دبلوماسي مصري: تطبيع العلاقات مع إيران يساعد على تسوية أزمات المنطقة

السبت 22 أكتوبر 2016 01:10 ص

صرح رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير «منير زهران»، بأنه لا بد من تطبيع العلاقات مع إيران لما يحققه ذلك من تسوية لأزمات كثيرة في المنطقة، موضحا أن تلك الخطوة قد تأتى بالنفع على دول الخليج.

وقال في حوار أجرته معه صحيفة «الوطن» المصرية، إن الكويت وعمان والإمارات لديهم علاقات مع إيران، والسعودية أيضا كانت لها علاقات طيبة مع طهران قبل الأحداث الأخيرة.

وأكد «زهران» أن مصر حريصة على علاقات قوية مع السعودية ولكن ليس معنى ذلك أن تتطابق المواقف، قائلا: «مواقفنا تخدم المبادئ والأولويات الخاصة بشعب مصر».

وأضاف: «مصر وافقت على مشروع القرار الروسي بشأن سوريا لأنه يحقق كل ما نريده بخصوص تسوية الوضع وإيقاف إطلاق النار والدخول في تسوية شاملة للجميع ما عدا الإرهابيين بمن فيهم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة».

وشدد «زهران» على أن المجلس المصري للشؤون الخارجية أعلن تضامنه مع المملكة العربية السعودية في رفض قانون «جاستا»، كما أوصى المجلس بإثارة هذا الموضوع في الجمعية العامة لـ«الأمم المتحدة»، بالتضامن مع الدول الأخرى المعنية في اللجنتين الثانية (الشؤون الاقتصادية) واللجنة السادسة (الشؤون القانونية).

وحول العلاقات مع إيران، أكد «زهران» أن هناك إمكانيات كبيرة جدا لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والخدمية بين مصر وإيران، مشيرا إلى هذه العلاقات ليست موجودة وهى رافد لدعم العلاقات السياسية وتطوير العلاقات الاقتصادية بما يحقق التنمية والتقدم في البلدين وغيرهما من البلدان.

وأوضح أن تطبيع العلاقات بين مصر وإيران قد يأتي بالنفع على دول الخليج، لافتا أن دول الخليج لديها علاقات مع إيران مثل الكويت وعمان والإمارات رغم أن إيران تحتل ثلاث جزر إماراتية إلا أن هناك علاقات اقتصادية بينهما قوية.

وعن العلاقات مع «إسرائيل»، قال «زهران»: «إسرائيل جار لنا وهناك علاقات مترابطة كثيرة بيننا وبينهم من الناحية الأمنية والسياسية، كما أن لمصر دورا لتسوية القضية الفلسطينية، وهناك مبادرة للرئيس السيسي بأن تتجاوب إسرائيل سياسيا بما يسمح بحل القضية الفلسطينية وأزمة الشرق الأوسط بأكملها».

إلى ذلك، قال موقع «ريال إيران» الإيراني الصادر باللغة الإنجليزية إن القضية السورية دفعت مصر وإيران إلى التقارب مجددا وجعلتهما في كفة واحدة في مواجهة السعودية في هذه القضية .

ولفت الموقع إلى إن الموقف السعودي من الأزمة السورية كان متطابقا مع الموقف المصري عندما كان «محمد مرسي» في السلطة، وعلى العكس تماما فقد تغير موقف القاهرة من الأزمة السورية عندما جاء «السيسي»، والذي عمل على التقرب من روسيا وهي الخطوة التي رحبت بها موسكو، حتى أن الأخيرة تتفاوض مع القاهرة لاستخدام قواعدها العسكرية .

وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية كشفت أن إيران مارست ضغوطا من أجل حضور مصر اجتماع لوزان الأخير بشأن الأزمة السورية، في مؤشر جديد على تقارب النظام المصري مع طهران.

وبحسب الصحيفة فإن وزير الخارجية الإيراني لم يوافق على حضور هذا الاجتماع الذي كان مخصصا لوزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر وإيران، إلا بعد ضمان حضور وزيري خارجية مصر والعراق.

وكان المحلل السياسي المصري الدكتور «محمد سيد أحمد» قد أكد في وقت سابق، أن بلاده باتت تتبنى مواقف «المعسكر الشرقي» المؤلف من سوريا وروسيا والصين وإيران، مشيرا إلى أن الخلافات السعودية المصرية باتت واضحة للعيان.

وتعاني العلاقات المصرية الخليجية، والمصرية السعودية على وجه الخصوص أزمة منذ أكثر من عام، وتحديدا بعد اعتلاء الملك «سلمان» عرش المملكة، رغم نفي القاهرة والرياض ذلك، وتأكيداتهما الدبلوماسية أن التوافق والتفاهم هو سيد الموقف بين البلدين.

لكن الأمور لا تبدو كذلك، بسبب الأزمات الإقليمية واختلاف مواقف الرياض والقاهرة حيالها، من ذلك الوضع في سوريا واليمن وليبيا والوضع الداخلي المصري المتعلق بجماعة «الإخوان المسلمين».

وتجسدت هذه الاختلافات في أشكال سياسية ودبلوماسية من قبل، مثل عدم رضا السعودية بالكامل عن مقترح مصر بتشكيل «القوة العربية المشتركة»، خشية أن تسحب القاهرة البساط تماما من تحت الرياض.

كما أثار تصويت مصر، أول أمس، لصالح مشروع القرار الروسي في «مجلس الأمن الدولي» بشأن الأزمة السورية، إلى جانب الصين وفنزويلا، موجة انتقادات من المملكة العربية السعودية، حيث وصف المندوب السعودي لدى «الأمم المتحدة»، «عبدالله المعلمي» تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي بالمؤلم.

وقال «المعلمي» بعيد التصويت: «كان مؤلما أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي (المصري)، ولكن أعتقد أن السؤال يوجه إلى مندوب مصر».

ويرى محللون أن حكام الخليج تخلوا عن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» الذي لم ترضيهم بوصلته أو عدم تحديد بوصلته بتعبير أدق، لذلك من الطبيعي أن تتوقف مساعدات مالية أو منتجات بترولية كانت تأتي في وقت ما من الرياض للقاهرة، خصوصا في ظل حكم براجماتي يمثله الملك «سلمان».

  كلمات مفتاحية

مصر السعودية إيران الخليج إسرائيل العلاقات المصرية الإيرانية العلاقات السعودية المصرية