"الهجوم الإعلامي" المصري على غزة.. "فضيحة" متكاملة!

الأربعاء 5 نوفمبر 2014 06:11 ص

غزة - نبيل سنونو - تُصمم صحيفة "الوطن" المصرية، على اتهام الشهيد محمد أبو شمالة، الذي استهدفه الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة، بأنه تورط بعد استشهاده، في هجوم على نقطة للجيش المصري في سيناء، أدى لوقوع العشرات من الجيش المصري بين قتيل وجريح، في 24 من الشهر الماضي! 

مثل هذا الاتهام الذي لا علاقة له بالعقل أو المنطق، ليس غريبًا أن يصدر من وسائل إعلام مصرية، تواصل هجومها على قطاع غزة، كامتداد لحملات التحريض التي لم تنقطع، لاسيما منذ 3 يوليو/تموز الماضي، دون رادع أخلاقي، أو رسمي، أو قانوني، لاسيما إن علمنا أن اتهامات مماثلة بحق شهداء وأسرى فلسطينيين، قد روجت لها وسائل إعلام مصرية خلال الفترات الماضية.

وعلى سبيل المثال، حيث لا يمكن حصر الأمثلة، فقد دعت الإعلامية المصرية ريهام نعمان، السلطات في بلادها إلى ما أسمته "دك (كتائب الشهيد) عز الدين القسام"، في الوقت الذي لم تقدم فيه حتى السلطات الرسمية في مصر، أي دليل على تورط أي شخص من قطاع غزة، في أحداث داخل مصر.

وعلى ذات المنوال، يواصل صاحب قناة "الفراعين" توفيق عكاشة، تحريضه على قطاع غزة، إذ كان من آخر أقواله، في هذا الصدد: "فلسفة القيادة العسكرية المصرية (ألا تضرب) غزة"، متسائلاً: "طب هي تقدر تضرب غزة"؟ ليجيب على نفسه بعدها: "دي تقدر تدك غزة".

واقترح على السلطات المصرية، أن تحصل على "إذن" (إسرائيل) لتنفيذ ضربات مصرية ضد القطاع، قائلاً: "(إسرائيل) دولة جوار من خلال الدبلوماسية والعلاقات هنقولهم (سنقول لهم): بعد إذنكوا هنخترق المجال الجوي بتاعكم".

وبينما قال رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، السبت الماضي: إنه لا يريد "استباق الأحداث" بتوجيه اتهامات لحركة المقاومة الإسلامية حماس، فإن الأخيرة تجدد بشكل مستمر تأكيدها بأنها لم ولن تتدخل في الشأن المصري، وأن سلاحها موجه فقط باتجاه الاحتلال الإسرائيلي.

وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، إياد البزم، قد أكد، أن "الحدود مع مصر مضبوطة وآمنة وتخضع لمراقبة وإجراءات مشددة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية".

"أولاً فإن عكاشة وأمثاله لا يمكن أن يُحسَبوا على الإعلام المصري، والحقيقة أنه لا يوجد إعلام مصري الآن، وإنما توجد حالة إعلامية بائسة، سواء فيما يتعلق بقضية فلسطين أو أي قضية أخرى"، والحديث هنا للمفكر المصري محمد عصمت سيف الدولة.

ويقول سيف الدولة لـ"فلسطين": "ما يهمنا هو أن ألا يتصور أهلنا في فلسطين، ولو للحظة واحدة، أن هذا (التحريض الذي تقوم به وسائل إعلام مصرية) يمثل موقف المصريين، هذا ليس صحيحًا، والعلاقات بين الشعوب العربية ومصر و فلسطين علاقات فيها تركيبة الدماء العربية، ومنذ 1400 سنة على الأقل نحن جزء من أمة واحدة".

ويضيف: "إن هذه الحملة الإعلامية ليست الأولى، ففي أواخر السبعينيات عندما وقعت مصر اتفاقية سلام مع (إسرائيل)، كانت هناك حملة أشد ضراوة، ظهر بها لأول مرة تعبيرات بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم، وهذا لم يكن مطروحاً في الخطاب الرسمي على امتداد القرن العشرين ولكنه ظهر بعد اتفاقية كامب ديفيد".

ويتابع: "على إخواننا في الأراضي (الفلسطينية) المحتلة، أن يفهموا، ما نفهمه كقوى وطنية في مصر، أن هناك مصر كامب ديفيد، ومصر الناس الشعب، ومصر كامب ديفيد، تنحاز لـ(إسرائيل) ضد فلسطين"، وفق قوله.

