«الحشد الشعبي» يدفع بقواته مهددا بتشويه معركة الموصل (فيديو)

السبت 29 أكتوبر 2016 11:10 ص

تحدت ميليشيات «الحشد الشعبي»، المدعومة من النظام الإيراني، رفض القوى المحلية في محافظة نينوى المشاركة في عملية استعادة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية» وتردد الحكومة العراقية، ودفعت بقواتها، اليوم السبت، باتجاه المحور الغربي، الذي يعد أحد أبرز المنافذ للمدنيين الراغبين بالفرار من المدينة.

وقال قادة فصائل من الميليشيات «الطائفية»، في تصريحات صحفية، إن المقاتلين الذين سبق لهم أن ارتكبوا انتهاكات ضد المدنيين في معارك سابقة بالعراق، انضموا إلى المعركة عبر فتح جبهة جديدة غربي الموصل، وذلك بالتوجه إلى مدينة تلعفر الخاضعة لتنظيم «الدولة الإسلامية».

وكانت الهجمات السابقة تقتصر على تقدم قوات الجيش والشرطة الاتحادية و«البشمركة» ومقاتلي «العشائر» إلى مركز محافظة نينوى عبر الجنوب والشرق والشمال، قبل أن تعلن ميليشيات «الحشد» التوجه إلى تلعفر الواقعة إلى الغرب قرب الحدود السورية.

وبفتح الجبهة الغربية، يجد أكثر من 1.5 مدني داخل الموصل أنفسهم بين سندان استخدامهم من قبل متشددي «الدولة الإسلامية» دروعا بشرية، ومطرقة الحصار الخانق من الجهات الأربع للمدينة مما يعيق إمكانية فرارهم، وهو ما تخشاه منظمات عدة وخاصة الأمم المتحدة.

وبرر المتحدث باسم «الحشد الشعبي»، «أحمد الأسدي»، بدء الزحف باتجاه مدينة تلعفر الواقعة على بعد 55 كيلومترا إلى الغرب من الموصل بالقول إن الميليشيات تهدف إلى قطع أخطر خط لأنه يربط المدينة بالرقة في سوريا، ويعد بالتالي طريق الإمداد الوحيد لـ«تنظيم الدولة».

إلا أن تبريرات «الحشد» تصطدم باستراتيجية مختلفة، تتمثل بأن يقتصر دور قطع الطريق الغربي عن «الدولة الإسلامية» على الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي  الجيش العراقي، وهو ما يسمح للمدنيين الذين ينجحون في الإفلات من المتشددين استخدام هذا المحور للفرار.

وفي هذا السياق، كان رئيس الوزراء العراقي، «حيدر العبادي»، قال، الثلاثاء الماضي، إن قطع الطريق إلى سوريا مسؤولية التحالف، الذي يوفر الدعم الجوي والبري للقوات العراقية والكردية المشاركة في معركة استعادة آخر معاقل «الدولة الإسلامية» في العراق.

وانتشار مسلحي «الحشد» من الجهة الغربية في حال نجحوا باستعادة تلعفر سيدفع بالمدنيين إلى عدم استخدامها، خوفًا من تعرضهم لانتهاكات عانى منها أبناء مناطق كانت الميليشيات قد شاركت في تحريرها من التنظيم المتشدد، على غرار الرمادي والفلوجة.

وبعد انطلاق المعركة في 17 من أكتوبر/تشرين الأول، حذرت منظمات حقوقية دولية من أن إشراك «الحشد» في العملية سيعرض حياة المدنيين للخطر، وأعادت منظمة العفو الدولية نشر تقارير عن فظائع ارتكبتها الميليشيات في السابق من قتل واختطاف لم تستثن الأطفال والنساء، (شاهد الفيديو)

إلا أن الميليشيات تحدت التحذيرات والرفض المُبطن للحكومة والقوى المحلية التي تصر على أن يشارك في المعركة مقاتلو العشائر إلى جانب القوات الحكومية و«البشمركة»، وبدأت التحرك في اتجاه تلعفر من مواقعها جنوبي المدينة، حسب ما قال بيان نشر على الإنترنت.

ومن بين الفصائل المنضوية تحت لواء «الحشد» كتائب «حزب الله العراق»، الذي قال الناطق باسمها، «جعفر الحسيني»، إنها شنت هجومًا مع غيرها من الميليشيات باتجاه تلعفر، وأشار إلى أن قوات إيرانية ستقدم المشورة للمقاتلين خلال عملية التقدم صوب المدينة.

ويبدو أن طهران تصر على لعب دور محوري في معركة الموصل التي يدعمها تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، في محاولة للتأكيد بأنها تحارب (الإرهاب)، علما بأن «الدولة الإسلامية» احتل المناطق العراقية في عهد أبرز وكلائها بالعراق، رئيس الحكومة السابق «نوري المالكي».

وعقب سقوط الموصل وغيرها من المناطق في المحافظات ذات الأغلبية السنية إثر فرار الجيش والشرطة بسبب ما اعتبرت تقارير برلمانية أنه تقصير متعمد من «المالكي»، أطلقت إيران ميليشيات «الحشد» التي باتت تشكل ذراع طهران العسكرية في العراق.

المصدر | سكاي نيوز عربية

  كلمات مفتاحية

الحشد الشعبي قواته تهديد تشويه معركة الموصل