وكالة إيرانية: القاهرة تدير ظهرها للرياض وتتجه إلى طهران

الاثنين 26 سبتمبر 2016 07:09 ص

قال دبلوماسي مصري رفيع، إن وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، امتعض من لقاء وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» مع نظيره المصري «سامح شكري» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، إلى درجة أن السعوديين أبلغوا احتجاجهم في اتصال هاتفي للرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي».

واعتبرت وكالة «تسنيم» الإيرانية، أن القاهرة بهذه الخطوة تدير ظهرها للرياض وتتجه نحو إيران.

ووفق المصدر المصري فإنه من الواضح أن السعوديين غضبوا من هذا اللقاء وعبّروا عن احتجاجهم للمصريين لكن بالنظر إلى عدم لقاء «السيسي» بـ«محمد بن نايف» ولي العهد السعودي وحتى عدم لقاء «الجبير» بـ«شكري»، ينبغي القول أن احتجاجهم هو أعمق من لقاء وزيري خارجية إيران ومصر ومرتبط بالاستقلال العملي الذي عبّر عنه المصريون في وجه السعودية.

النقطة الهامة والمثيرة للانتباه في هذا الاستقلال العملي هي فيما يتعلق بالملف السوري، حيث أوضح «السيسي»، في الجمعية العامة موقفا مغايرا للموقف السعودي التدخلي الذي يدعو إلى الحرب في سوريا، وأكد «السيسي» في كلمته على إنهاء العمليات العسكرية والتوصل إلى حل سياسي ووحدة الأراضي السورية والحفاظ على مؤسسات الدولة.

وأشار عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية «رخا أحمد حسن» في مقابلة مع قناة «أون تي في» إلى محور إيران-روسيا المواجه لمحور أمريكا- السعودية، مؤكدا أن موقف «السيسي» قريب إلى موقف محور إيران -  روسيا أكثر منه إلى المحور المقابل.

وعبّر «السيسي» وفريقه المرافق له في منظمة الأمم المتحدة عن هذا التقارب بشكل واضح، حيث رفع من صوت السعودية الغاضب، وبعيدا عن تصريحات «السيسي» في الجمعية العامة للأمم المتحدة وأمام حشد من رؤساء تحرير الصحف المصرية المشهورة، حول وجود اختلاف في وجهات النظر بين القاهرة والرياض حول سوريا وضرورة تغيير النظام الحاكم فيها، اعلن بصراحة عن مخالفته للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.

ووفق الوكالة الإيرانية، ينبغي الانتباه إلى أن هذا الموقف المصري ليس جديدا حيال سوريا، حيث غيّر «السيسي» منذ وصوله إلى الحكم، سياسة مصر حول هذا الأمر لكن لا هو ولا أي من المسؤولين المصريين الكبار كان قد صرح بهذا الشكل في وجه السعوديين.

وبحسب الوكالة فإن النقطة الأخيرة لهذا الاستقلال هي عدم تبعية مصر للسعوديين في مناهضة إيران التي طرحت منذ مدة وكان السعوديون يتوقعون تحرك المصريين في هذا المسار، حيث أن السعوديين يطرقون كل الأبواب في هذا المسير لكي تسير عملية مناهضتهم لإيران بنحو كبير، بدءا من شكوى السعودية في مجلس الأمن إلى تشجيع حكومتهم الربيبة في اليمن للسير في هذا الطريق أو تحريض الإمارات على إعلان موقف معادي لإيران ودفع الأموال إلى دول صغيرة كجيبوتي لتقطع علاقاتها مع إيران.

كما أن «عبدالباري عطوان»، أشار في افتتاحية جريدة «رأي اليوم» أول أمس السبت، إلى أن «شهر العسل السعودي المصري لم يدم أكثر من ثلاثة أشهر على الأكثر».

وكتب «عطوان»: »من تابع الاستقبال الحافل الذي حظي به العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أثناء زيارته الرسمية إلى القاهرة في أبريل (نيسان) الماضي، والآمال العريضة التي بنيت عليها سياسيا واقتصاديا وعسكريا، يخرج بانطباع بأن البلدين دخلا في تحالف استراتيجي إقليمي صلب، يمكن أن يستمر لعقود أو سنوات على الأقل، ولكن الطموحات والتمنيات شيء، والواقع شيء آخر».

  كلمات مفتاحية

سامح شكري مصر إيران الرياض

هل تكسر زيارة «بن سلمان» للقاهرة «فتور» العلاقات السعودية المصرية؟

”حرب المؤتمرات“ السعودية المصرية واقتسام المعارضة السورية

«ميدل إيست آي»: بوادر التوتر تظهر في العلاقات السعودية المصرية