المبعوث العربي إلى ليبيا: نعمل على توحيد الرؤى العربية بشأن الأزمة

الاثنين 14 نوفمبر 2016 08:11 ص

صرح المبعوث الخاص الجديد لـ«الجامعة العربية» إلى ليبيا، الدبلوماسي التونسي «صلاح الدين الجمالي»، بأن الدول العربية ربما لا تتبنى نفس الموقف بشأن الحل في ليبيا، مشيرا إلى أن دوره يتمثل في توحيد الرؤى والانسجام بين هذه الدول.

وقال «الجمالي» إنه سيلتقي الأمين العام لـ«الجامعة العربية»، «أحمد أبو الغيط»، اليوم الاثنين، لتحديد رؤية الجامعة بشأن ليبيا، دون تحديد موعد لقائه بأطراف الصراع في ليبيا، والتي دعا إلى عدم إقصاء أي طرف منها.

ووفقا لوكالة «الأناضول»، أوضح «الجمالي» أن ليبيا تعيش منذ 5 سنوات وضعا الدولة فيها شبه مفقودة، والفوضى عامة.

وأضاف: «أملنا أن تعود ليبيا إلى حياتها الطبيعية، وأن يعود شعبها إلى استقراره وأمنه، ويشعر بالأمل في المستقبل فالوضع اليوم لا يريح لا ليبيا ولا دول الجوار.

وحذر «الجمالي»، من أنه كلما طالت مدة الفوضى صعب الحل، وتعقدت الأمور أكثر.

وقال: «الدور العربي كان ضعيفا حتى لا أقول مغيبا أو غائبا، لكن اليوم، من الضروري أن تضطلع الدول العربية بواجبها نحو ليبيا، وتساندها، وتساعدها على الخروج مما تردت فيه، لأن الدول الوحيدة التي تتأثر بما تعيشه البلاد، هي الدول العربية وبالذات الدول المجاورة».

وتابع: «رأينا أن ما حدث في ليبيا له انعكاسات مباشرة على تونس والجزائر ومصر، ودول الجوار (السودان، تشاد، النيجر) وحتى الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، عبر الهجرة السرية».

وأردف: «ليبيا صارت متعبة لسكانها، الذين يعيشون حالة عدم استقرار وتعب أمني واقتصادي وحتى نفسي».

وأوضح «الجمالي» أن الجامعة العربية ليست بمفردها في الساحة الليبية، قائلا: «سننسق مع المبعوث الأممي (مارتن كوبلر)، والمبعوث الأفريقي (جاكايا كيكويتي)، وسنحاول أن نوحد كل هذه الجهود في سبيل عودة الأمن والاستقرار إلى البلاد، في أقرب الأوقات».

وأشار المبعوث العربي إلى ليبيا إلى أنه لن يكون للجامعة دور منفرد عن الباقي؛ لأن ذلك مضيعة للوقت، بل لابد من تجميع كافة الجهود وكافة المقترحات على الساحة، للخروج من المستنقع.

وأضاف: «صحيح هناك حكومة وفاق وطني، واتفاق الصخيرات، وهناك مجهودات دولية بعضها إيجابي، وهذا نبني عليه كمتدخلين في ليبيا ليكون دور الجامعة العربية طلائعي».

وقال: «ليبيا دولة عربية، ودورنا شبه مغيب كعرب فيها، وأعتقد أن الإخوة الليبيين يشعرون أن هناك مصداقية إذا كان العرب معهم، وهم يعرفون أن مصر وتونس والجزائر تشعر أن استقرار ليبيا هو استقرار لها، وله انعكاس مباشر على وضعها الداخلي».

وأشار إلى أن «الجامعة العربية» ستسعى إلى القيام بوضع الحد الأدنى من الانسجام، وتوحيد الرؤى في «الجامعة العربية» بالنسبة للملف الليبي، لأنه يحتاج إلى وقفة عربية موحدة وجريئة وشجاعة للخروج من الوضع.

وأكد «الجمالي» أنه سيزور ليبيا، دون تحديد وقت لذلك، للاتصال بمختلف الأطراف، قائلا: «لا أتصور أن يكون هناك تدخل عربي عسكري أو أمني لأن ذلك يعقد الأمور، الطريقة الوحيدة هي الدخول سلميا لإقناع جميع الليبيين أنه يمكن أن يصلوا إلى حد أدنى من الاتفاق، ويجتمعوا على طاولة واحدة، لأن الليبيين مهما اختلفت بهم الإيديولوجيات فإنهم كلهم ليبيون سيتعايشون، كما تعايشوا منذ آلاف السنين».

وقد أعلنت «الجامعة العربية»، الخميس الماضي، اختيارها الدبلوماسي التونسي «صلاح الدين الجمالي»، لشغل منصب ممثلها إلى ليبيا، بعد أكثر من عام على فراغ المنصب.

وعقب سقوط نظام الرئيس الراحل «معمر القذافي» في 2011، إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانيين وجيشين متنافسين في طرابلس غربا، ومدينتي طبرق والبيضاء شرقا.

ورغم مساع أممية لإنهاء الانقسام عبر الحوار الليبي الذي جرى في مدينة الصخيرات المغربية، وانتهى بتوقيع اتفاق في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015، وانبثقت عنه حكومة وحدة وطنية، باشرت مهامها من العاصمة طرابلس أواخر مارس/آذار الماضي، إلا أن هذه الحكومة لا تزال تواجه رفضا من الحكومة والبرلمان اللذين يعملان شرقي البلاد.

المصدر | الأناضول + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ليبيا جامعة الدول العربية صلاح الدين الجمالي اتفاق الصخيرات