5 خرائط تشرح لك كل شيء عن معركة الموصل

الأربعاء 9 نوفمبر 2016 11:11 ص

استولت «الدولة الإسلامية» على ثاني أكبر مدن العراق، الموصل، بعد معركة استمرت لـ 7 أيام ضد الحكومة العراقية في يونيو/ حزيران عام 2014. وبدأ الجيش العراقي المدعوم من الولايات المتحدة معركة استعادة المدينة وسط ضجة كبيرة في 18 أكتوبر/ تشرين الأول المنقضي.

نستعرض في هذا العمل الأموور الرئيسية لمعرفة كيف تدور معركة الموصل في 5 خرائط.

ولكن يوجد شيء واحد لا نستطيع استعراضه في الخرائط. بالفعل، أخذت معركة استعادة الموصل وقتًا أطول مما استغرقه الاستيلاء عليها من قبل «الدولة الإسلامية» عليها. تتخذ «الدولة الإسلامية» موقعًا دفاعيًا، ولا يبدو أنّها ستتخلى عن المدينة بسهولة. ويستحول الأمر لمثال دموي على حرب المدن.

معركة استعادة الموصل تمضي قدمًا

تكشف هذه الخريطة 3 نقاط حول استعادة التحالف للموصل.

أولًا، تظهر مدى التقدم الذي أحرزته قوات الأمن العراقية وقوات البشمركة الكردية. في الأيام القليلة الأولى، تقدم هؤلاء المقاتلون سريعًا، قبل أن يقابلوا مقاومة قاسية من «الدولة الإسلامية» خارج المدينة بـ 10 إلى 25 ميلا. لا تزال قوات التحالف تحرز تقدمًا، لكنّ تقدمهم، وخاصةً من الجنوب، قد تباطأ للغاية.

ثانيًا، تظهر الخريطة مدى بعد هذه القوات عن الوصول للمدينة، ولن تبدأ المعركة بشكل جدي قبل أن يصلوا إليها.

ثالثًا، تعطي الخريطة فهما لاستراتيجية التحالف ضد «الدولة الإسلامية». ورغم التقارير التي أشارت لتقدم الميليشيات الشيعية غربًا لقطع الطريق أمام استعادة «الدولة الإسلامية» لبعض النقاط، لم يتم تأكيد تلك التقارير في الوقت الحالي، والميليشيات لا تتضمن بالتأكيد أفضل المقاتلين بالعراق. ويأمل التحالف أن يتخلى مقاتلو «الدولة الإسلامية» عن مواقعهم ويذوبوا في الصحراء من خلفهم هربًا إلى معاقلهم في سوريا أو يصبحوا أهدافًا سهلة للغارات الجوية. لكن لا يبدو أن «الدولة الإسلامية» ستتراجع، وإن كانت ستفعل ذلك، لكانت الآن قد فعلته بالفعل.

والخريطة الثانية في هذه السلسلة هي صورة مقربة بالأقمار الصناعية لخريطة الموصل. وينبغي أن نلاحظ ملاحظتين رئيسيتين من هذه الخريطة.

أولًا: يصل إليك شعور عن مدى الفوضى التي ستكون في هذه المعركة. فالموصل محاطة بالصحراء من أغلب جوانبها، وستضعف المعارك في الصحراء والقرى مقارنةً بالمدينة فور دخول القوات العراقية. ويبلغ التعداد السكاني في الموصل ما بين 700 ألف إلى 1.5 مليون نسمة. وكل منزل أو بناية في هذه الخريطة هو شرك خداعي محتمل أو وكر لقناص أو عقبة في طريق تقدم العدو.

ثانيًا: يمكنك رؤية كيف ستتقدم تلك المعركة إذا سارت الأمور بشكل جيد مع التحالف. فالموصل منقسمة إلى شطرين بمرور نهر دجلة. وإذا أحرزت القوات العراقية تقدمًا من الجنوب والشرق، ستتراجع «الدولة الإسلامية» في النهاية عبر الجسور الخمسة التي تربط شطري المدينة. وستكون هذه الجسور نقاط الاختناق الرئيسية، ومن المرجح أن تقوم «الدولة الإسلامية» بتدميرها لإبطاء تقدم قوات النظام. وستضطر القوات العراقية لتغيير الخطة إلى الحصار، أو اتخاذ المخاطرة ببعض الخسائر بعبور تلك الجسور.

وتوفر الخريطة الثالثة صورة أفضل عن مدى تقدم القوات العراقية والكردية. وتظهر الخريطة أنّه في الوقت الذي تقف فيه «الدولة الإسلامية» في موقع متميز لرد أي هجوم قادم، فلديها موقعًا أكثر اهتزازًا للدفاع عن خطوط إمدادها. ففي الوقت الذي تسيطر فيه (الدولة) على عدد من الطرق الرئيسية، لا توفر أيًا منها طريقًا للمساحات التي تسيطر عليها. لذا فالأمل الوحيد للتزود بالإمدادات سيكون عن طريق مساحات شاسعة من الصحراء إلى جنوب غرب المدينة. ومن الصعب اعتراض هذه الطرق الصحراوية، لكنّها ستقلل من كميات التعزيزات المتوقعة. وهذا أحد أسباب لجوء «الدولة الإسلامية» حتى الآن إلى القنابل الانتحارية والمفخخات. وما نعرفه أن «الدولة الإسلامية» تمتلك أسلحة رئيسية في الموصل، لكن عليها أيضًا الحفاظ على ذخيرتها.

