استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الخليج وثمن الانقلاب في مصر

الاثنين 24 أكتوبر 2016 02:10 ص

لطالما شكلت النفعية بشكلها الوصولي العلاقات البينية للدول العربية، فاختزلت عقلية النظام السياسي العربي الرسمي بالمداهنة والنفاق بأقبح صوره، مبدأ يحدد شكل العلاقة بين أنظمة الحكم المتقاطعة في سلطويتها وتحجيم الأوطان ومصائر شعوبها في إرادتها الاستحواذية ونظرتها الخاطئة للعالم، فمحال أن تحرك تلك الأنظمة مصلحة وطنية حقة، تعبر عما تبتغيه شعوبها من أي عائد ذي جدوى، يصب في صالحها.

لو لم يكن التكلس قد أصاب تلك الأنظمة التي احتكرت السلطة، واقترفت بحق شعوبها أبشع الجرائم، وألحقت بها أعظم النكبات، وحالت دون وجود مجال سياسي، قاد، في نهاية المطاف، إلى خروج الانتفاضات الشعبية، حينما بلغ السيل الزبى، كما أن ذلك العجز والفشل السياسي تبدى جليا في عدم قدرة النظام السياسي العربي على ردع الآخرين الذين وجدوا، في أكثر من بلد عربي، فرصة لتحقيق مصالحهم، عبر تسعير الصراعات الداخلية واستثمارها في بسط نفوذهم ومناطحة قوى أخرى.

على أن ممارسات، مثل التي ينتهجها نظام الانقلاب في مصر، تمثل تفردا في الرعونة والحمق، بلغت حد الابتذال في السياسة، فاتخذ من الابتزاز منهجية يتحدد، من خلالها، اتجاه بوصلته في علاقاته الخارجية، حتى أمسى كالحرباء في تلونه المستمر من دون أن تعنيه سمعة بلد عظيم كمصر، والتي تساق نحو الهاوية بفعل حالة العته المزمن التي يتخبط بها النظام الانقلابي، من دون وعي وإدراك بحجم الجرم المرتكب بحق المصريين، والمقامرة بحاضرهم ومستقبلهم.

فشكل العلاقة بين نظام الانقلاب في مصر والسعودية وبعض دول الخليج منذ انقلاب 2013 لم تكن تحالفا مبنيا على أسس سليمة من الندية والتوافق حول القضايا الكبرى التي تمس أمن تلك البلدان ومصالحها الإستراتيجية، والتي لا تعني التطابق التام في الرؤى، بقدر كونها صيغة مشتركة لمواجهة التحديات ومعالجة الأزمات، والتي تموج المنطقة بكثير منها.

لا يرى عبدالفتاح السيسي ونظامه في دول الخليج العربي إلا بقرة حلوبا، لا ينبغي لها التوقف عن منحه المزيد الذي لا يعرف النهاية، فيما ظن الخليجيون واهمين أنهم، بدعم الانقلاب العسكري، سيعيدون إنتاج نموذج حسني مبارك، المطواع والمتعاون، والذي، على الأغلب، لم يكن تعامله معهم كجزء من سياسة مرسومة، بقدر ما كان نتيجة للارتجال في السياسة.

فانكفأت مصر عن التأثير في محيطها، على عكس منطق التاريخ والجغرافيا الذي يؤكد أنها القوة العربية الأكبر والأقدر على التأثير والفاعلية، فما يحدث اليوم من أزمة لن يكون دافعا لتغير شكل العلاقات، لأن العادات المترسبة عبر الزمن لدى الأنظمة العربية، هي القفز على الخلافات عبر مجاملات كلامية، ووعود غير حقيقية، لا تستند على قناعة، بل بهدف تأجيل التوتر إلى مراحل لاحقة، حيث يطفو مجددا بفعل التناقضات.

ويحل موسم آخر من التنابز والتلاسن الإعلامي، والذي يتوهم المتورطون فيه أنهم ينتصرون للوطن، فيما هم ليسوا أكثر من إحدى دلائل زمن الانحطاط والفشل العربي.

* أحمد القثامي - كاتب سعودي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

الخليج مصر أنظمة الحكم الانقلاب العلاقات الخليجية المصرية العلاقات السعودية المصرية