سيف الدولة، يقول أيضًا: "نحن نعلم جميعًا، الباحثون والمفكرون، أن أصل الإرهاب في سيناء هو (إسرائيل)، وأن الشروط المجحفة في اتفاقية السلام بتجريد ثلثي سيناء من السلاح، تفتح المجال لكل أنواع الجرائم والتهريب وإلى آخره"، مضيفًا أنه لا توجد منطقة في مصر سقط فيها من الشرطة والجيش المصريين كما حدث في سيناء.

ويوضح أن "المشكلة ليست في فلسطين ولا الفلسطينيين، ولا غزة، وإنما في القيود التي تكبل اتفاقية السلام، والتي أصبحت مشكلة مزمنة بالنسبة لنا، ونأمل أن يأتي يوم نتحرر فيه جميعًا من (إسرائيل) ومعاهدتها وقيودها سواء بتحرير فلسطين، أو مصر من اتفاقية السلام"، مخاطباً الفلسطينيين: "لا تحزنوا، واعلموا أن كل الشعوب العربية وفي القلب منها الشعب المصري، يعتبر فلسطين رمزاً للمقاومة والصمود ويفخر، أنه ينتمي لأمة أنتجت مثل هذا الشعب المقاوم المقاتل الذي لم يستسلم للحظة واحدة منذ وعد بلفور عام 1917".

 

"أبجديات الصحافة"

لكن ألا يجدر بالسلطات المصرية اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تحريض وسائل إعلام مصرية على الفلسطينيين والمقاومة؟ يجيب: "الحقيقة إن هذا السؤال على الجرح، حتى الموقف الرسمي على امتداد 40 سنة، كان يلجأ لشيطنة الفلسطينيين، ليبرر أي خطوات في الاقتراب من (إسرائيل)"، مشيرًا إلى أن تلك تمثل "سياسة استراتيجية خاطئة وشديدة السوء تنتهجها الدولة بعد حرب 1973".

ويلفت إلى أن الاتهامات التي تُساق بحق الفلسطينيين مثل "أنهم إرهابيون ويبيعون أرضهم، ثم الحديث عن أنهم منقسمون أو متطرفون، واتهامهم بالإرهاب كما يحدث الآن، أو أنهم يريدون استيطان سيناء، وكل هذه القصص هي إخراجات إعلامية لتبرير خطوات الاقتراب من (إسرائيل)، خاصة أن هناك، حاليًّا، توافقًا رسميًّا مصريًّا إسرائيليًّا حول ما يتم في سيناء من إجراءات".

من جهته، يؤكد أستاذ الإعلام في جامعة القدس د. أحمد عوض، أن "الإعلام المصري في الفترة الأخيرة، وُجِّهت إليه انتقادات كثيرة ومن المصريين أنفسهم، ومن مؤسسات حقوقية وإعلامية مصرية، فهناك انتقاد للغة والمصطلحات".

ويقول عوض لـ"فلسطين": "إن التغيرات السريعة في مصر خلقت بلبلة شديدة، في جدولة الأصدقاء والأعداء واختلط الحابل بالنابل".

ويكمل: "هناك تغيرات شديدة في المجتمع المصري، ومصالح جديدة، وهذه التغيرات والمصالح تخلق لغة إعلامية، ربما لا تكون منطبقة مع أبجديات الصحافة". 

 

المصدر | فلسطين أونلاين

  كلمات مفتاحية

«الانقلاب» يبدأ مرحلة جديدة في الصراع الإعلامي ضد قطر

الإعلام المصري: قطر حبيبتي؟!

مصر: «رواتب خيالية» بالملايين للمذيعين رغم خسائر الفضائيات الفادحة

صحيفة إسرائيلية: «السيسي» قاد السعودية والإمارات إلى تحالف غير رسمي مع إسرائيل

«الأهرام» تؤخر طباعة عدد «المصريون» الأسبوعي بسبب مقال ينتقد «الإمارات»!

الديوان الملكي السعودي تدخل لوقف برنامج ”يقلق“ «السيسي» على فضائية «إم بي سي»

مستشار ملك البحرين يلتقي عددا من رؤساء تحرير الصحف المصرية بالقاهرة

النظام المصري يتجاهل ذكرى وفاة الفريق «الشاذلي» الرابعة

«دويتشه فيلله»: هامش حرية الصحافة يتضاءل في مصر ولا وقت للحريات

«العودة»: على الدول العربية التي تدخلت في مصر أن تصنع الآن واقعا جديدا

حيتان الميديا العرب

الإمارات تضخ الملايين للإعلام المصري ليهاجم السعودية وخصومها

«الحضيف»: الإمارات تنشئ إعلاما لا يمثلها مباشرة «يهاجم من تعدهم خصوما»