«الكونغرس» الأمريكي يقر قانون «سيزر» لمعاقبة «الأسد» وروسيا وإيران وحزب الله

الأربعاء 16 نوفمبر 2016 12:11 م

وافق مجلس النواب الأمريكي «الكونغرس»، بأغلبية مطلقة، على قانون «حماية المدنيين» المعروف اختصارًا بـ«سيزر»، وينص على معاقبة كل من يدعم النظام السوري، بمن في ذلك روسيا وإيران وحزب الله وبعض الجماعات المسلحة.

جاء ذلك، بعد أيام من فوز المرشح الجمهوري «دونالد ترامب» برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وقبيل 10 أسابيع من نهاية ولاية إدارة «باراك أوباما»، بحسب «رويترز».

وسبق أن رفض «الكونغرس»، في سبتمبر/ أيلول الماضي، إجراء تصويت على قانون «سيزر»، الذي سعى عدد من المشرعين لتمريره في مجلس النواب الأميركي، بأغلبية نسبية نظرا للتأييد الذي يحظى به من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

وكشفت وسائل إعلام امريكية، أن القيادة الديمقراطية في الكونغرس، أذعنت لضغوط الإدارة الأمريكية برئاسة «أوباما»، وسحبت دعمها لمشروع القانون، بعدما اتصل موظفو الشؤون القانونية في البيت الأبيض بالمشرعين وضغطوا عليهم من أجل إسقاطه.

وليس واضحا تماما هل كان سعي البيت الأبيض سابقا، لإجهاض مشروع هذا القرار مرتبطا بإيران، أم بسعي الإدارة الأميركية لعدم التشويش على مسار تخفيف العقوبات على طهران كنتيجة للاتفاق النووي بين القوى الست والجمهورية الإسلامية.

كما أشارت مصادر إلى إن عرقلة إدارة «أوباما» للمشروع، جاءت بسبب خشيته من أن يؤثر إقرار القانون سلباً في اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي توصل إليه وزير الخارجية الأمريكي«جون كيري»، مع نظيره الروسي «سيرغي لافروف»، في ذات الفترة، والذي انهار بعد أيام قليلة بسبب الغارات الروسية على المدنيين في حلب.

و«سيزر» أو «قيصر» الذي حمل مشروع القانون الذى تم الموافقة عليه أخيرا، اسمه هو لقب شهير لعنصر في الشرطة العسكرية التابعة للنظام السوري، قام بالتقاط وتوثيق 55 ألف صورة لضحايا مدنيين، قضوا تحت التعذيب، على يد القوات الحكومية قبل أن يهرّبها خارج سوريا.

وصاغ مشروع القانون كل من النائب الديمقراطي البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب «إليوت آنجل»، ونظيره الجمهوري في اللجنة النائب «إيد رويس».

وينص قانون «سيزر» على فرض عقوبات جديدة على النظام السوري وداعميه، والمضي في إجراء تحقيقات تهدف إلى تفعيل المحاكمات ضد جرائم الحرب في سوريا.

كما يشجع على إيجاد حل تفاوضي للأزمة، ويطالب الرئيس الأميركي بفرض عقوبات جديدة على أي كيان يمول أو يتعامل مع الحكومة السورية أو جيشها أو أجهزتها الاستخبارية، بما في ذلك إيران وروسيا.

كما أمهل القانون الجديد، الرئيس الأمريكي، 90 يوماً ليقترح آلية منطقة حظر جوي في سوريا، وفي حال تجاوز المدة ستقوم لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بتقديم المقترح للرئيس.

وقانون «سيزر»، أكد أن «بشار الأسد» مسؤول عن مقتل أكثر من 400 ألف مدني، وتدمير أكثر من 50% من البنية التحتية السورية، وتشريد أكثر من 14 مليون نسمة، في أسوأ كارثة إنسانية عرفها العالم منذ 60 عاماً.

كما ذكر القانون أن المجتمع الدولي، فشل في حماية المدنيين من هجمات قوات «الأسد» وحزب الله، التي استهدفتهم بالبراميل، والأسلحة الكيميائية، واستخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، كما تعمد قناصة النظام استهداف النساء الحوامل، والقصف المتعمد للمرافق الطبية، والمدارس، والمناطق السكنية، وأماكن التجمعات البشرية كالأسواق.

وبحسب مراقبين، فإن إقرار القانون، يضع حدود لدعم روسيا وايران، خاصة ضمن التدخل في سوريا، بالإضافة لإمكانية التحرك عبر محكمة الجنايات الدولية ضد دائرة الأسد الضيقة.

وأضافوا أن المشرعين في الكونغرس أراد بهذه الموافقة بقاء التشريع ساريا لتوجيه رسالة قوية لإيران بأن الولايات المتحدة سترد على أي استفزازات إيرانية، ولمنح أي رئيس أمريكي القدرة على إعادة فرض العقوبات بسرعة، إذا انتهكت طهران الاتفاق النووي، من جانب، أو تمادت في دعم «الأسد» من الجانب الآخر.

ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 45 عاماً من حكم عائلة «بشار الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.

غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع البلاد إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة ما تزال مستمرة حتى اليوم.

وإيران هي الحليف الإقليمي الرئيسي لرئيس النظام السوري «بشار الأسد» الذي تدعمه ماليا وعسكريا، بإرسال مستشارين عسكريين ومتطوعين لقتال الفصائل المعارضة المسلحة والجهاديين.

وتقاتل قوات من «حزب الله» بشكل علني إلى جانب قوات «بشار الأسد» في سوريا منذ العام 2012؛ وهو خطوة تغضب القيادة السعودية كثيرا؛ التي تتمسك بإنهاء حكم الأخير، وتقدم الدعم للمعارضة المناوئة له.

وتدخلت روسيا رسميا في الحرب بسوريا، فجر 30 سبتمبر/ أيلول 2015، عن طريق قصف جوي، قتل خلال 13 شهرا أكثر من 10 آلاف شخص، بحسب المرصد السوري، في الوقت الذي اعترفت موسكو في نوفمبر/ تشرين الجاري عبر وثيقة رسمية بقتل 35 ألف شخص من مسلحي المعارضة السورية بدعوى أنهم «إرهابيين».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قانون الكونغرس سيزر سوريا روسيا إيران حزب الله