المعتقل «مروان البرغوثي» يتصدر انتخابات «مركزية» فتح

الأحد 4 ديسمبر 2016 06:12 ص

صوتت حركة «فتح» في مؤتمرها السابع المنعقد منذ خمسة أيام في رام الله بالضفة الغربية، بغالبية ساحقة لصالح القيادي «مروان البرغوثي» المعتقل في سجون الاحتلال تنفيذا لحكم مدى الحياة، وفق ما أكدت زوجته نقلاً عن الرئيس «محمود عباس».

وقالت «فدوى البرغوثي» إن «الرئيس أبو مازن (عباس) اتصل بي فجر اليوم وأبلغني أن زوجي أبو القسام حصل على أعلى الأصوات في انتخابات اللجنة المركزية».

ونقلت عن الرئيس الفلسطيني تشديده على أن «هذا يؤكد ان حركة فتح بخير والشعب بخير ويقف مع مناضليه»، على حد تعبيرها.

ووفق قائمة الفائزين في عضوية اللجنة المركزية، حصل «البرغوثي على 930 صوتاً من أصل 1300 ناخب، وبفارق 100 صوت عن اللواء «جبريل الرجوب الذي جاء في المرتبة الثانية.

واعتقلت (إسرائيل) «البرغوثي» (57 عاماً) عام 2002، ووجهت إليه تهمة قيادة الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، وقيادة مجموعات مسلحة واستهداف مواقع إسرائيلية.

وحُكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات بالإضافة إلى 40 عاماً.

ومن الأسماء الفائزة أيضا «مسؤول الشؤون المدنية حسين الشيخ ومسؤول التعبئة والتنظيم محمد العالول ورئيس جهاز المخابرات السابق توفيق الطيراوي، إضافة إلى المفاوض السابق والاقتصادي محمد اشتية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات».

كما وردت في قائمة الفائزين أسماء كل من مسؤول ملف المصالحة مع حركة حماس «عزام الأحمد وناصر القدوة بالإضافة إلى وجوه جديدة مثل وزير التربية والتعليم صبري صيدم وامرأة واحدة هي النائبة السابقة في المجلس التشريعي دلال سلامة».

وفي انتظار النتائج الرسمية، يبدو مؤكدا استبدال القيادي في الحركة «محمد دحلان» الذي انتخب عضوا في اللجنة المركزية عام 2009، قبل فصله عام 2011 على إثر خلافات مع «عباس.

واقترع المشاركون الثلاثاء في المؤتمر السابع للحركة بمقر الرئاسة في رام الله وعددهم 1400 شخص، إلا أن بضع عشرات اقترعوا في قطاع غزة بعد أن منعتهم (إسرائيل) من الانتقال إلى الضفة الغربية.

وهذا المؤتمر هو الأول لحركة فتح منذ سبع سنوات، والسابع منذ تأسيسها عام 1959، علما بأن مؤتمرها عام 2009 كان الأول في الأراضي الفلسطينية وانعقد بعد عشرين عاما من المؤتمر الخامس.

وفي مستهل المؤتمر، انتخب «عباس» مرة أخرى قائدا عاما لحركة فتح، بعد أن انتخب في هذا المنصب أول مرة سنة 2005 وانتهت ولايته قبل أربع سنوات إلا أن الانقسام الفلسطيني عرقل إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.

وكان المؤتمر قد وافق على اقتراح الرئيس الفلسطيني بتعيين «فاروق القدومي»وسليم الزعنون وأبو ماهر غنيم أعضاءَ شرف فخريين في اللجنة المركزية، تكريما لأبرز مؤسسي الحركة، لكن هؤلاء لا يحق لهم التدخل في قرارات اللجنة أو التصويت عليها.

أما انتخابات المجلس الثوري فتضمنت فوز 11 امرأة من أصل 80 عضوا منتخبا.

ومن بين الفائزين بعضوية المجلس الثوري 12 عسكريا و5 محافظين و10 سفراء في السلطة الفلسطينية ووزير واحد في حكومة التوافق الوطني وصحفيين اثنين.