وتكشف هذه الخريطة أيضًا أنّ الموصل هي تقاطع لعدد من الطرق السريعة والطرق العادية الرئيسية. وتصل الطرق السريعة الرئيسية المارة بالمدينة الموصل بسوريا وبغداد وتركيا وحتى إيران. فالموصل هي مدينة استيراد استراتيجية، وليست مثل باقي القرى والمناطق التي تخلت عنها «الدولة الإسلامية» خلال العام الماضي.

المعركة الأكبر قادمة

لا تقتصر الخريطتان الأخيرتان على المعركة في الموصل ولكنهما تستعرضان المعركة من منظور أوسع.

الموصل ليست فقط تقاطع لعدة طرق سريعة رئيسية في العراق ولكنها أيضا تمثل تقاطعا بين الثقافات والديانات واللغات. وكما تظهر الخريطة بالأعلى، تمثل الموصل نقطة التقاء بين الأقليتين الأكبر في العراق، الأكراد والعرب السنة. كما تتواجد مجموعات من التركمان داخل المدينة وحولها كذلك.

تتمتع الموصل بأغلبية سنية، لكنّها تاريخيًا كانت مدينة متنوعة. وهذا ما يصعب مهمة أي قوة تريد السيطرة عليها. وقد حكم العثمانيون الموصل في وقت من الأوقات. واليوم، لازالت تركيا تشعر بالحاجة لاستعادة مصالحها هناك، مبقيةً على قواتها غير المخولة على الأرض بالقرب من بعشيقة. وهناك قصة تتحدث عن مسؤول تركي الأسبوع الماضي أدلى بتصرحات حول ملكية أرض الموصل في أيام العثمانيين والتي قد توفر أساسا للتحديات القانونية أمام تركيا في المدينة مستقبلًا.

وكانت شكوك السنة في نوايا حكومة بغداد الشيعية قد تفاقمت منذ الإطاحة بنظام «صدام حسين». واستغل الأكراد كل فرصة للسيطرة على الأرض خلال الفوضى. وستشكل لهم الموصل ضربة كبيرة. ولن تنتهي معركة الموصل بمجرد هزيمة «الدولة الإسلامية». فهناك مصالح مختلفة متنازع عليها وجماعات تسعى للموصل كجائزة بعد المعركة.

توسع هذه الخريطة الصورة التي ذكرناها بالأعلى، وتظهر الجماعات المختلفة التي تسيطر على أجزاء من العراق. وتظهر أيضًا تراجع «الدولة الإسلامية» عن واحد من أهم تكتيكاتها الكلاسيكية بالهجوم على أماكن أخرى لإلهاء العدو. وحتى الآن، كانت هناك هجمات رئيسية لـ «الدولة الإسلامية» في سنجار وكركوك والرطبة. وقد استحوذت «الدولة الإسلامية» على نصف بلدة الرطبة لفترة وجيزة قبل ان تتراجع. ولم تكن أي من تلك الهجمات حاسمة بما يكفي لإجبار التحالف على سحب موارده من القتال في الموصل.

ولكن تظل هناك مناطق في العراق بجانب الموصل يمكن لـ «الدولة الإسلامية» أن تتسبب بمشاكل خطيرة فيها للتحالف، ويمكننا توقع تزايد مثل تلك الهجمات في العراق كلما حدث تقدم بمعركة الموصل. ونرى أيضًا أن المشاكل الطائفية التي خلقت فراغًا ملأته «الدولة الإسلامية» لم تنته، ولا تزال تحدد المشهد العراقي اليوم، وستواصل القيام بذلك، بغض النظر عن نتيجة تقدم القوات العراقية في الموصل.

خلاصة القول، ستستغرق معركة الموصل وقتًا طويلًا. وهي في طريقها لتصبح مثالًا دمويًا لحرب المدن فور وصول القوات العراقية فعليًا للمدينة. «الدولة الإسلامية» في وضع لا تحسد عليه من حيث عدد المقاتلين والمعدات، لكنّها تحتل موقعًا دفاعيًا قويًا وليس لديها مكان للتراجع. تم تأجيل القضايا الطائفية التي تشهدها العراق وتنحيتها جانبًا لحين إخراج «الدولة الإسلامية» خارج الموصل. ولكن إذا حقق التحالف النجاح، ستفرض تلك القضايا الطائفية نفسها من جديد.

كان الغرض من تلك الخرائط توضيح كيفية سير معركة الموصل. كما أنّها توضح حقيقة أنّ الموصل هي معركة واحدة فقط في حرب أكبر وأوسع لم تحدد نتائجها بعد.

  كلمات مفتاحية

الموصل العراق معركة الموصل الدولة الإسلامية

«العبادي» يرفض مشاركة القوات التركية في معركة الموصل و«يلدريم» يؤكد عدم التراجع

«هيومن رايتس»: جريمة حرب ضد العرب في «نينوى» و«كركوك»