولاية سيناء» التابع لتنظيم «الدولة اﻹسلامية». 

وبدأ الجيش المصري منذ أكثر من عامين حملة عسكرية واسعة، استخدم فيها كل أنواع اﻷسلحة الرئيسية في القوات المسلحة، برا وجوا وبحرا، في محاولة لبسط سيطرته على سيناء، ولكنه فشل مع تعاظم دور التنظيم المسلح، خصوصا مع مبايعته لـ«الدولة الإسلامية».

وعمد الجيش إلى شن عمليات تهجير واسعة للأهالي على الحدود مع قطاع غزة، وإقامة منطقة عازلة مع استحداث قناة مائية، عقب عمليات هدم المنازل والقضاء على كل مظاهر الحياة، بما شكل أفضلية لـ«ولاية سيناء»على ملء الفراغ، وفقا لـ«العربي الجديد».

وتمكن التنظيم المسلح مع تعاظم نفوذه وتزايد عدد مقاتليه وتطور قدراته التكتيكية والعسكرية، من التواجد في بعض المناطق التي هجّر الجيش أهلها، بما يسهم بشكل كبير في توطيد تواجده في سيناء بقوة، بحسب مصادر قبلية.

وقالت المصارد إن «الجميع حذّر في سيناء من اعتماد الجيش على سياسة التهجير كأحد حلول اﻷزمة والقضاء على المجموعات المسلحة، باعتبارها تخلق مساحات واسعة من اﻷراضي تحت نفوذ المجموعات المسلحة».

وأضافت المصادر أن «اﻷهالي، إما تم تهجيرهم قسرا أو تركوا منازلهم وأرضهم طوعا، بفعل الاعتداءات والانتهاكات المستمرة منذ بداية العمليات العسكرية، مما أحدث فراغا كبيرا لا يمكن للجيش السيطرة عليه حاليا».

وأشارت إلى أن «أفضل طرق مواجهة المسلحين هو توطين أعداد أكبر من اﻷهالي في مناطق نفوذ ولاية سيناء، كي تتآكل مساحة السيطرة، لعدم القدرة على التواجد وسط اﻷهالي».

وأكدت أن «الحقيقة على أرض الواقع مخالفة لما تبثه البيانات أو تصريحات المصادر العسكرية المجهولة، لأن التنظيم المسلح بات لديه مناطق نفوذ واسعة في مدينتي الشيخ زويد ورفح، ويقيم الكمائن بصفة مستمرة بحثاً عن مطلوبين لديه، والوضع في سيناء اﻵن كارثي، مع تسجيل غياب تام ﻷجهزة الدولة والجيش». 

وتابعت «بخلاف الكمائن على الطريق الدولي بين العريش ورفح، لا يوجد تواجد للجيش في أي من مناطق سيناء فضلاً عن  التواجد في مدينة العريش التي لم تعد آمنة بأي حال من اﻷحوال، مع تصاعد عمليات استهداف قوات الجيش والشرطة خلال اﻷشهر الماضية».

وكشفت المصادر أن «مناطق نفوذ المسلحين لا تتمثل في فتح مقار علنية معروفة، ولكنها تعتبر أرضهم تمتد من شمال سيناء إلى منطقة الوسط، من دون المساس بمناطق نفوذ القبائل والعائلات الكبيرة، تحسباً للدخول في صراعات جانبية لا حاجة لها اﻵن». 

وأوضحت أن «التنظيم المسلح لا يسعى لإثارة القبائل ضده، ولكن قد تحدث حالة ما يراها التنظيم تستوجب التدخل، من دون النظر إلى مسألة انتماء أي شخص لقبيلة ما». 

وتابعت «اﻷزمة في استراتيجية الجيش والتهجير، هو أن المسلحين لم يكونوا مقيمين وسط التكتلات السكانية منعا لاستهداف المدنيين من قبل الجيش والطيران الحربي، وهذا لا ينفي تواجدهم بين الحين واﻵخر لتنفيذ عملية أو توزيع بيانات أو القبض على مطلوبين لديهم».

من جانبه، شدد خبير عسكري، على خطأ استراتيجية الجيش المصري، التي أثرت سلباً على عمليات القوات في سيناء، لمواجهة المجموعات المسلحة. 

وتابع الخبير العسكري، الذي كان يشغل منصبا في الاستخبارات الحربية، أن «كل المحاولات التي نفذها الجيش للقضاء على اﻹرهاب فشلت، وستستمر حالة الفشل طالما ليس هناك اعتراف بها، ومحاولات حقيقية ﻹصلاح هذه الاستراتيجية». 

وأضاف أن «اﻷزمة تكمن في القيادات التي تخطط لعمليات الجيش، وهي لا تعرف شيئا عن سيناء، وفي نفس الوقت تتبع خطة عدائية تجاه اﻷهالي هناك، وبالتالي الانفصال عن أحد عوامل حسم المعركة على اﻷرض». 

وأكد أن «مسألة التهجير تعتبر الخطأ الاستراتيجي اﻷكبر، لأنها صمام أمان سواء من الإرهاب أو الكيان الصهيوني، وبالتالي أوجد مساحة كبيرة من الفراغ لا يقوى الجيش على التواجد فيها».

وتتعرض مواقع عسكرية وشرطية وأفراد أمن، لهجمات مكثفة خلال الأشهر الأخيرة في شبه جزيرة سيناء، ما أسفر عن مقتل العشرات، فيما تعلن جماعات مسلحة مسؤوليتها عن كثير من تلك الهجمات، ومن أبرزها تنظيمي «أجناد مصر»، و«أنصار بيت المقدس»، الذي أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، مبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وغير اسمه لاحقا إلى «ولاية سيناء».

ومنذ سبتمبر/أيلول 2013، تشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة في البلاد، حملة عسكرية موسعة، لتعقب ما تصفها بالعناصر الإرهابية والتكفيرية، في عدد من المحافظات، وخاصة سيناء، والتي تتهمها السلطات بالوقوف وراء استهداف عناصر الجيش والشرطة.

يذكر أن معدل عمليات تنظيم «ولاية سيناء» شهدت تصاعدا في الآونة الأخيرة ضد قوات الجيش المصري في محافظة شمال سيناء.

ويرى محللون سياسيون وعسكريون أن الجيش يفقد السيطرة تدريجيا على الأوضاع هناك، خصوصا مع تعاظم نفوذ التنظيم المسلح وقدراته العسكرية وتزايد عملياته ضد القوات المشتركة من الجيش والشرطة.

وتنوعت هذه العمليات بين استهداف المدرعات والآليات العسكرية للجيش والشرطة، فضلا عن قنص وتصفية الضباط والجنود، وراح ضحيتها العشرات من الجنود بين قتلى وجرحى.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ولاية سيناء الجيش المصري العمليات العسكرية منطقة عازلة قطاع غزة