«الحريري» خلال لقائه وزير خارجية قطر: لبنان يتعافى والأمل عاد للخليجيين

الخميس 24 نوفمبر 2016 04:11 ص

اعتبر «سعد الحريري» رئيس الحكومة اللبنانية المكلف أن الأزمة الخليجية اللبنانية كانت غيمة ومرت وقد عاد الأمل إلى الخليجيين بأن لبنان يتعافى ويقوم من المشكلة التي كان غارقا فيها، في إشارة لأزمة الفراغ الرئاسي والتي انتهت بفوز ميشال عون رئيسا للبنان. 

وقال «الحريري» عقب لقائه وزير الخارجية القطري «محمد بن عبد الرحمن» الذي وصل إلى بيروت الأربعاء «هذا الحراك يدل على أن الخليج منفتح باتجاه العودة إلى لبنان، وهو في الأساس لم يترك لبنان، لكن الأزمات كانت متتالية في الداخل اللبناني، وخصوصا بسبب الفراغ الرئاسي بما أوصلنا إلى الضياع في لبنان ولم يكن هناك قرار سياسي».

وتابع «الحريري» «اليوم نرى بعد انتخاب فخامة الرئيس ميشال عون، أنه بات هناك أمل في لبنان واللبنانيون عاد إليهم الأمل ببلدهم، كما عاد الأمل إلى دول الخليج بأن هذا البلد قادر على أن يقف على رجليه».

ورداً على سؤال عن تصحيح ما حصل من سوء في العلاقات الخليجية اللبنانية، قال «الحريري» «مما لا شك فيه أننا سنطوي الصفحة. غيمة ومرت إن شاء الله، وفخامة الرئيس حريص على العلاقات مع كل الدول العربية، وخصوصاً مع دول الخليج، وإن شاء الله ستكون له زيارات لهذه الدول ونحن كذلك».

وأضاف «اليوم عاد الأمل في لبنان بانتخاب الرئيس ميشال عون ولذلك عاد الأمل لدى كل الخليجيين بأن لبنان يتعافى ويقوم من المشكلة التي كان غارقا فيها».

ومن جانبه، أكد الوزير القطري على موقف بلاده الداعم للشعب اللبناني وخياراته.

وتابع «سنستكمل دعمنا للأشقاء في لبنان وللحكومة اللبنانية، ونتمنى لدولته كل التوفيق بجهوده في هذه الأيام، ونحن واثقون جدا أن حكومة قوية ستؤلف، وستكون داعمة للشعب اللبناني وللشعوب العربية كافة إن شاء الله».

وتوترت العلاقات بين دول الخليج خاصة السعودية مع لبنان بسبب ما سمته المملكة مواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر الإقليمية والدولية، لاسيما موقف كبار المسؤولين اللبنانيين من حزب الله، عقب الاعتداء على سفارة السعودية في طهران مطلع 2016، بالتزامن مع تجميد مساعدات عسكرية سعودية إلى لبنان، بقيمة 4 مليارات دولار.

دعم الجيش اللبناني
في السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية اللبناني، «جبران باسيل»، أنه بحث مع نظيره القطري، سبل دعم الدوحة للجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب.

وقال «باسيل»، في مؤتمر صحفي عقب اللقاء الأربعاء «إننا بحثنا موضوع الجيش، لأن قطر تدرك صعوبات لبنان في مواجهة الإرهاب عبر جيشه الذي تنقصه المعدات، ونأمل في صوت لبناني وعربي واحد لدعم الجيش».

وأضاف «باسيل» أن علاقاتنا مع قطر كانت دائما طيبة، ولا ننسى ما قدم لنا خلال عدوان 2006... ولن ننسى مساعدات قطر الاقتصادية والمالية».

من جانبه، أعلن «محمد بن عبد الرحمن»، أن الدوحة تؤكد دعمها للجيش اللبناني، مضيفا أنه تحدث مع نظيره اللبناني عن المشاريع الممكن التعاون فيها.

وبشأن التعاون الاقتصادي، قال وزير الخارجة اللبناني إنه بحث مع نظيره القطري «في المستقبل، من خلال دور اللبنانيين في قطر واستثمارات القطريين في لبنان، خاصة في النفط والغاز»، مشددا على أن بيروت والدوحة تسعيان لفتح مشاريع بالغاز والنفط، وقطر لها خبرة في هذا المجال.

بدوره، أعرب «محمد عبد الرحمن» عن أمله في أن يتم تشكيل الحكومة (اللبنانية) بسرعة وبدء العمل في بيئة مناسبة وزيادة الحركة والتنمية الاقتصادية، نظرا لحاجة لبنان للاستقرار الاقتصادي ولكي يعود وجهة للسياحة الخليجية.

وكان وزير الخارجية القطري وصل الأربعاء إلى بيروت والتقى رئيس الجمهورية العماد «ميشال عون»، ورئيس مجلس النواب «نبيه بري»، ورئيس حكومة تصريف الأعمال «تمام سلام».

وخلال مؤتمر صحفي عقده، الأربعاء، بعد لقائه الرئيس اللبناني، قال «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني» إن بلاده «مستمرة في دعم لبنان»، خاصة بعد أن تمكن الشعب اللبناني من تجاوز أزمة الفراغ الرئاسي.

وهنأ الوزير القطري، الشعب اللبناني على تجاوزه أزمة الفراغ الرئاسي، التي استمرت لأكثر من عامين ونصف، وانتهت بانتخاب عون رئيسا للبلاد نهاية أكتوبر/تشرين أول الماضي، ثم تكليف عون لزعيم تيار المستقبل «سعد الحريري» تشكيل الحكومة الجديدة التي لم يعلن عنها حتى اليوم.

وتابع «بن عبد الرحمن» أن الدوحة تتمنى أن يكون إنهاء الفراغ الرئاسي «انطلاقة لإعادة إحياء المؤسسات، وأن تتكلل بتشكيل الحكومة اللبنانية».

وشدد أن بلاده «مستمرة وستستمر في دعم لبنان، وهنا أتمنى أن تكون هذه الزيارة انطلاقة لفصل جديد في العلاقة بين البلدين».

ولفت إلى أن «موقف قطر تجاه لبنان معروف، ومنطلق من مبادئ، هي التي دفعت قطر للوقوف الى جانب لبنان في إعادة الإعمار بعد حرب تموز 2006، والوقوف الى جانبه في الأزمة السياسية عام 2008 التي انتهت باتفاق الدوحة».

وأشار إلى أنه سلم «عون» رسالة خطية من أمير قطر «تميم بن حمد آل ثاني»، ودعاه إلى زيارة الدوحة.

يذكر أن (إسرائيل) شنت على لبنان في يوليو/تموز 2006، حربا استمرت 33 يوما، انتهت بإصدار مجلس الأمن الدولي القرار 1701، الذي تضمن زيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان لحفظ السلام ومراقبة الوضع على حدود البلدين، ووضع ضوابط وآليات لمنع «الأعمال العسكرية» في جنوب لبنان.

ونظمت قطر عام 2008 لقاء للقوى السياسية اللبنانية في الدوحة لحل الأزمة السياسية التي عاشها لبنان في تلك الفترة، وتمخض عنها «اتفاق الدوحة» وانتخاب «العماد ميشال سليمان» رئيسا للبلاد بعد فراغ استمر عدة أشهر.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

لبنان قطر الجيش اللبناني الجنرال ميشال عون العلاقات القطرية اللبنانية