«أردوغان»: معارضون تدعمهم تركيا يوشكون على انتزاع «الباب» السورية

الخميس 17 نوفمبر 2016 07:11 ص

قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إن مقاتلي المعارضة السورية المدعومين من أنقرة على مسافة كيلومترين فقط من مدينة الباب شمالي سوريا وإن من المتوقع أن ينتزعوا السيطرة عليها من تنظيم «الدولة الإسلامية» سريعا على الرغم من بعض المقاومة.

وقال «أردوغان» في مؤتمر صحفي في أنقرة قبل سفره في زيارة رسمية إلى باكستان الأربعاء «الجيش السوري الحر وصل بدعم من قواتنا الخاصة إلى مسافة كيلومترين والحصار مستمر كما هو مخطط له».

وأضاف «هناك مقاومة الآن لكنني لا أعتقد أنها ستستمر لفترة أطول».

وقال مقاتلو المعارضة يوم الثلاثاء إنهم سيطروا على قباسين التي تقع على بعد عدة كيلومترات شمال شرقي الباب تمهيدا لحملة على آخر معقل حضري للدولة الإسلامية في ريف حلب الشمالي.

وتمثل مدينة الباب أهمية إستراتيجية كبيرة لتركيا لأن الفصائل التي يهيمن عليها الأكراد تسعى كذلك للسيطرة عليها. 

وأنقرة عازمة على منع القوات الكردية من وصل قطع الأراضي التي تسيطر عليها على امتداد الحدود التركية خوفا من أن يعزز ذلك الميول الانفصالية للأكراد في الداخل.

وفي هذا الصدد، قال «أردوغان» كذلك إنه على ثقة من أن وحدات حماية الشعب الكردية ستنسحب إلى شرقي نهر الفرات من مدينة منبج يوم الأربعاء أو يوم الخميس تنفيذا لما تطالب به تركيا منذ فترة طويلة.

وفي واشنطن، قال متحدث عسكري أمريكي إن التحالف بقيادة الولايات المتحدة لا يقدم دعما للعملية.

وقال الكولونيل «جون دوريان» المتحدث باسم التحالف في تصريح للصحفيين بمقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عبر دائرة تلفزيونية يوم الأربعاء «لنا قوات شاركت مع تركيا والقوات المتحالفة معها لبعض الوقت في كثير من العمليات في شمال سوريا. (لكنها) لا تشارك في الزحف نحو الباب».

وقال «دوريان» إن التحالف لا يشن ضربات جوية لدعم العملية.

وأرسلت تركيا طائرات مقاتلة ودبابات وقطع مدفعية إلى الأراضي السورية في أغسطس/آب الماضي دعما لمقاتلين أغلبهم من العرب والتركمان في عملية أطلقت عليها اسم درع الفرات تهدف إلى إبعاد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» والقوات الكردية عن حدودها.

لكن قوات يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة تمكنت في الفترة الأخيرة من انتزاع السيطرة على منبج من تنظيم الدولة الإسلامية»

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب قوات معادية ذات صلات قوية بالمقاتلين الأكراد الذين يشنون تمردا في تركيا منذ ثلاثة عقود.

وقالت وحدات حماية الشعب إنها تنسحب من منبج إلى شرقي نهر الفرات لكنها تفعل ذلك من أجل المشاركة في حملة لتحرير مدينة الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية وهو ما من شأنه أن يزيد غضب تركيا.

وقالت تركيا مرارا إن مقاتلي وحدات حماية الشعب يجب ألا يشاركوا في عملية الرقة إذ أن المدينة تقطنها أغلبية عربية.

وفي وقت سابق، أكد الرئيس التركي أن عملية درع الفرات ستحرر مدينة الباب ثم ستتجه لمنبج لطرد الوحدات الكردية منها وإقامة منطقة آمنة على مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع شمالي سوريا.

مؤامرة أمريكية

وقبل أيام، حذرت أوساط تركية من «مؤامرة أمريكية جديدة» تستهدف إفشال أهداف عملية «درع الفرات» التي يقوم بها الجيش التركي في شمالي سوريا من خلال دعم الوحدات الكردية لمهاجمة مدينة الباب قبل وصول الجيش التركي إليها وبالتالي إعادة إحياء وربط ما يسمى بـ«الممر الكردي» شمالي سوريا.

وأوضحت صحيفة «يني شفق» اليومية المقربة من الحكومة في تقرير لها أن منطقة عين عيسى التي أعلن أنها ستكون بوابة الهجوم على الرقة تبعد عن المدينة 54 كيلومتراً وأن الهدف الحقيقي هو التقدم من هذه النقطة نحو مدينة الباب، وذلك حسب ما نقلت عن مصادر ميدانية واستخبارية.

ولفت التقرير إلى أن الخطة الحقيقية لما تم الإعلان عنه على أن معركة الرقة تنص على أن تتقدم الوحدات الكردية بدعم جوي أمريكي من مناطق سيطرتها في منبج نحو مدينة الباب ومن ثم التقدم لوصل هذه المناطق بمدينة تل رفعت والمناطق التي تسيطر عليها الوحدات شرق الفرات، ما يعني فعلياً وصل جميع المناطق التي تسيطر عليها الوحدات في شرق نهر الفرات وغربه، ومن ثم حصار الرقة بالتعاون مع نظام الأسد والسيطرة عليها لاحقاً.

و«الممر الكردي» هي المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية في شرق وغرب نهر الفرات وتسعى إلى وصلها مع بعضها البعض من خلال السيطرة على الشريط الرابط بينها والممتد على الحدود التركية شمالي سوريا، وهو ما تعارضه تركيا وترى فيه تهديداً لأمنها القومي.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

تركيا الباب سوريا أردوغان