«التايمز»: إدارة «ترامب» لن تسمح لإيران بالظهور كـ«منتصرة» في سوريا

الخميس 8 ديسمبر 2016 10:12 ص

ركزت صحيفة «التايمز» البريطانية، اليوم الخميس، على متابعة تطورات المعركة الدائرة في مدينة حلب السورية وتداعياتها، ونشرت مقالاً افتتاحيا بعنوان: «من بين أنقاض حلب: لا يمكن أن يُسمح لإيران أن تظهر كمنتصر في سوريا».

وقالت الصحيفة، عبر الافتتاحية، إن «الحرب في سوريا وصلت إلى منعطف جوهري، مع تقدم قوات رئيس النظام السوري، بشار الأسد، المعززة بالميلشيات المدعومة من إيران وتحت غطاء جوي روسي وضمانها السيطرة على قلب مدينة حلب القديمة»، حسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

 وأضافت أن السقوط الوشيك لشرقي حلب (الخاضع حالياً لسيطرة قوات المعارضة) سيمنح النظام السيطرة على أكبر خمس مدن في البلاد، وعلى مجمل غربي سوريا.

ورأت الصحيفة أن إدارة «ترامب» القادمة، التي بدت صديقة للرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، لها أولويتان في سوريا؛ الأولى أن تهزم تنظيم «الدولة الإسلامية» أو على الأقل تطرد فلوله خارج سوريا والعراق، والثاني أن لا تخرج إيران بوصفها المنتصر، وتنشر «تأثيرها الضار» في عموم ما يعرف بالهلال الشيعي عبر عناصر ميليشيا «حزب الله» في لبنان، والمقاتلين الشيعة الذين تدعمهم في العراق وسوريا.

وأضافت الصحيفة أن «ترامب»، بعد توليه الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، قد يصل إلى تفاهم مع روسيا في أن يقوما معا بقصف تنظيم «الدولة الإسلامية»، وطرده من معقله في مدينة الرقة، شمالي سوريا.

واعتبرت أنه قد تصبح موسكو وواشنطن حليفتين لوقت محدود، وإذا تم طرد التنظيم من سوريا فسيدعي كل من «ترامب» و«بوتين» النصر، لكن بدون تهديد تنظيم «الدولة الإسلامية» سيصبح من الصعب على «الأسد» المحافظة على صورة من يقف في الجانب الصحيح في الحرب على الإرهاب.

«مساومة قادمة»

وتحدثت الصحفية في افتتاحيتها عن مخاوف لدى دول الخليج والسعودية بصفة خاصة، عبرت عنها يوم أمس في المحادثات مع رئيسة وزراء بريطانيا «تريزا ماي»، من أن إيران تسعى لتعزيز سيطرتها على سوريا.

كما تخشى إسرائيل أيضا من أن التأثير الإيراني قد ينتشر بسرعة ليشكل خطرا في مرتفعات الجولان.

وخلصت الصحيفة إلى أن إدارة «ترامب» ستركز على دق اسفين بين موسكو وطهران، مشيرة إلى أن محللين أمريكيين يعتقدون أن ايران مقترنة بـ«الأسد» على الرغم من، أو بسبب، ضعفه، لكن روسيا يمكن أن تقبل ببديل يتمتع بولاء الجيش السوري ويحفظ البلاد موحدة ويسمح لها بالاحتفاظ بقاعدتها البحرية في طرطوس.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه «قد تكون ثمة مساومة قادمة، لكنها ستكون بشعة وخطرة وتتم على قبور 400 ألف شخص ممن قتلوا في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس الأسد». 

  كلمات مفتاحية

أمريكا سوريا إيران ترامب حلب دول الخليج السعودية