وكان لافتا فوز المرشح اليهودي أوري ديفيس» المنتمي لحركة فتح منذ ثلاثين سنة بعضوية المجلس الثوري.

وأقر المؤتمر العام السابع لحركة فتح، اليوم الأحد، مقترحا قدمه محمود عباس»، يرتكز على التمسك بالسلام، لمناقشته كبرنامج سياسي للحركة.

وبحسب البيان الختامي للمؤتمر، الذي تلاه القيادي في فتح، عبد الله الأفرنجي»، إن المؤتمر ناقش وثيقة تقدم بها الرئيس عباس وأقرها لتصبح برنامجا سياسيا للحركة.

وخلال كلمته ضمن فعاليات المؤتمر السابع، الأربعاء الماضي، قدم «عباس، مقترحا يتضمن عدة بنود لمناقشته كبرنامج عام لفتح.

ومن أبرز النقاط التي وردت في مقترح عباس» التأكيد على التمسك بالسلام كخيار استراتيجي لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، والقدس الشرقية عاصمتها، إلى جانب دولة (إسرائيل) بأمن وسلام وحسن جوار، والتمسك بالثوابت الفلسطينية.

كما دعا، في المقترح، إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية، عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية محلية عامة، وفك الحصار عن قطاع غزة.

وأكد على ضرورة المضي قدما في العمل عبر المؤسسات والمنظمات والهيئات الدولية لترسيخ دولة فلسطين وحماية حقوقها ومحاسبة إسرائيل على جرائمها، إلى جانب تعزيز المقاومة الشعبية السلمية وتطويرها في المجالات كافة.

كما اقترح الرئيس الفلسطيني العمل وفقاً لخطة شاملة للتعامل مع الأخطاء التاريخية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني بهدف تصحيحها مثل وعد بلفور (عام 1917 والذي يعد أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود في فلسطين) وغيره.

وشدد على ضرورة محاربة الإرهاب أياً كانت دوافعه ومصادره، بما يشمل إرهاب الدولة وإرهاب المجموعات الاستيطانية، والتعاون إقليمياً ودولياً في هذا المجال.

وأشار إلى أهمية تعزيز العلاقات مع العرب، ومنظمة التعاون الإسلامي، ودول عدم الانحياز، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية، ذات الأهمية.

وأعرب في مقترحه أيضا، عن رفضه التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، إضافة إلى رفض التدخل الخارجي بالشأن الفلسطيني الداخلي.

ودعا إلى أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي، وأسلحة الدمار الشامل، بما يشمل إسرائيل الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية في المنطقة.

واقترح «عباس» بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية على أساس الحريات وفصل السلطات وسيادة القانون، لتعزيز صمود الفلسطينيين في القدس والأغوار (شرقي الضفة الغربية).

وبعد انتهاء الجلسة الختامية، وجه «عباس» ، رسالة إلى الشعب الفلسطيني وإلى المؤتمرين، هنأهم فيها على خيارهم الديمقراطي ومشاركتهم الفاعلة في مؤتمر فتح السابع، معتبرا نجاح المؤتمر انتصار لفسلطين ولشعبها ولمنظمة التحرير وفصائلها وقواها وإسهام هام في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني.

وخاطب أعضاء المؤتمر إن «ما أنجزتموه خلال هذا المؤتمر هو الجهاد الأصغر وأمامنا الآن مهمة أن نخوض الجهاد الأكبر، ومن المؤكد أن ما سجله المؤتمر من نجاح، وما عكسته برامجه من دلالة على قدرة حركتنا على تحديد المهمات واعتماد طرائق العمل المناسبة سيقوي عزيمة شعبنا في نضاله ضد الاحتلال، ويدعم منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في جولات النضال السياسي والدبلوماسي، الذي تخوضه في ساحات العالم».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

عباس فتح اللجنة المركزية