فايننشال تايمز: الاهتمام بنشر صور قائد فيلق القدس إشارة ضعف ورد فعل على فشل كبير

الأحد 9 نوفمبر 2014 07:11 ص

أبرزت صحيفة «فايننشال تايمز» في عددها الصادر أمس السبت الاهتمام غير الاعتيادي الذي عم مؤخرا وسائل الإعلام الإيرانية برئيس العمليات الخارجية في الحرس الثوري وقائد فيلق القدس اللواء «قاسم سليماني».

وتقول الكاتبة «نجمه بوزورغمهر» في تقرير من طهران إن وسائل الإعلام المحلية الإيرانية تحدثت مؤخرا بشكل مكثف عن «سليماني» كبطل في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ونشرت عدة صور له في ساحة القتال في العراق وهو الأمر الذي يعد غير مسبوق في الجمهورية الإسلامية التي لا تكرم العسكريين في العادة سوى بعد وفاتهم بحسب الكاتبة.

وأضافت أن طهران طالما حرصت على جعل القيادات العسكرية في الظل خوفا من تصاعد شعبيتهم أو محاولة الانقلاب على حكم الملالي ورجال الدين.

وبحسب مراقب إصلاحي نقلت عنه صحيفة «فايننشال تايمز» وصف الجنرال «بمحارب غير تقليدي، لا يدع أعداء إيران ينامون بهدوء وأبعد التوترات عن حدود إيران»، مضيفا «إنه في وضع جيد كي يتحول لقائد إسطوري».

وتشير الصحيفة إلى أنه بعيدا عن تصريحات الإصلاحي هذه هناك تكهنات تربط بين ترفيع «سليماني» وجعله وجها لمغامرات إيران الخارجية وبين الفشل الاستخباراتي الإيراني في التنبؤ بالتغيرات الإقليمية والتهديدات التي مثلها تنظيم «الدولة الإسلامية»، وهو مجال مسؤول عنه «سليماني» نفسه.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول بارز قوله إن «نشر الصور إشارة ضعف وليست قوة، وهي محاولة لإظهار إيران بأنها تسيطر على الوضع: إنه رد فعل على فشل كبير».

ويلفت التقرير إلى أن الجنرال «قاسم سليماني» (57 عاما) قد تولى قيادة فيلق القدس، المسؤول عن العمليات الخارجية في عام  2000، واستطاع خلال هذه الفترة الحصول على احترام كل من المعسكرين المتشدد والإصلاحي في إيران، وبرز كمخطط استراتيجي ناجح. ويعرف بولائه التام للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله «علي خامنئي»، الذي وكله بتطبيق سياسته لتوسيع تأثير إيران في المنطقة، وإبعاد التوترات الحاصلة في الشرق الأوسط عنها، ومواجهة المنافسين في مناطق أخرى مثل لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان. ويقول محلل مرتبط بالتيار الإصلاحي إن «سليماني يمثل تأثير إيران الجيوسياسي»

ويواصل التقرير بأنه يعود إليه الفضل في تخفيض دور الولايات المتحدة وإضعاف عملياتها في كل من العراق وأفغانستان. ولعب دورا مؤثرا في دعم حزب الله في حربه مع إسرائيل ودعم بقاء الرئيس «بشار الأسد» في السلطة. 

وتستدرك الصحيفة بأن محللين يشيرون إلى أخطاء ارتكبها الجنرال، وتعود إلى الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينيات من القرن الماضي، وزلات ارتكبها فيما بعد الربيع العربي عام 2011، الذي أمل أن يؤدي «لانتصارات إيرانية في مصر والعراق ولبنان وسوريا»

ويذهب التقرير إلى أنه كما اعترف أحد العاملين في داخل النظام فقد فشلت إيران بمنع سقوط الإخوان المسلمين من السلطة في مصر، وكان إصرار طهران على دعم بقاء «الأسد» في السلطة مكلفا - من ناحية المال والخسائر البشرية -، وأساء لعلاقات إيران مع كل من تركيا والملكيات العربية. 

وتجد الصحيفة أن من أهم الضربات التي تلقاها الجنرال كانت سقوط مدينة الموصل في حزيران/ يونيو بيد المقاتلين من «داعش»، وانهيار الجيش العراقي. 

ويشير التقرير إلى أن القادة الإيرانيين المندهشين من التطورات قاموا بإرساله إلى العراق لترتيب حماية بغداد ومساعدة الأكراد. وظهرت أول صورة للجنرال إلى جانب عناصر الميليشيات الشيعية والكردية بعد انسحاب قوات «داعش» من بلدة (إيمرلي) التركمانية. وتظهر الصورة الجنرال الملتحي وهو محاط بالمقاتلين ويبدو مرتاحا، لكن الصورة تخفي وراءها وضعا أصبحت فيه المخاطر قريبة من بلاده. ويقول محلل سياسي «انتقلت الحرب من المدن السورية قريبا من حدودنا» أي إيران. 

ومن هنا جاء تعزيز دور رجل أمني آخر، وهو «علي شمخاني»، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي، الأمر الذي دفع الكثيرين للتكهن بأن طهران عينت شخصا أخر نظيرا لسليماني، وفق الصحيفة.

وأرسلت طهران «شمخاني» للعراق في تموز/يوليو للقاء آية الله «علي السيستاني»، وبعد اللقاء قررت طهران سحب دعمها لنوري المالكي الشخصية الانقسامية والمسؤولة عن الأزمة، وقررت دعم «حيدر العبادي».

وهذا الموقف كان على خلاف رغبة «سليماني» الذي دعم بقاء «المالكي» في الحكم، ولكنه أجبر على تقبل موقف طهران وتغير سياستها الإيرانية لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية».

ويرى التقرير أن قدرة «سليماني» على القيام بعمليات خارجية تأثرت بالعقوبات المفروضة على إيران؛ بسبب برنامجها والتي خفضت العائدات النفطية الإيرانية للنصف.

وتخلص الصحيفة بأن الجنرال سيحتفظ بتأثيره رغم النكسات التي تعرض لها، فعلاقته قوية مع آية الله «علي خامنئي»، كما ينظر إليه كرجل موال وغير ملوث بالفساد، ولا طموحات سياسية له.

يقول مراقب للصحيفة إن «سليماني» يطيع الأوامر «فلو طلب آية الله خامنئي قتال الأميركيين لفعل، ولو طلب منه التعاون معهم لفعل»، فهو يحاول التأثير على السياسات والاحتفاظ بمسافة ولعب دور الجندي ويقول نعم للمسؤولين عنه.

 

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

فيلق القدس سليماني تأثير إيران الجيوسياسي

موقع إلكترونيّ إيرانيّ ينفي استبعاد قاسم سليماني من الملف العراقي

قائد فيلق القدس "قاسم سليماني": فلسطين هي الحد الفاصل بين الحق والباطل

الجنرال «سليماني» أقوى مسؤول أمني بالشرق الأوسط

«قاسم سليماني» يقيم في بغداد تحت حراسة الحرس الثوري الإيراني